وعد بلفور أو تصريح بلفور المعروف ايضا بوعد ما لا يملك لمن لا يستحق تطلق على الرسالة التي أرسلها آرثر جيمس بلفور إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.
خلفية:
لقد تبنت إنجلترا منذ بداية القرن العشرين سياسة إيجاد كيان يهودي سياسي في فلسطين قدروا أنه سيظل خاضعا لنفوذهم ودائراً في فلكهم وبحاجة لحمايتهم ورعايتهم وسيكون في المستقبل مشغلة للعرب ينهك قواهم ويورثهم الهم الدائم يعرقل كل محاولة للوحدة فيما بينهم. وتوجت بريطانيا سياستها هذه بوعد بلفور الذي أطلقه وزير خارجيتها آنذاك.
ولعل من أبرز الدلالات على الربط الاستراتيجي بين أهداف الحركة الصهيونية وأهداف الدولة البريطانية ما ذكرته صحيفة مانشستر جارديان في عام 1916: "كانت بلاد ما بين النهرين مهد الشعب اليهودي ومكان منفاه، وجاء من مصر موسى مؤسس الدولة اليهودية، وإذا ما انتهت هذه الحرب (العالمية الأولى) بالقضاء على الإمبراطورية التركية في بلاد ما بين النهرين وأدت الحاجة إلى تأمين جبهة دفاعية في مصر إلى تأسيس دولة يهودية في فلسطين فسيكون القدر قد دار دورة كاملة".
وفيما يتعلق بفلسطين فقد واصلت الصحيفة مقالها وهو بقلم رئيس التحرير تشارلز سكوت قائلة: "ليس لفلسطين في الواقع وجود قومي أو جغرافي مستقل إلا ما كان لها من تاريخ اليهود القديم الذي اختفى مع استقلالهم.. إنها روح الماضي التي لم يستطع ألفا عام أن يدفناها والتي يمكن أن يكون لها وجود فعلي من خلال اليهود فقط، لقد كانت فلسطين هي الأرض المقدسة للمسيحيين، أما بالنسبة لغيرهم فإنها تعد تابعة لمصر أو سوريا أو الجزيرة العربية، ولكنها تعد وطنا قائما بذاته بالنسبة لليهود فقط".
ولم يكن العامل الديني السبب الوحيد لإصدار الوعد، فقد كانت هناك مصالح مشتركة ذات بعد استراتيجي، ففي الأساس كانت بريطانيا قلقة من هجرة يهود روسيا وأوروبا الشرقية الذين كانوا يتعرضون للاضطهاد.. وفي عام 1902 تشكلت اللجنة الملكية لهجرة الغرباء، واستدعي هرتزل إلى لندن للإدلاء بشهادته أمامها حيث قال: "لا شيء يحل المشكلة التي دعيت اللجنة لبحثها وتقديم الرأي بشأنها سوى تحويل تيار الهجرة الذي سيستمر بقوة من أوروبا الشرقية. إن يهود أوروبا الشرقية لا يستطيعون البقاء حيث هم، فأين يذهبون؟ إذا كنت ترون أن بقاءهم هنا – أي في بريطانيا – غير مرغوب فيه، لا بد من إيجاد مكان آخر يهاجرون إليه دون أن تثير هجرتهم المشاكل التي تواجههم هنا. لن تبرز هذه المشاكل إذا وجد وطن لهم يتم الاعتراف، به قانونيا وطنا يهوديا كان بإمكان بريطانيا التدخل لمنع تهجير اليهود من أوروبا الشرقية، إلا أنها وجدت أن لها مصلحة في توظيف هذه العملية في برنامج توسعها في الشرق الأوسط، فحولت قوافل المهاجرين إلى فلسطين بعد صدور الوعد، وقامت بتوفير الحماية لهم والمساعدة اللازمة.
نص وعد بلفور:
وزارة الخارجية
في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني سنة 1917
عزيزي اللورد روتشيلد
يسرني جداً أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته، التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرته:
"إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى".
وسأكون ممتناً إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيوني علماً بهذا التصريح.
المخلص
آرثر بلفور
وعد بلفور
وعد من لا يملك لمن لا يستحق
تولي إسرائيل وعد بلفور أهمية خاصة , وتعتبره أحد المستندات القانونية التي تستند عليها وقد ضمّنت "وثيقة الإستقلال" إشارة واضحة إلى هذا الوعد , فقد نصّت على أن حق اليهود في "الإنبعاث القومي في بلده . . . إعترف به إعلان بلفور " .
جاء وعد بلفور بعد مفاوضات إستمرت ثلاث سنوات دارت بين الحكومة البريطانية واليهود البريطانيين والمنظمة الصهيونية العالمية قبل أن يخرج بشكل خطاب موجه من أرثر بلفور وزير الخارجية البريطانية يوم 2 تشرين ثاني 1917 , موجه إلى اللورد روتشيلد وهذا نصه :
(( يسرني جدا أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على اماني اليهود الصهيونية , وقد عرض على الوزارة وأقرته :
إن حكومة جلالة الملك تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين , وستبذل جهدها لتسهل تحقيق هذه الغاية على أن يفهم جليا أن لن يؤتى بعمل من شأنه أن يضير الحقوق التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين ولا الحقوق او الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى , أكون ممتنا لكم لو أبلغتم هذا التصريح إلى الإتحاد الفيدرالي الصهيوني ))
ومن الجدير بالذكر أن نص تصريح بلفور كان قد عرض على الرئيس الأمريكي ولسون , ووافق على محتواه قبل نشره ووافقت عليه فرنسا وإيطاليا رسميا سنة 1918 , ثم تبعها الرئيس الأمريكي ولسون رسميا وعلنيا سنة 1919 , وكذلك اليابان . وفي سنة 1920 وافق عليه مؤتمر سان ريمو الذي عقده الحلفاء لوضع الخريطة السياسية الجديدة لما بعد الحرب , وضمّنه قراره بإنتداب بريطانيا نفسها على فلسطين وفي سنة 1922 , وافقت عليه عصبة الأمم وضمّن صك الإنتداب البريطاني على فلسطين .
أسباب وعد بلفور :
1- القيمة الإستراتيجية لفلسطين بإعتبارها بوابه العبور إلى أسيا كما وصف هيرتزل دور الدولة اليهودية في فلسطين بقولة : (( سنكون بالنسبة إلى أوروبا , جزءا من حائط يحميها من آسيا , وسنكون بثابة حارس يقف في الطليعة ضد البربرية )) .
2- محاولة بريطانيا كسب لتأييد الطوائف اليهودية في العالم لها في أثناء الحرب العالمية الأولى .
3- التخلص من موجوات الهجرة اليهوديه داخل أوروبا وتوجيهها إلى فلسطين .
4- إكتشاف حاييم وايزمن الصهيوني لمادة الأسيتون وصنع المواد المتفجرة التي ساعدة بريطانيا في الحرب العالمية الاولى ( راجع صفحة برنارد شو ) .
بطلا ن وعد بلفور :
من الناحية القانونية في الوجود البريطاني أثناء إعطاء الوعد هو وجود غير شرعي أصلا كونها دولة إحتلال ومن المتفق عليه قانونا أن الإحتلال لا يفيد بالملكيه لذلك فبريطانيا العظمى لا تملك أرض فلسطين حتى تتكرم وتعطيها ليهود الأرض , لذلك إصطلح على تسمية هذا الوعد , وعد من لا يملك لمن لا يستحق .
وإذا كان هذا الوعد من الناحية القانونيه وعدا باطلا فكل مانتج عنه فهو باطل أيضا أي أن قيام دولة إسرائيل على الأرض العربية في فلسطين هو وجود باطل ويجب أن يزال طبقا للقاعدة القانونية التي تنص على أن مابني على باطل فهو باطل ,, وأي مبادرات للسلام أو الإستسلام دولية كانت أو عربية فإنها تصب في هذا البطلان ولا أساس لشرعيتها .