جاءت النذر و انتشر الخبر بعد انتفاء الحذر والجرأة على القدر حيث لم يعد من ولاة أمورنا من يزدجر أو يعتبر فبرق البصر في الدنيا قبل الآأنا قليل أدب فانفجر طوفان الدموع..
كان السؤال مفاجئا كزلزال أو بركان أو انهيار جبل أو كطعنة خنجر..
لم يبدأ صغيرا ليكبر وينمو..
ولم يتصاعد كحوار حتى يكمل موقفا ويتم حكاية.
انفجر الخيال في لحظة فكان في تجسده لا يقل عن الواقع هولا..
فرأيتني في الجنة بعد أن اجتزت العقبات بالمعجزة والرحمة ومغفرة بقدر رحموته لا بقدر عجزي وجرمي وانقضى مخاض هول الحساب واجتزت الصراط ودخلت الجنة يتأجج داخلي شوق كذا مليار عام لرؤية سيدي وحبيبي ومولاي رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فرأيت كأنني أراه.. وسمعته بأذن الخيال يقول لي بعد أن ازورّ عني:
- ماذا فعلت لنصرة بيت المقدس؟.. ماذا فعلت لمنع الحصار عن غزة هاشم..
ثم جاءني الصوت اللائم الغاضب المعاتب:
- وماذا فعلت لمنع بناء السور الفولاذي؟..
فتساقط لحم وجهي وغاض دمي.. ولم أحر جوابا ففوجئت بطوفان دموع.. ووليت فرارا وثمة صوت تردد صداه الأرجاء :
- ماذا أحدثتم من بعدي..
وكنت أروم الفرار فواجهني طيف كأنه لسيدنا عمر بن الخطاب :
- ماذا فعلتم بفلسطين.. ماذا فعلتم بوديعتي التي أودعتكموها..
وأمعنت في الفرار فرأيت أربعمائة شهيد صرخوا :"من يبايعنا على الموت".. وعلى أيديهم تحرر بيت المقدس من الرومان..
كان على رأسهم عكرمة بن أبي جهل..
ابن الطاغوت المجرم أصبح شهيدا فكيف تحول أبناء الشهداء إلى طواغيت ومجرمين.
***
جاءت النذر فبرق البصر فانفجر طوفان الدموع..
كان الجدار العازل في رفح سيخا محمى انغرس في القلب وقنبلة انفجرت رأيت على لهيبها الكفر والنفاق والشقاق والإيمان والاستشهاد..
ورأيت من خلال دخانها الألم والأشلاء والجوع والحرمان والحصار والشقيق يجفو شقيقه ويبر عدوه.. رأيت إسرائيل صديقة بل ونتحالف معها ضد فلسطين.. فسحقا لهذا الهوان الفاجر حتى لو كان ثمنا لملك الدنيا وما فيها وليس مجرد وراثة عرش.
تهاطلت الذكريات فانصدع قلبي..
كم مائة ألف فلسطيني استشهد أو جرح أو عذب واعتقل؟
وكيف أجيب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يسألني عنهم حتى وإن أفلتّ من يوم الدينونة صارخا"واسوأتاه وإن غفرت!".
تذكرت القسام وأحمد ياسين والرنتيسي..
تذكرت الشقاقي وعياش..
تذكرت محمد الدرة وإيمان حجو..
تذكرت هدى غالية على شاطئ غزة والمشهد المروع لمصرع أسرتها وهي في نزهة بريئة بائسة على شاطئ البحر.
قصفتها إسرائيل من البحر.
ماتت الأسرة واختلطت الأشلاء فانطلقت الصرخات الرهيبة الدامية المروعة من ابنة الأسرة التي نجت من القصف: هدى غالية والتي حملت ألما سيظل ينوء به كاهل البشرية و إدانة تصم بالعار التاريخ الإنساني منذ قابيل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها..
هل تذكرون الطفلة هدى غالية وهي تصرخ أباها الممزقة أشلاؤه: بــــــــابــــــاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا..
فكيف أجيب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يسألني عنها؟..
أأقول له نجت بمعجزة من إسرائيل فقتلناها جوعا بالجدار العازل ؟!
كان السؤال مفاجئا كزلزال أو بركان أو انهيار جبل أو كطعنة خنجر..
لم يبدأ صغيرا ليكبر وينمو..
ولم يتصاعد كحوار حتى يكمل موقفا ويتم حكاية.
انفجر الخيال في لحظة فكان في تجسده لا يقل عن الواقع هولا..
فرأيتني في الجنة بعد أن اجتزت العقبات بالمعجزة والرحمة ومغفرة بقدر رحموته لا بقدر عجزي وجرمي وانقضى مخاض هول الحساب واجتزت الصراط ودخلت الجنة يتأجج داخلي شوق كذا مليار عام لرؤية سيدي وحبيبي ومولاي رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فرأيت كأنني أراه.. وسمعته بأذن الخيال يقول لي بعد أن ازورّ عني:
- ماذا فعلت لنصرة بيت المقدس؟.. ماذا فعلت لمنع الحصار عن غزة هاشم..
ثم جاءني الصوت اللائم الغاضب المعاتب:
- وماذا فعلت لمنع بناء السور الفولاذي؟..
فتساقط لحم وجهي وغاض دمي.. ولم أحر جوابا ففوجئت بطوفان دموع.. ووليت فرارا وثمة صوت تردد صداه الأرجاء :
- ماذا أحدثتم من بعدي..
وكنت أروم الفرار فواجهني طيف كأنه لسيدنا عمر بن الخطاب :
- ماذا فعلتم بفلسطين.. ماذا فعلتم بوديعتي التي أودعتكموها..
وأمعنت في الفرار فرأيت أربعمائة شهيد صرخوا :"من يبايعنا على الموت".. وعلى أيديهم تحرر بيت المقدس من الرومان..
كان على رأسهم عكرمة بن أبي جهل..
ابن الطاغوت المجرم أصبح شهيدا فكيف تحول أبناء الشهداء إلى طواغيت ومجرمين.
***
جاءت النذر فبرق البصر فانفجر طوفان الدموع..
كان الجدار العازل في رفح سيخا محمى انغرس في القلب وقنبلة انفجرت رأيت على لهيبها الكفر والنفاق والشقاق والإيمان والاستشهاد..
ورأيت من خلال دخانها الألم والأشلاء والجوع والحرمان والحصار والشقيق يجفو شقيقه ويبر عدوه.. رأيت إسرائيل صديقة بل ونتحالف معها ضد فلسطين.. فسحقا لهذا الهوان الفاجر حتى لو كان ثمنا لملك الدنيا وما فيها وليس مجرد وراثة عرش.
تهاطلت الذكريات فانصدع قلبي..
كم مائة ألف فلسطيني استشهد أو جرح أو عذب واعتقل؟
وكيف أجيب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يسألني عنهم حتى وإن أفلتّ من يوم الدينونة صارخا"واسوأتاه وإن غفرت!".
تذكرت القسام وأحمد ياسين والرنتيسي..
تذكرت الشقاقي وعياش..
تذكرت محمد الدرة وإيمان حجو..
تذكرت هدى غالية على شاطئ غزة والمشهد المروع لمصرع أسرتها وهي في نزهة بريئة بائسة على شاطئ البحر.
قصفتها إسرائيل من البحر.
ماتت الأسرة واختلطت الأشلاء فانطلقت الصرخات الرهيبة الدامية المروعة من ابنة الأسرة التي نجت من القصف: هدى غالية والتي حملت ألما سيظل ينوء به كاهل البشرية و إدانة تصم بالعار التاريخ الإنساني منذ قابيل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها..
هل تذكرون الطفلة هدى غالية وهي تصرخ أباها الممزقة أشلاؤه: بــــــــابــــــاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا..
فكيف أجيب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يسألني عنها؟..
أأقول له نجت بمعجزة من إسرائيل فقتلناها جوعا بالجدار العازل ؟!