- بسم الله الرحمن الرحيم
هذا المقال موجه لمن يريد ان يعرف ماذا علية أن يفعل ليساهم فى تحرير فلسطين - طويل قليلا لكن ماورد فيه من شانه تحرير فلسطين
- ان طبق على ارض الواقع
- فلا تتردد فى قراته
- حتى ولو كنت انسانا عاديا هنا تجد مايمكنك المساهمة به
- لتحرير فلسطين
المطويات - فلسطين لن تضيع.. كيف؟!!
نص المطوية :
أعوذ بالله السميع
العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، إنه من يهده الله فلا مضل له ومن
يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده
ورسوله صلى الله عليه وسلم، ثم أما بعد؛
فإنَّه في يوم 2 من ربيع الأول في سنة 897
هجرية، الموافق 2 يناير سنة 1492 ميلادية وقَّع أبو عبد الله محمد الصغير –آخر ملوك
الأندلس من المسلمين- معاهدة الاستسلام، وذلك بعد قتل انتفاضة المسلمين التي قامت
بين ربوع غرناطة –آخر معاقل المسلمين في الأندلس-، وخرج أبو عبد الله الصغير من
مدينة غرناطة، ووقف علي تلٍ من التلال القريبة من قصر الحمراء –قصر الحكم في
غرناطة- وهو يبكي وينتحب، فقالت له أمه عائشة الحرة: " أجل فلتبكِ كالنساء ملكاً لم
تستطع أن تدافع عنه كالرجال"، وخرج المسلمون بذلك من الأندلس خروجاً نهائياً بعد أن
حكمت بالإسلام ثمانية قرون، غير أن الأيام تحمل معها مفاجآتٍ كثيرةٍ فتلك البلاد
التي حُكمت بالإسلام هذه المدة الطويلة لا يعيش فيها الآن من المسلمين إلا حوالي
مائة ألف مسلمٍ فقط، فهي من أقل بلاد العالم تعداداً للمسلمين، وهو درس لابد أن
يفقهه المسلمون.
وكأني ألحظ دهشة تعلو الوجوه!!، لماذا الحديث عن الأندلس؟!، أليس موضوع
الكتاب خاص ب " فلسطين "؟!، نعم.. يدور حديثنا هنا عن فلسطين، ولكن العلاقة وثيقة
جدا بين قضية فلسطين الحالية وبين الأندلس الماضية.. سبحان الله.. مع تباعد الزمان
وتباعد المكان فإن العلاقة وثيقة بين الأندلس وبين فلسطين!!، ولعلنا ندرك ذلك من
خلال هذه الملاحظة وهي في غاية الأهمية:
لماذا لم يعد للإسلام ذكر في هذه البلاد إلا
آثاراً قليلةً، وبعض المساجد التي حولت إلى كنائس، بينما احتلت بلادٌ إسلاميةٌ
كثيرةٌ غير بلاد الأندلس ومع ذلك لم يخرج منها الإسلام؟!، احتلت مصر، والجزائر،
وسوريا، والسودان، وليبيا، والعراق، ومعظم بلاد العالم الإسلامي لكن هذه البلاد
لازالت مسلمة بعد الاحتلال الطويل، أما أسبانيا والبرتغال –أو الأندلس- فالوضع فيها
مختلف، لماذا؟! لأن الاحتلال الأسباني للممالك الإسلامية في الأندلس كان احتلالا
استيطانيا إحلاليا سرطانيا، بمعني أن الأسبان ما كانوا يدخلون المدينة الإسلامية
إلا ويقتلون أهلها جميعا، ويقومون بمذابح جماعيةٍ في كل مكان، أو يطردونهم خارج
البلاد، وهكذا وبمرور الوقت يتحول سكان البلد المسلمون إلى شهداء أو لاجئين، ثم
يأتون بالأسبان من كل مكان ليوطنوهم في هذه البلاد، وهكذا وبمرور الوقت أصبح سكان
الأندلس كلهم من الأسبان وليسوا من المسلمين واختفي المسلمون بالكلية من ساحة
الأندلس.
تري كيف
كان حال المسلمين حول بلاد الأندلس في البلاد المجاورة، في تونس والجزائر والمغرب
ومصر والشام؟، كيف كان حال المسلمين وقت سقوط الأندلس؟
كان المسلمون في فرقة شديدة وضعف، ومع ذلك فإنهم
- ولا شك - فكروا مع هذا الضعف في استعادة بلاد الأندلس، ولكنهم لم يستطيعوا هذا
لقلة حيلتهم، ومن المؤكد أن المسلمين الذين خرجوا من بلاد الأندلس عند السقوط فكروا
يوما ما في العودة، ولكن لم يستطيعوا لضعف إمكانياتهم، وهكذا مرَّ شهرٌ أو شهران،
وعامٌ أو عامان، وقرنٌ أو قرنان بل خمسة قرونٍ ، وضاعت الأندلس – أسبانيا والبرتغال
– من ذاكرة المسلمين، فَمَنْ مِن المسلمين الآن يفكر في استعادة بلاد الأندلس؟ لا
أحد، فالأندلس الآن عبارةٌ عن دولتين تربطهما مع كل بلاد المسلمين علاقات
حميمة.
كان المؤرخون
قديماً عندما يتحدثون عن الأندلس بعد سقوطها يقولون "أعادها الله للمسلمين"، مثلما يتحدث مؤرخ فيقول: " فتح طارق بن زياد رحمه الله بلاد
الأندلس – أعادها الله للمسلمين – في سنة 92 من الهجرة"، ذلك لأنها كانت دائما في
الذاكرة، أما مع تقادم العهد فقد اختفت الكلمة – كلمة أعادها الله للمسلمين - اختفت
من أفواه المؤرخين.
ما أشبه اليوم بالبارحة فالأندلس تتكرر من جديد.. أين؟ في فلسطين!!. نعم في
فلسطين!!؛ نفس طريقة الاحتلال الأسباني ، قتل أو طرد للمسلمين، تحويل الشعب إلى
لاجئ وشهيد، هدمٌ للمباني والديار، وإقامة للمستوطنات اليهودية في كل مكان، عملية
إحلالٍ منظَّمةٍ للشعب الفلسطيني بالشعب اليهودي؛ وإن تُرك الأمر علي حاله في
تراجعٍ ودعةٍ من المسلمين فإن المصير سيكون واحدا، وستلقى فلسطين نفس مصير الأندلس.
إذا تقادم العهد علي عملية الاستيطان والإحلال سيصبح المكان مع مرور الزمان اسمه
إسرائيل، كما أصبحت الأندلس مع مرور الزمان اسمها أسبانيا والبرتغال. إذا تقادم
العهد على الاحتلال فسيصبح هذا أمرًا واقعًا.. المسلمون منذ ثلاثين سنة مثلاً كانوا
لا يعترفون بالكيان الصهيوني مطلقًا.. بل كانوا يصفون اليهود بأنهم مجموعة من
اللصوص سطوا على أرضٍ ليست أرضهم فنهبوها واستوطنوها.. ثم مرت الأيام وقبل الرافضون
القدماء من العرب بوجود إسرائيل على مساحة 78% من الأرض المحتلة وهي كل أرض فلسطين
خلا الضفة الغربية وغزة.. ثم سيقبلون بعد ذلك بأن تحتل إسرائيل مساحة 60% من الضفة
الغربية وغزة، بالإضافة إلى ال78% الأصلية وذلك على هيئة مستوطنات يهودية داخل
الضفة الغربية وغزة..
ثم ستأتي مرحلة جديدة لا محالة يسعى فيها اليهود لإنهاء الوجود الفلسطيني
بالكلية.. وساعتها قد يصرخ المسلمون يومًا أو يومين أو سنة أو سنتين أو قرنا أو
قرنين.. ويتقادم العهد، وتصبح فلسطين إسرائيل.. ويرتبط المسلمون معها بما يرتبطون
به الآن مع أسبانيا والبرتغال. إذا تقادم العهد علي احتلال فلسطين فقد يأتي زمان
يزور فيه المسلمون المسجد الأقصى بتأشيرة سياحة من السفارة الإسرائيلية كما يزورون
الآن مسجد قرطبة بتأشيرة سياحة من السفارة الأسبانية!!.
قضية فلسطين قضيةٌ من أخطر قضايا أمة الإسلام،
بل لعلها الأخطر على الإطلاق. قضية فلسطين هي قضية أمةٍ، تذبح، وشعبٍ يباد، وأرضٍ
تغتصب، وحرماتٍ تنتهك، وكرامةٍ تهان، ودينٍ يضيع.
ترى ماذا نفعل كأمة
وكأفراد حتى لا تصبح فلسطين أندلسًا أخرى؟
أنا في هذا الكتاب لا أخاطب الحكومات والهيئات
الرسمية..
أنا أخاطب
عموم المسلمين الغيورين على القضية..
أخاطب الطبيب والمهندس والمحامي ورجل
الأعمال..
أخاطب
النجار والحداد والعامل والفلاح..
أخاطب أستاذ الجامعة كما أخاطب
الطالب..
أخاطب
العلماء كما أخاطب الرجل البسيط الذي لا يحسن القراءة والكتابة ولكن فقط.. يتألم..
لفلسطين.
أنا – أيها
المسلمون- أخاطب عموم المسلمين الذين ليس في أيديهم قرار تسيير الجيوش، ولا قطع
العلاقات، ولا غلق السفارات، ولا وقف التطبيع، ولا محاكمة شارون، ولا وحدةُ قادة
المسلمين..
يقول
الله عز وجل:
{لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا} [سورة
البقرة: 286].
نحن
في هذا الكتاب نحاول أن نضعَ أيدينا على هذا الوُسع.
أنا أريد منك ستة أدوار.. ستة واجبات، إذا
فعلتها على الوجه الأكمل كنت ممن أدى حقَ فلسطين.. وكنت مساهمًا في تحريرها.. وكنت
مستنفذًا لوسعك وطاقتك، ويوم القيامة تقول.. يا رب.. تألمت لفلسطين ففعلت كذا وكذا،
وهذا ما كنت أملك.. مع العلم أنني في هذا الكتاب لا أخاطب إخواننا المجاهدين
المرابطين في أرض فلسطين، فإن عليهم دورًا يسبق كل هذه الأدوار وهو الجهاد في سبيل
الله.. فلا شيء يعدلُ الجهادَ ضد اليهود.. نسأل الله لهم الثبات
والإخلاص..
الواجب الأول: فهم القضية فهمًا صحيحًا وتحريكها بين الناس
بسرعة.
الواجب الثاني: قتل الهزيمة النفسية وبث الأمل في عودة اليقظة
للأمة الإسلامية.
الواجب الثالث: بذل المال قدر المستطاع وتحفيزُ الناس
عليه.
الواجب الرابع: المقاطعة الاقتصادية الشاملة والكاملة لكل ما
هو يهودي أو أمريكي أو إنجليزي أو من أي دولة أو شركة تؤيد اليهود
بسفور.
الواجب الخامس: الدعاء المستفيض اللحوح لله عز
وجل.
الواجب السادس: إصلاح النفس
والمجتمع.
مع هذه
الواجبات نعيش في هذه الصفحات القادمة؛ ونسأل الله التوفيق..
أعوذ بالله السميع
العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، إنه من يهده الله فلا مضل له ومن
يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده
ورسوله صلى الله عليه وسلم، ثم أما بعد؛
فإنَّه في يوم 2 من ربيع الأول في سنة 897
هجرية، الموافق 2 يناير سنة 1492 ميلادية وقَّع أبو عبد الله محمد الصغير –آخر ملوك
الأندلس من المسلمين- معاهدة الاستسلام، وذلك بعد قتل انتفاضة المسلمين التي قامت
بين ربوع غرناطة –آخر معاقل المسلمين في الأندلس-، وخرج أبو عبد الله الصغير من
مدينة غرناطة، ووقف علي تلٍ من التلال القريبة من قصر الحمراء –قصر الحكم في
غرناطة- وهو يبكي وينتحب، فقالت له أمه عائشة الحرة: " أجل فلتبكِ كالنساء ملكاً لم
تستطع أن تدافع عنه كالرجال"، وخرج المسلمون بذلك من الأندلس خروجاً نهائياً بعد أن
حكمت بالإسلام ثمانية قرون، غير أن الأيام تحمل معها مفاجآتٍ كثيرةٍ فتلك البلاد
التي حُكمت بالإسلام هذه المدة الطويلة لا يعيش فيها الآن من المسلمين إلا حوالي
مائة ألف مسلمٍ فقط، فهي من أقل بلاد العالم تعداداً للمسلمين، وهو درس لابد أن
يفقهه المسلمون.
وكأني ألحظ دهشة تعلو الوجوه!!، لماذا الحديث عن الأندلس؟!، أليس موضوع
الكتاب خاص ب " فلسطين "؟!، نعم.. يدور حديثنا هنا عن فلسطين، ولكن العلاقة وثيقة
جدا بين قضية فلسطين الحالية وبين الأندلس الماضية.. سبحان الله.. مع تباعد الزمان
وتباعد المكان فإن العلاقة وثيقة بين الأندلس وبين فلسطين!!، ولعلنا ندرك ذلك من
خلال هذه الملاحظة وهي في غاية الأهمية:
لماذا لم يعد للإسلام ذكر في هذه البلاد إلا
آثاراً قليلةً، وبعض المساجد التي حولت إلى كنائس، بينما احتلت بلادٌ إسلاميةٌ
كثيرةٌ غير بلاد الأندلس ومع ذلك لم يخرج منها الإسلام؟!، احتلت مصر، والجزائر،
وسوريا، والسودان، وليبيا، والعراق، ومعظم بلاد العالم الإسلامي لكن هذه البلاد
لازالت مسلمة بعد الاحتلال الطويل، أما أسبانيا والبرتغال –أو الأندلس- فالوضع فيها
مختلف، لماذا؟! لأن الاحتلال الأسباني للممالك الإسلامية في الأندلس كان احتلالا
استيطانيا إحلاليا سرطانيا، بمعني أن الأسبان ما كانوا يدخلون المدينة الإسلامية
إلا ويقتلون أهلها جميعا، ويقومون بمذابح جماعيةٍ في كل مكان، أو يطردونهم خارج
البلاد، وهكذا وبمرور الوقت يتحول سكان البلد المسلمون إلى شهداء أو لاجئين، ثم
يأتون بالأسبان من كل مكان ليوطنوهم في هذه البلاد، وهكذا وبمرور الوقت أصبح سكان
الأندلس كلهم من الأسبان وليسوا من المسلمين واختفي المسلمون بالكلية من ساحة
الأندلس.
تري كيف
كان حال المسلمين حول بلاد الأندلس في البلاد المجاورة، في تونس والجزائر والمغرب
ومصر والشام؟، كيف كان حال المسلمين وقت سقوط الأندلس؟
كان المسلمون في فرقة شديدة وضعف، ومع ذلك فإنهم
- ولا شك - فكروا مع هذا الضعف في استعادة بلاد الأندلس، ولكنهم لم يستطيعوا هذا
لقلة حيلتهم، ومن المؤكد أن المسلمين الذين خرجوا من بلاد الأندلس عند السقوط فكروا
يوما ما في العودة، ولكن لم يستطيعوا لضعف إمكانياتهم، وهكذا مرَّ شهرٌ أو شهران،
وعامٌ أو عامان، وقرنٌ أو قرنان بل خمسة قرونٍ ، وضاعت الأندلس – أسبانيا والبرتغال
– من ذاكرة المسلمين، فَمَنْ مِن المسلمين الآن يفكر في استعادة بلاد الأندلس؟ لا
أحد، فالأندلس الآن عبارةٌ عن دولتين تربطهما مع كل بلاد المسلمين علاقات
حميمة.
كان المؤرخون
قديماً عندما يتحدثون عن الأندلس بعد سقوطها يقولون "أعادها الله للمسلمين"، مثلما يتحدث مؤرخ فيقول: " فتح طارق بن زياد رحمه الله بلاد
الأندلس – أعادها الله للمسلمين – في سنة 92 من الهجرة"، ذلك لأنها كانت دائما في
الذاكرة، أما مع تقادم العهد فقد اختفت الكلمة – كلمة أعادها الله للمسلمين - اختفت
من أفواه المؤرخين.
ما أشبه اليوم بالبارحة فالأندلس تتكرر من جديد.. أين؟ في فلسطين!!. نعم في
فلسطين!!؛ نفس طريقة الاحتلال الأسباني ، قتل أو طرد للمسلمين، تحويل الشعب إلى
لاجئ وشهيد، هدمٌ للمباني والديار، وإقامة للمستوطنات اليهودية في كل مكان، عملية
إحلالٍ منظَّمةٍ للشعب الفلسطيني بالشعب اليهودي؛ وإن تُرك الأمر علي حاله في
تراجعٍ ودعةٍ من المسلمين فإن المصير سيكون واحدا، وستلقى فلسطين نفس مصير الأندلس.
إذا تقادم العهد علي عملية الاستيطان والإحلال سيصبح المكان مع مرور الزمان اسمه
إسرائيل، كما أصبحت الأندلس مع مرور الزمان اسمها أسبانيا والبرتغال. إذا تقادم
العهد على الاحتلال فسيصبح هذا أمرًا واقعًا.. المسلمون منذ ثلاثين سنة مثلاً كانوا
لا يعترفون بالكيان الصهيوني مطلقًا.. بل كانوا يصفون اليهود بأنهم مجموعة من
اللصوص سطوا على أرضٍ ليست أرضهم فنهبوها واستوطنوها.. ثم مرت الأيام وقبل الرافضون
القدماء من العرب بوجود إسرائيل على مساحة 78% من الأرض المحتلة وهي كل أرض فلسطين
خلا الضفة الغربية وغزة.. ثم سيقبلون بعد ذلك بأن تحتل إسرائيل مساحة 60% من الضفة
الغربية وغزة، بالإضافة إلى ال78% الأصلية وذلك على هيئة مستوطنات يهودية داخل
الضفة الغربية وغزة..
ثم ستأتي مرحلة جديدة لا محالة يسعى فيها اليهود لإنهاء الوجود الفلسطيني
بالكلية.. وساعتها قد يصرخ المسلمون يومًا أو يومين أو سنة أو سنتين أو قرنا أو
قرنين.. ويتقادم العهد، وتصبح فلسطين إسرائيل.. ويرتبط المسلمون معها بما يرتبطون
به الآن مع أسبانيا والبرتغال. إذا تقادم العهد علي احتلال فلسطين فقد يأتي زمان
يزور فيه المسلمون المسجد الأقصى بتأشيرة سياحة من السفارة الإسرائيلية كما يزورون
الآن مسجد قرطبة بتأشيرة سياحة من السفارة الأسبانية!!.
قضية فلسطين قضيةٌ من أخطر قضايا أمة الإسلام،
بل لعلها الأخطر على الإطلاق. قضية فلسطين هي قضية أمةٍ، تذبح، وشعبٍ يباد، وأرضٍ
تغتصب، وحرماتٍ تنتهك، وكرامةٍ تهان، ودينٍ يضيع.
ترى ماذا نفعل كأمة
وكأفراد حتى لا تصبح فلسطين أندلسًا أخرى؟
أنا في هذا الكتاب لا أخاطب الحكومات والهيئات
الرسمية..
أنا أخاطب
عموم المسلمين الغيورين على القضية..
أخاطب الطبيب والمهندس والمحامي ورجل
الأعمال..
أخاطب
النجار والحداد والعامل والفلاح..
أخاطب أستاذ الجامعة كما أخاطب
الطالب..
أخاطب
العلماء كما أخاطب الرجل البسيط الذي لا يحسن القراءة والكتابة ولكن فقط.. يتألم..
لفلسطين.
أنا – أيها
المسلمون- أخاطب عموم المسلمين الذين ليس في أيديهم قرار تسيير الجيوش، ولا قطع
العلاقات، ولا غلق السفارات، ولا وقف التطبيع، ولا محاكمة شارون، ولا وحدةُ قادة
المسلمين..
يقول
الله عز وجل:
{لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا} [سورة
البقرة: 286].
نحن
في هذا الكتاب نحاول أن نضعَ أيدينا على هذا الوُسع.
أنا أريد منك ستة أدوار.. ستة واجبات، إذا
فعلتها على الوجه الأكمل كنت ممن أدى حقَ فلسطين.. وكنت مساهمًا في تحريرها.. وكنت
مستنفذًا لوسعك وطاقتك، ويوم القيامة تقول.. يا رب.. تألمت لفلسطين ففعلت كذا وكذا،
وهذا ما كنت أملك.. مع العلم أنني في هذا الكتاب لا أخاطب إخواننا المجاهدين
المرابطين في أرض فلسطين، فإن عليهم دورًا يسبق كل هذه الأدوار وهو الجهاد في سبيل
الله.. فلا شيء يعدلُ الجهادَ ضد اليهود.. نسأل الله لهم الثبات
والإخلاص..
الواجب الأول: فهم القضية فهمًا صحيحًا وتحريكها بين الناس
بسرعة.
الواجب الثاني: قتل الهزيمة النفسية وبث الأمل في عودة اليقظة
للأمة الإسلامية.
الواجب الثالث: بذل المال قدر المستطاع وتحفيزُ الناس
عليه.
الواجب الرابع: المقاطعة الاقتصادية الشاملة والكاملة لكل ما
هو يهودي أو أمريكي أو إنجليزي أو من أي دولة أو شركة تؤيد اليهود
بسفور.
الواجب الخامس: الدعاء المستفيض اللحوح لله عز
وجل.
الواجب السادس: إصلاح النفس
والمجتمع.
مع هذه
الواجبات نعيش في هذه الصفحات القادمة؛ ونسأل الله التوفيق..