سور مصر العظيم هل يظن أن أهل غزة يأجوج ومأجوج
كتبهاomar shaheen ، في 10 كانون الثاني 2010 الساعة: 01:48 ص
اسم الكاتب : عمر شاهين
وصلتني رسالة بالبريد الالكتروني من صديقة تدرس حاليا في بريطانيا تحتوي على صور لأطفال إسرائيليين، وهم يوقعون على قنابل إسرائيلية ستتوجه إلى لبنان، والى غزة، وأسفل منها عشرات الصور لأطفال فلسطينيين محروقين من قنابل الصهاينة أو الحكومة الإرهابية الصهوينية، وصورة أخرى لأطفال منشولين من تحت الركام، حيث تجبرك على البكاء والألم وأنت تشاهد أطفال أبرياء ليسوا من حماس ولا فتح، ولا أظن أحدهم تمكن من إطلاق صاروخ على مغتصبة سديروت.
هذه المشاهد الرهيبة رآها العالم في حرب غزة الأخيرة من قبل حكومة الإرهابي أولمرت ، ومع ذلك لم تقرر الحكومة المصرية محاكمة هذا المجرم مثلما فعل البريطانيون أو حتى منعه من دخول أراضيها مثلما صرحت الحكومة المصرية بأن النائب البريطاني جلوي لم يعد مرغوب به في مصر.
بعد مباراة الجزائر، تحدث عشرات السياسيين المصريين بأنهم لا يريدون من دولتهم ان تتحدث بأنها أم العروبة ،أو الشقيقة الكبرى ، وقامت مصر كلها إعلاميا، ومظاهرات شعبية ، بسبب الإعتداء على بعض الجماهير المصرية ، بينما يستكثر أبو الغيط أن يغضب الفلسطييون والشرفاء من أمثال شافيز وجلوي ما يحدث في غزة والاقصى و فلسطين ، ويثور العالم لاجل محاولة تفجير طائرة وتستنفر الاجهزة الامنية في أمريكا، أما الدم الفلسطيني والعراقي فلم يعد لهما قيمة، وليموتوا بأي طريقة وحشية كانت .
يستمر أخوتنا المصرييون بافتخارهم بالفراعنة، ونحن كمسلمين نعرف أن هذه الحضارة أغرقها الله في البحر ولا أظن أن مسلما أو مسيحيا يتباهى بانتسابه لمن غضب الله عليهم ، حتى لو كان لهم من العلم الكثير ، واليوم نرى المصريين يسكتون على فراعنة العصر الصهاينة الذين يمارسون أقذر أنواع العنصرية والإجرام بحق الفلسطينيين، وأيا كان الموقف لأي شخص من تصرف سياسي ماض لفتح أو الحركات الفلسطينية اليسارية، أو تخوف من مدد الإخوان المسلمين وإيران وحزب الله أو حماس فهل يسكت على قتل أطفال مسلمين وعرب وحصارهم وهل خطر حماس يشابه أثر مفاعل ديمونة وحرب 1967 واحتلال أراض من الأردن ومصر وسوريا ؟
جدار مصر الذي تفننت الشقيقة فيه، واعطته فتوى شرعية من الازهر، وأخرى من وزير أوقاف شركة الحماية الاسرائيلية التي تسمى "السلطة الفلسطينية " وبدعمه من الفولاذ والاسمنت المسلح ، والماء الجاهز لإغراق أي نفق ، وكأن أهل غزة ليسوا أشقاء عرب بل ياجوج ومأجوج ، فالجدار والهجوم الإعلامي المصري يشعرنا بأن العنصرية العربية ضد الفلسطينيين أصبحت أشد خطرا من الصهاينة ، حتى لو إتكأ البعض على الخلاف الفلسطيني الداخلي ، فإننا جميعنا ندرك أن الخلاف الفلسطيني الداخلي ينطبق على الحالة اللبنانية بأنه صناعة عربية تجبر كل طرف على تعنته ، وعداء شقيقه ، ومع ذلك نحن مع هيبة مصر ، ولكن هل لآي عربي هيبة وعلى عدة كيلو مترات شعب عربي شقيق يعاني من الحصار والكبت والقمع.
لقد ذهب الفلسطينيون مئات المرات لطاولة المفاوضات، وبحثوا عن السلام ، وبرعاية عربية ومصرية ومن كان يفسد هذا الصهاينة أنفسهم ، ويخلون بالمواعيد ويشعلون الفتن والانتفاضات ، بل الهجوم على مصر من قبل الأقلام الصهيونية دائم ومستمر ، واليوم هناك دعوة واضحة للتوطين وطرد الفلسطينيين ، وإرغام فلسطينيي الداخل على الولاء ليهودية الدولة ، وهذا يمس العروبة في الصميم لمن يؤمن بأرض إسلامية وأمة عربية ولم يتمزق قلبه بأسلاك سايكس بيكو؟
مصر الحكومة، وليس الشعب، تصر على فقد دورها العروبي ، وتحمل العرب ألف جميلة وتنسى أن العرب احتضنوا أبناءها وعملوا عندهم واستفادوا في معظم الدول العربية ، بينما كانت مصر وما زالت فقيرة ماديا ، و تدعم ماديا او عسكريا الدول العربية، بل تآمرت في عهد عبدالناصر على النظام الملكي الاردني ، وعلى النظام الملكي السعودي ، واليمن ، وتوجهت يوما لمحاربة أرض العراق معقل القومية العربية ، ولم يخدش احد قومية مصر ، ولكن ما يحدث ليس من الموقف السياسي والحكومي ولكن التفاعل الشعبي مع أن جدار غزة هو حفظ لسيادة مصر ، علما أن السيادة الحقيقية في سيناء لإسرائيل منذ معاهدة كامب ديفيد.
تصر مصر على أن القوافل وخاصة شريان الحياة 3 وموقف جورج جلوي العربي هو اعتداء عليها ، ولا تنتبه الشقيقة أن هذا الموقف ليس فقط في إدخال مساعدات لشعب محاصر بل في تعزيز الموقف السياسي بان غزة تحوي شعبا يريد الحياة وكشف التعتيم الصهيوني الذي يضخ للغرب ، والذي بدأ يولد تفاعل كبير في معظم العواصم العربية.
مصر تنصاع للموقف الإسرائيلي والأمريكي وتخسر الكثير، والجدار يضر مصر أكثر من غزة ، حتى لو انه سيشكل مقتلا كبيرا للمحاصرين ، وتحويل غزة لسجن كبير ، فلتنتبه مصر مثلا على الأزهر بعد فتواه الأخيرة حول الجدار وعن ما كتب ضد المرجعية السنية الكبرى في أزهر لتكتشف أنها تدمر اليوم كنوز مصر التاريخية ، فالأردن دخل معاهدة السلام وسمح لشريان الحياة أن تمر بأراضيه ، وشكر جلوي الأردن. ولا أظن أن جالوي يكره مصر وشعب مصر ولكن موقفها السياسي أجبره على مثل حديثه ، واظن أن إسرائيل قد فرحت كثيرا من الموقف المصري وتغنت بان أهل غزة ليسوا خطرا على إسرائيل إنما على مصر تماما ، وأذكر الموقف الحكومي المصري أن ما وراء الجدار هم عرب ومسلمون ومسيحيون وليس ياجوج وماجوج.
كتبهاomar shaheen ، في 10 كانون الثاني 2010 الساعة: 01:48 ص
اسم الكاتب : عمر شاهين
وصلتني رسالة بالبريد الالكتروني من صديقة تدرس حاليا في بريطانيا تحتوي على صور لأطفال إسرائيليين، وهم يوقعون على قنابل إسرائيلية ستتوجه إلى لبنان، والى غزة، وأسفل منها عشرات الصور لأطفال فلسطينيين محروقين من قنابل الصهاينة أو الحكومة الإرهابية الصهوينية، وصورة أخرى لأطفال منشولين من تحت الركام، حيث تجبرك على البكاء والألم وأنت تشاهد أطفال أبرياء ليسوا من حماس ولا فتح، ولا أظن أحدهم تمكن من إطلاق صاروخ على مغتصبة سديروت.
هذه المشاهد الرهيبة رآها العالم في حرب غزة الأخيرة من قبل حكومة الإرهابي أولمرت ، ومع ذلك لم تقرر الحكومة المصرية محاكمة هذا المجرم مثلما فعل البريطانيون أو حتى منعه من دخول أراضيها مثلما صرحت الحكومة المصرية بأن النائب البريطاني جلوي لم يعد مرغوب به في مصر.
بعد مباراة الجزائر، تحدث عشرات السياسيين المصريين بأنهم لا يريدون من دولتهم ان تتحدث بأنها أم العروبة ،أو الشقيقة الكبرى ، وقامت مصر كلها إعلاميا، ومظاهرات شعبية ، بسبب الإعتداء على بعض الجماهير المصرية ، بينما يستكثر أبو الغيط أن يغضب الفلسطييون والشرفاء من أمثال شافيز وجلوي ما يحدث في غزة والاقصى و فلسطين ، ويثور العالم لاجل محاولة تفجير طائرة وتستنفر الاجهزة الامنية في أمريكا، أما الدم الفلسطيني والعراقي فلم يعد لهما قيمة، وليموتوا بأي طريقة وحشية كانت .
يستمر أخوتنا المصرييون بافتخارهم بالفراعنة، ونحن كمسلمين نعرف أن هذه الحضارة أغرقها الله في البحر ولا أظن أن مسلما أو مسيحيا يتباهى بانتسابه لمن غضب الله عليهم ، حتى لو كان لهم من العلم الكثير ، واليوم نرى المصريين يسكتون على فراعنة العصر الصهاينة الذين يمارسون أقذر أنواع العنصرية والإجرام بحق الفلسطينيين، وأيا كان الموقف لأي شخص من تصرف سياسي ماض لفتح أو الحركات الفلسطينية اليسارية، أو تخوف من مدد الإخوان المسلمين وإيران وحزب الله أو حماس فهل يسكت على قتل أطفال مسلمين وعرب وحصارهم وهل خطر حماس يشابه أثر مفاعل ديمونة وحرب 1967 واحتلال أراض من الأردن ومصر وسوريا ؟
جدار مصر الذي تفننت الشقيقة فيه، واعطته فتوى شرعية من الازهر، وأخرى من وزير أوقاف شركة الحماية الاسرائيلية التي تسمى "السلطة الفلسطينية " وبدعمه من الفولاذ والاسمنت المسلح ، والماء الجاهز لإغراق أي نفق ، وكأن أهل غزة ليسوا أشقاء عرب بل ياجوج ومأجوج ، فالجدار والهجوم الإعلامي المصري يشعرنا بأن العنصرية العربية ضد الفلسطينيين أصبحت أشد خطرا من الصهاينة ، حتى لو إتكأ البعض على الخلاف الفلسطيني الداخلي ، فإننا جميعنا ندرك أن الخلاف الفلسطيني الداخلي ينطبق على الحالة اللبنانية بأنه صناعة عربية تجبر كل طرف على تعنته ، وعداء شقيقه ، ومع ذلك نحن مع هيبة مصر ، ولكن هل لآي عربي هيبة وعلى عدة كيلو مترات شعب عربي شقيق يعاني من الحصار والكبت والقمع.
لقد ذهب الفلسطينيون مئات المرات لطاولة المفاوضات، وبحثوا عن السلام ، وبرعاية عربية ومصرية ومن كان يفسد هذا الصهاينة أنفسهم ، ويخلون بالمواعيد ويشعلون الفتن والانتفاضات ، بل الهجوم على مصر من قبل الأقلام الصهيونية دائم ومستمر ، واليوم هناك دعوة واضحة للتوطين وطرد الفلسطينيين ، وإرغام فلسطينيي الداخل على الولاء ليهودية الدولة ، وهذا يمس العروبة في الصميم لمن يؤمن بأرض إسلامية وأمة عربية ولم يتمزق قلبه بأسلاك سايكس بيكو؟
مصر الحكومة، وليس الشعب، تصر على فقد دورها العروبي ، وتحمل العرب ألف جميلة وتنسى أن العرب احتضنوا أبناءها وعملوا عندهم واستفادوا في معظم الدول العربية ، بينما كانت مصر وما زالت فقيرة ماديا ، و تدعم ماديا او عسكريا الدول العربية، بل تآمرت في عهد عبدالناصر على النظام الملكي الاردني ، وعلى النظام الملكي السعودي ، واليمن ، وتوجهت يوما لمحاربة أرض العراق معقل القومية العربية ، ولم يخدش احد قومية مصر ، ولكن ما يحدث ليس من الموقف السياسي والحكومي ولكن التفاعل الشعبي مع أن جدار غزة هو حفظ لسيادة مصر ، علما أن السيادة الحقيقية في سيناء لإسرائيل منذ معاهدة كامب ديفيد.
تصر مصر على أن القوافل وخاصة شريان الحياة 3 وموقف جورج جلوي العربي هو اعتداء عليها ، ولا تنتبه الشقيقة أن هذا الموقف ليس فقط في إدخال مساعدات لشعب محاصر بل في تعزيز الموقف السياسي بان غزة تحوي شعبا يريد الحياة وكشف التعتيم الصهيوني الذي يضخ للغرب ، والذي بدأ يولد تفاعل كبير في معظم العواصم العربية.
مصر تنصاع للموقف الإسرائيلي والأمريكي وتخسر الكثير، والجدار يضر مصر أكثر من غزة ، حتى لو انه سيشكل مقتلا كبيرا للمحاصرين ، وتحويل غزة لسجن كبير ، فلتنتبه مصر مثلا على الأزهر بعد فتواه الأخيرة حول الجدار وعن ما كتب ضد المرجعية السنية الكبرى في أزهر لتكتشف أنها تدمر اليوم كنوز مصر التاريخية ، فالأردن دخل معاهدة السلام وسمح لشريان الحياة أن تمر بأراضيه ، وشكر جلوي الأردن. ولا أظن أن جالوي يكره مصر وشعب مصر ولكن موقفها السياسي أجبره على مثل حديثه ، واظن أن إسرائيل قد فرحت كثيرا من الموقف المصري وتغنت بان أهل غزة ليسوا خطرا على إسرائيل إنما على مصر تماما ، وأذكر الموقف الحكومي المصري أن ما وراء الجدار هم عرب ومسلمون ومسيحيون وليس ياجوج وماجوج.