بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
سلوان ....لماذا سلوان ؟
منذ نكسة 1967 وتدنيس أرض القدس وترابها الطاهر من قبل الاحتلال الصهيوني
والمدينة تتعرض لأشرس الهجمات وتحاك لها المكائد وتنتهك مقدساتها بشكلٍ سافر
فلا يكاد يخلو يومٍ إلا ومعالم المدينة آخذة في التغيير على يد هؤلاء اليهود الأنجاس
من تهويد ..، وهدم..، ومصادرة أراضي..، وتغيير في الأسماء والمسميات
ولم يقتصر الأمر على مدينة القدس فقط ، بل امتدت الأيادي القذرة لتطال أحياءها
وأسوارها والقرى المحيطة بها
وتعد بلدة سلوان أحدى البلدات القريبة للقدس بل تعد أقربها وأكثرها التصاقا بسورها
لم تسلم هذه البلدة الجميلة من حفر الأنفاق وهدم بيوتها القديمة الراسخة رسوخ جبال القدس
فهي القرية الأكثر التصاقاً بأسوار وأبواب القدس القديمة، من الناحية الجنوبية الشرقية المحاذية للمسجد الأقصى و حائطه الخارجي. ،ومن القرى الكبيرة بفلسطين و أكثرها سكاناً في التاريخ المعاصر. وفيها عين ماء مشهورة (عين سلوان) وفيها مواقع تاريخية هامة. وكانت مصدر مياه البلدة القديمة في القدس عبر التاريخ، وعبر قنوات بناها اليبوسيون (بناة القدس الاصليون) وما زالت آثارها قائمة حتى يومنا هذا.
أتبعت سلوان لمحافظة القدس و بلديتها منذ نهايات العصر العثماني، وكانت من بؤر الثورة الفلسطينية في زمن الإنتداب البريطاني وشارك أهالي القرية في ثورة عام 1936م، والأضراب العام الذي شهدته الأراضي الفلسطينية احتجاجاً على الهجرة اليهودية والقمع البريطاني للنزعة الاستقلالية عند عرب فلسطين. عند اندلاع حرب عام 1948م، بين العرب و إسرائيل شارك أهالي القرية في المعارك و تحملوا حصاراً خانقاً من قبل القوات الصهيونية لوقوع سلوان على مدخل باب المغاربة الذي يؤدي إلى حارة الشرف و حارة المغاربة في البلدة القديمة لمدينة القدس، و تعرض العديد من أبنائها لنيران القناصة الصهاينة ولكنها لم تسقط وأصبحت جزءاً من الضفة الغربية للأردن بين عامي 1948م و 1967م، واستقبلت العديد من المهجرين من قرى غرب القدس، والكثير منهم كان يرتبط بعائلات سلوان بصلات القربى و النسب، من قرى عين كارم، لفتا، قالونيا، المالحة، دير ياسين و غيرها الكثير.
في عام 1967 وقعت كما بقية أراضي الضفة الغربية في قبضة الاحتلال
تملك سلوان جزءاً كبيراً من الأراضي المشاع الواقعة بين القدس والبحر الميت، وأهمها منطقة السهل الأحمر الواقعة اليوم على طريق القدس - أريحا، والتي عرفت تاريخياً بخان السلاونة (الخان الأحمر)
قسمت بلدية القدس الغربية البلدة إلى عدة أحياء، نذكر منها: رأس العامود، عين اللوزة، الثوري، بئر أيوب، الشياح، و غيرها. يحدها من الشمال و الغرب البلدة القديمة للقدس وجبل الزيتون (الطور). من الشرق قريتي أبو ديس والعيزرية، و من الجنوب جبل المكبر
عين سلوان
عين سلوان أو عين جيحو هي نبع مياه لقرية سلوان، وتبعد حوالي 300 متر عن الزاوية الجنوبية الشرقية لسور المسجد الأقصى يخرج من باطن الأرض منذ أكثر من5000 عام. ومن هذه العين حفر اليبوسيون نفقا إلى داخل المدينة لتامين الماء في أوقات الحصار وجعلوه على شكل درج ينزل إلى العين.
وتعتبر العين مقدسه عند المسيحيين لأن المسيح عليه السلام استعمل ماءها لشفاء الرجل الاعمى. ويقال ان السيدة مريم العذراء غسلت بمائها ملابس الرضيع عيسى عليه السلام ولهذا سميت أيضا بعين العذراء
وقال عنها ياقوت الحموي عين سلوان عين نضاحه يتبرك بها ويستشفى منها بالبيت المقدس
طال الزمان فيا سلـوان انتظـري
من يشرب الماء المقـدس لا ينـل
أنفاق أسفل سلوان
تجري سلطات الاحتلال عمليات حفر واسعة تمتد أسفل بلدة سلوان, والتي تطلق عليها هذه السلطات اسم "مدينة داود". ويصل طول هذه الحفريات إلى مئات الأمتار, وتستهدف شق أنفاق تصل إلى المسجد الأقصى المبارك الواقع إلى الشمال من سلوان, وتحويلها إلى مدينة أثرية تهويدية, وهو ما يعني إجلاء الآلاف من سكانها المقدسيين, ونزع ملكيتهم لأراضيها
وكان الاحتلال قد ادعى لدى الشروع في حفر الأنفاق أسفل مسجد عين سلوان في عام 2004 م أن الحفر يستهدف اكتشاف خط الصرف الصحي, وإصلاحه, ثم تبين تحويل المنطقة إلى مزار ومسار سياحي
ويؤكد أهل سلوان أنهم يشاهدون عشرات الحفارين الذي يدخلون إلى منطقة الأنفاق, بل وأكدوا أنهم يسمعون أصوات الحفر بشكل واضح بجانب وأسفل بيوتهم".
سلوان مفتاح أنفاق الأقصى
يولي الاحتلال اهتماما كبيرا لهذا الحي ويسعى للسيطرة عليه بكل الطرق المتاحة.. فهو يشكل مفتاح الوصل إلى أسفل المسجد الأقصى والبلدة القديمة
فبداخل الحي توجد نقطة البدء لعدد من الأنفاق التاريخية التي كان يستعملها سكان البلدة القديمة والمسجد الأقصى لنقل المياه من عين سلوان، والاحتلال يريد الاستيلاء على مداخل هذه الأنفاق حتى يستطيع الوصول بأريحية إلى أسفل المسجد الأقصى وتنفيذ مخططاته لهدمه".
وتحذر العديد من الجهات المعنية بشئون القدس والمسجد الأقصى من أن الأنفاق التي تحفرها سلطات الاحتلال أسفل الأقصى والمدينة المباركة ستجعل المدينة معلقة فوق شبكة من الأنفاق؛ ما يهدد أجزاء من الحرم القدسي الشريف ومباني أخرى بالانهيار.
والأنفاق التي يتم حفرها إما أنفاق حديثة أو تجديد لأنفاق قديمة كانت مجاري للمياه يستخدمها سكان القدس، وتمثل جزءا من التاريخ الحضاري للمدينة المحتلة.
وإضافة إلى الأنفاق فإن جدار الفصل سيفقد مدينة القدس نحو 90% من أراضيها، بحسب دراسة أعدها المركز الفلسطيني للتوثيق والمعلومات في مايو 2006.
وبسبب هذا الجدار هدم الاحتلال 57 منزلا في عام 2007؛ ما تسبب في تهجير 1635 أسرة، كما صادر 11100 دونم (الدونم الواحد يساوي ألف متر مربع) عام 2005، وفقا لتقرير أصدره جهاز الإحصاء الفلسطيني في يونيو 2008.
سلوان...الحي الصامد
المواطنون في سلوان يرفضون القرار الإسرائيلي بتدمير بيوتهم وتشريدهم
القدس وسلوان وحي البستان إرادة واحدة للدفاع عن أرضها وبيوتها
في حي البستان وسلوان فوجئ المواطنون بالهجمة الشرسة عليهم وعلى بيوتهم وتراثهم وذاكرتهم،
هجمة تدوس إنسانية الإنسان الآخر، وتدمر حضارته وتاريخه لا لذنب اقترفه سوى انه غير يهودي
.
لكن المواطنين العرب في القدس وسلوان وحي البستان يصرون اليوم أكثر من أي وقت مضى
على التمسك بأرضهم ومنازلهم، يصرون على الدفاع عن حضارتهم وتاريخهم،
وحماية ذاكرتهم من الاحتلال
فانبثقت عن سلوان لجنة الدفاع عن أراضي سلوان وبيوت الآباء والأجداد والأبناء
وانبثقت عنها لجان مختصة، وأقامت خيمة للتضامن والتصدي لمخطط الإخلاء والتدمير،
وتتابع الدفاع عن القضية قانونياً وشعبياً وإعلاميا، وتستقبل الخيمة الوفود الشعبية والمؤسساتية
والشخصيات الاعتبارية ومنظمات حقوق الإنسان فلسطينية ودولية ويهودية الرافضة لمخطط البلدية العدواني على حي البستان وسلوان والمتضامنة معها .
يمثل احتلال اسرائيل للأرض الفلسطينية اعتداء صارخا على الشعب الفلسطيني وسيادته على أرضه، ويمثل انتهاكا فاضحا للشرعية الدولية والقانون الدولي والعشرات من قرارات الشرعية الدولية والتي كان آخر قرر محكمة العدل الدولية في لاهاي حول الجدار
.
إن قرارات ومخططات بلدية الاحتلال في القدس ليست إلا امتداداً لذلك الاعتداء والانتهاك الذي لا يستند إلا لقانون القوة ومنطق الاحتلال ولا يصدر إلا عن ذهنيه عنصريه،
ذهنية التفوق وذبح وتدمير الحضارة والتاريخ والذاكرة للآخرين ليكون هو البديل
أنفاق سلوان - فيلم تسجيلي من مؤسسة الأقصى-ج1
أنفاق سلوان - فيلم تسجيلي من مؤسسة الأقصى- ج2
هديّتنا لكم انشوده عن سلوان
{ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين}
سيواصل أهل فلسطين الدفاع عن مقدساتهم بصدورهم العامرة بالإيمان
فقد اصطفاهم الله لهذه المهمة السامية وهم أهلٌ لها بإذن الله