مُخْـتـَارَاتْ منْ أرْوع مَا كُـتِبَ للشَاعر الكَـبِير فـَارُقْ جـِويدة
ألفُ وجْهِ للقمرْ
في كلَ عام ..
تـُشرِِقين علَى ضِفافِ العـُمرِ
تَنبتُ فِي ظَلاَم الكون شَمسً
يَحتويني ألفُ وجْهِ للقمرْ
فِي كُلّ عامِ ..
تـُشْرِقينَ علَى خَرِيف القلبِ
يَصْدَحُ فِي عُيُونِي صَوْتُ عصفورِ
وَيسْرىِ في دِمائي نَبضُ أغنيةِ
وَيغزَلُ شَوقـُنا المجْنونُ أوراقَ الشَّجَرْ ..
فِي كُلّ عامِِِ ..
تشرقينَ بَرَاعِم الأيَّام
تَلْهُو فوْقَ أجنحةِ الزَّهرْ
فِي كلّ عَامِِ ..
أنتِ فِي قلبي حَنِينَُ صَاخِبُ
وَدُموعُ قـَلبِِ ذابَ شوْقاً .. وانْكسَرْ ..
فِي كلّ عَامِِ ..
أنت يَا قدرَي طريقََُ شِائِكُ
أمْضى إليْكِ عَلَى جَنَاح الرَّيحِ
يُسْكرُنِي عَبيرُكِ ..
ثمَّ يترُكني وَحِيداً فِي مَتَاهاتِ السَّفرْْْ ..
فِي كلَّ عَامِِ ..
أنتِ في عُمرِ شِتاءُ زوَابعِِ
وَِربيعُ وَصْلِِ
وارتعاشَاتُ يدنْْدنُهاِ .. وَترْء ..
في كُلّ عامِِ ..
أنتِ يَِِا قَدرِي مَواسِمُ فَرْحةِِِ
تَهْفُو الطُيورُ إِلى الجَدَاول
تنْتشِي بالضوءِ أجْفانُ النَّخيلِ
وَترتوِي بالشَّقِ أطْلالُ العُمُرْ ..
فِى كُلّ عَامِ
كَنتُ أنتَظِر الموَاسمَ
قدَ تَجِئُ .. وقَدْ تُسَافِر بَعدَمَا
تُلْقِِى فُؤَادِي للحنِينِ ..
وللظُِّنون .. وللِضَّجَرْ
فِي كلّ عامِ
كَانَ يَحْمِلني الحَنِينُ إِليْكِ
أغفُو فِي عُيونُك سَاعةً
وَتُطلُّ أشبَاح الوَداع
نَقُومُ فِي فَزَعِِ ..
وَفِى صَمْتِ التوحُّد نَنْشَطرْ ..
أنَتِ الفُصولُ جَميعُهَا ..
وَأناَ الغَريبُ عَلَى رُبُوعِكِ
أحمْلُ ألأشواقَ بينَ حَقائِبِي ..
وَأمامَ بَابِكِ أنتظِرْ ..
أنتِ الزمَانُ جَميعُهُ
وَأناَ المسَافِرُ في فصُولِ العَامِ
تحْمِلُنِي دُروبُ العِشقِ
يَجْذِبِني الحَنينُ ..
فأشْتَهِى وجَهَ القمرْ ..
وَأظلُّ أنتظِرُ الرَّحيل مَعَ السَّحِابِ
وَأسْألُ الأيامَ فِي شَوْقِِ ..
مَتـَى .. يَأتي المطرْ .. ؟
قَدرً بأنْ نَمْضِى معَ الأيَّام أغْراباً
نُطاردُ حُلمَـنـَا
وَيضيعُ منَّا العمْرُ .. يا عُمْرِي ..
ونحْنُ.. علىَ سَفرْ ..
.................................................