المشهد اللي هحكيه ده .. رأيته بعيني !
في العمارة اللي قدامنا ساكن فيها راجل كبير حوالي 50 سنة تقريبا ...
الراجل ده عافانا الله و إياكم مختل عقليا أو عنده لوثة عقلية
بس هو مش مجنون ولا بيؤذي الناس
والشارع كله عارف الراجل ده هادي كده و في حاله
وساعات بيعمل حاجات غريبة
يجي مثلا بعد نص الليل يفتح باب بيتهم ويخرج بالساعات و يرجع تاني
وفي العمارة بتاعتهم محل فراخ
صاحب المحل بيسيب بابه مفتوح بالليل (والشارع كله عادي عارف موضوع بابه المفتوح ده)
فكان الراجل جارنا ده يجي في عز الليل والشارع ساكن خالص يروح يفتح المحل ويغيب جوة شوية ويخرج وفي ايديه علبة أو كيس أسود !!
كان خروجه بالعلبة ده مثار شك عند إحدى جاراتنا... كانت تقعد تقولنا :
أنا شفته كذا مرة بيدخل ويخرج وفي ايديه كيس
أنا مش هاسكت!!
لازم أكلم أخته ولا حد يشوفوه لا يكون بيسرق حاجة
(مع أن المحل خلاص مبيكونش فيه فراخ يادوبك بقايا الفراخ المدبوحة )
المهم فعلا كذا مرة في نص الليل أسمع صوت باب محل الفراخ بيتفتح وبيخرج منه جارنا ده
لغاية ما شفت مشهد غريب جدا
كنت واقفة في البلكونة بعمل حاجة وسامعة باب الشقة في العمارة اللي قدامنا بيتفتح و بعد كده صوت رجل نازلة على السلم
ولسه ماشفتش حد خرج من البوابة
فسبحان الله لقيت عدد من القطط
اتجمع عند باب العمارة اللي قدامنا وبتهز ديلها كأنها فرحانة أن حد خارج منها
وفعلا كان جارنا ده خارج من العمارة والقطط مستنياه و بتستقبله وهو كان واقف لسه في المدخل
وبعدين ابتدى يخرج..
وإذا بقطة منهم عمالة تمشي قدامه يمين و شمال ورافعة ديلها وبتهزه وبتعمل صوت (فعلا كأنها بتتكلم وبتقوله حاجة) !!
وهو ماشي عادي في طريقه والقطة قدامه رايحة يمين و شمال
وأنا مستغربة المشهد جداااااا
لأن طبع القطط غدّار شوية : )
وفعلا صدق حدسي في القطة...
بعد شوية من المشي القطة سابته و نزلت تحت عربية
ففهمت أنه بياخد بقايا الفراخ من المحل للقطط ...
وأكيد صاحب محل الفراخ عارف لأن مش معقول هتختفي حاجات من عنده على مدار سنين وهو مش ملاحظ
وكمان الراجل جارنا ده يعتبر صاحب العمارة هو وأخواته السكان وبيقف مع صاحب محل الفراخ كتير
وكذا مرة بعدها شفته بينزل من عمارته و في ايديه علبة وبيبسبس للقط عشان تاكل
سبحان الله مشهد القطط أثّر فيّ جدا
سبحان الله القطط عملت كده عشان الراجل ده بيحسن لها وبيجيب لها أكل
القطط خلاص عرفته وأول ما بيشوفوه بيتجمعوا عنده و يتمسحوا فيه عشان عارفة أنه هيجيب لها حاجة تاكلها
بس لطبعها الغدّار لما لاقيته مش جايب لها أكل سابته و مشيت
ياه الانسان فعلا كده .. عامل زي القطة
غدّار ..
زي ما ربنا وصفه "كنود"
"إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ 6 وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ 7"
كنود: يعني بيجحد نعمة ربه , وينكر جزيل فضله
طول ما هو عايز حاجة من ربنا يفضل يلح فيها ويفضل واقف على باب ربنا عشان ياخدها
ولو مالاقاش اللي هو عايزه أو لو ربنا أخّر عنه الشئ ده
يترك الباب
ويترك الدعاء
"وَلَئِنۡ أَذَقۡنَا الإِنۡسَانَ مِنَّا رَحۡمَةً ثُمَّ نَزَعۡنَاهَا مِنۡهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ"
يعني الانسان عارف زي ما القطة عارفة
أن ربنا بايده الرزق
ليه بنفتكر ربنا بس لما نكون عايزين حاجة؟
ليه ماعرفناش من ربنا فقط إلا اسمه الرزّاق؟
و بنلجأ له فقط وقت الحاجة؟
فاحنا عرفنا ربنا أنه هو اللي بيحسن لنا و بيرزقنا
طيب
هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ
ربنا أحسن لنا و خلقنا في أحسن تقويم و رزقنا وأنعم علينا بنعم لا تعد ولا تحصى
مش مفروض نقابل إحسان ربنا بإحسان في عبادته و طاعته ؟؟
إحسانك في الدنيا... هيقابله إحسان في الدنيا و الآخرة
وسبحان الله الإنسان اتخلق وحب الإحسان فيه
بيحب اللي أحسن إليه
ده لو كان إنسان (كريم) بيقدر الإحسان
لكن لو طبعه لئيم .. مش هتفرق معاه
زي ما الشاعر بيقول:
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته :: وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
ربنا يجعلنا من عباده المحسنين
ويعيننا على ذكره و شكره وحسن عبادته!