تلك هي تلال وطني وجباله تكاد تعانق السماء او تلمس قرص الشمس أراها من وراء الأسلاك الشائكة
وحقول الألغام اللعينة أرى وطني الذي لم أولد في أحضانه ولم تعانقني تلاله ولم تبلل وجنتي أمطاره ولم تظللني أشجاره قط .لكن
روحي حلقت في سمائه فاحتضنته أفكاري... أمطرته دموعي.. وعانقته ضلوعي .فوراء الأفق وطن لن أنساه أبدا فقد نسجته
في فكري .من غيمة تنسجها عند الغروب مئذنة من شذى فلاحة تعبق منها الميجنة، ومن وشوشات حديث بين وردة وسوسنة ومن
حديث حدثتني اياه دموع متمردة ما زالت في وسادة جدي الراحل، اعود بفكري الى المخيم كحطاب عاد آخر النهار بفأس موهنة،
فاكتب
وطني بالطبشور على حيطانه أرسم خارطته كاملة على أبواب بيوته الصغيرة وفي زقاقه الضيقة ولكن مع اطلالة فجر جديد أهب
قطرات دمي وقودا لثروة استرجاعك فمن لم يرح جسده علي صخرة المنفى لن يعرف قيمة حصيرة كوخه ...وقديما قال الماهاتما
غاندي ان طريق الاستقلال يجب أن تغسله الدموع