يحكى أن احد الملوك كان يتلذذ بما لذ وطاب وشعبه جائع وبعد مرور الأيام زاد وزنه
وصار لايستطيع ان يجلس ولاينام كما بقية الأنام فقرر تخفيض وزنه فجمع اطباء من شتى
الديار والأصقاع ليجدوا له علاجا سهلا لكن وصفاتهم لم تجدي نفعا فلجاء لحيلة تجنبه
كثرة المدعين بالطبابه حتى لا يتكاثروا على بابه فأصدر فرمانا يعلن فيه ان من يجد له
علاجا سيعينه وزيرا له وسيغدق عليه المال وسيصبح في مصاف الأغنياء من الرجال
لكنه اشترط ان من يفشل يقتل فلم يتقدم احدا لكن احد الجوعى من شعبه قرر ان يتقدم
لعلاجه فحياته لاقيمة لها فهو يعيش في فقر مدقع ولن يهمه ان يبقى او يفنى فتقدم للملك
فقال له الملك هل تعرف الشروط قال نعم فأنا من كبار السحرة والمشعوذين واعرف هذا
لذا جئت من بلاد واق الواق وهي مكان بعيد فدعني ابدأ عملي ثم اخذ يدور ويتكلم ببعض
الكلمات غير المفهومات ثم اخذ يهز رأسة فسئله الملك مالك تهز رأسك قال إن الأمر
لاينحكى ولا يقال فأصر الملك ان يعرف فقال له إنك ستموت بعد شهر ولا فائدة من
علاجك قال الملك واذا لم يكن كلامك صحيحا قال اسجني بسجنك فإذا كان كلامي كذبا
اقتلني فسجنه الملك ثم بدأت الوساوس تؤرقه فلم يعد يأكل ولا يشرب ولا ينام فقرر ان
يوزع امواله على الفقراء وبساتينه وقصوره وكل مايملك ثم كل عدة ايام يحضر ذلك
الرجل ويسئله هل لازال مصرا على قوله فيجيب بالإيجاب وانه لامفر من الموت بعد
شهرثم ينقضي الشهر فيخرجه من سجنه ويقول له هاه اي منا الكذاب ستنال العقاب لكن
الرجل يقول له انظر لنفسك اولا فهل انت كما قبل شهر فيفيق الملك وينظر لنفسه فيكتشف
ان ذلك كان هو العلاج لكن الملك عرف شيأ آخر غير العلاج لقد عرف حاجة المحتاج بعد
ان حرم الطعام والشراب فعرف ان الشعب يجب ان لايتضور جوعا وان عليه ان يدرك
انه مسئول عنهم ........... فرفع من قدر ذلك الطبيب وقربه منه ........