هكذا في غزة يموت الشهيد
خارج الحدود ؛ خارج غزة ؛ يتجرد المكان من نفسه بلمسة من غزة من جرح غزة ..
ويتقلص الوجود كل الوجود ليصبح في غزة بحجم الصمود ...
في غزة ) ينتفض الزمان على وقته وصمته ...
في غزة ؛ أنطقت الدماء والآشلااء تراب الآرض ؛ فخرج منها مُدوياًً صدى الصمت ...
ترتوي في غزة الآرض من غزارة الدماء النازفة , وتصبح الكلمات كالسيول مقاتلةٍ جارفة , وتبقى غزة متحدية نفسها وخوفها ,صامدة كالنخلة شامخةً واقفة ...
تبكي هناك السماء لا رغبةً في البكاء .. بل تحية إكبارٍ وإجلالٍ لكل العظماء ...
وتختفي في غزة زرقة البحر حياء , ويستعسر الساحل مجاز الشعر من عدمية اللون في أحمره هناك ..
وكردٍ للجميل ؛ لمن صمد في وجه الموت ؛ ولمن مضى شهيداً أو قتيل ..
ترفض الآرض وما عليها من ذاك المكان الرحيل ...
ووفاءً لآصحاب الوفاء ..
يحمل الليل الطويل بقاياه ويمضي
والفجر يأتي ...
وتحتضن أرض غزة في ترابها ورحمها المقدس ..
( دماءٌ و أشلاءٌ وأسماء )
فيصيح للآرض ألف معنى لكرم العطاء ...
ينبت قبل أوانه الزرع أخضر ليكون ذاك على ألسنة الشهداء عنواناً للحياه والبقاء ...
وتدور الآرض دورتها حول غزة فتكبر السنابل ليخرج منها إلى الحياة ثانيةً ألف مقاتل ...
سيدي الشهيد أيها البطل
( إن عرف السبب بطل العجب )
أرجوا أن تلتمس ليَ الأعذار إني وغيري لم نستطع تلبية وصاياك الآخيرة وكل ما كنت تريد ...
سيدي الشهيد ..
أعتذر لك نيابة عن نفسي وعن كل اللذين لا زالوا مثلي أحياء غير قادرين على الموت مثلك من أجل تستمر الحياه ...
الآقوياء وحدهم هم من يموتون يا سيدي الشهيد ...
سيدي الشهيد ؛ لك الله , لك الله فأنى تعطينا ما أعطتك إياه السماء من قريب أو بعيد ...
يا سيدي الشهيد ..
أموت قهراً غيظاً أو هكذا كان من المفروض ...
( وهذا بالطبع ما لم أكن أُريد )
ولكنك لخطأ ما يا سيدي الشهيد .. تموت أنت بدل عني فموتي الذي كان مفروض أصبح عليك مردود .. وهذا يا سيدي الشهيد بيت القصيد ...
موتي كعادةً أدمنها الموت يخطئني ويصيبك أنت في مقتل .. فتبقى أنت منزرعاً كبذار الآرض في مشتل وأنا إلى البعيد الذي كنت فيه أرحل ...
يصبح موتك يا سيدي الشهيد كالغيم الآبيض كالمطر أجمل ..
يصبح موتك منثوراً في الهواء نشتمه ونتنفسه في كل مكان كما الزهر والعطر وعبق الياسمين والبيلسان ...
سيدي الشهيد ؛ يا أطهر ما فينا ؛ يا أصدق قولاً من كل قوافينا ...
تموت عني ألف مرة ( بالإنابة ) فأبقى أنا حياً بعدك متقزماً متقلصاً بداخلي بحجم الذبابة ...
هكذا بعدك أرى نفسي ونفسي لا تراني ...
في غزة العزة يموت الشهيد عنيداً بموته .. يموت ويأخذ معه أسمه لكي لا تتشابه الآسماء ...
يموت ويأخذ وصاياه فهناك المزيد غيره على درب الشهيد ...
في غزة يموت الشهيد وهو على موته الشاهد الوحيد يموت دون وقت محدد فاالوقت في غزة ككل شئٍ مهدد ...
في غزة يموت القريب ويموت عن غزة نقيضُ البعيد يموت الشهيد ...
يموت حاملاً صفات جنيناً وليد ليعود مقاتلاً من جديد ...
يموت تاركاً خلفه لغيره وعده يموت أخذاً عهده ...
يموت الشهيد يرحل خلف البعيد يموت لآبقى أنا وحيد عاشقاً موته العنيد ...
يموت فترتقي روحه إلى السماء وأبقى أنا بالخطأ حياً بعده دون حياء ...
لا أسئله لماذا مات كما هو لا يسألني لماذا بقيت بعده حياً , فالسؤال عن الموت غدى من المحرمات ...
يموت الشهيد دون شهادة وفاه تثبت موته فالشهداء مثل الآنبياء عند خالقهم أحياء ...
في زحمة الموت لا معنى لإختيار شكل الموت في صوره الناقصة ...
فلا يموت الشهيد مختاراً شكل موته ولا فرحة عرسه ...
يموت الشهيد متفاجئاً مثلي بموته ...
فهذا ليس مجاز العرس .. هذا غرز الرمح فى الترس ...
هذا لحن الموت جالساً على عرش فلا الأغنيات ولا الآمنيات ولا الصلوات ولا بكاء الأرامل والآمهات تعيد إلى الحياة من مات من الآموات ...
ذاك النعش نعشي يلبسه الشهيد مقاتلاً أو جالساً أو نائماً أو واقفاً يمشي ...
يحرقني الشهيد بموته فيخرج من جسدي المحترق نارٌ وجمر وحجارةٌ وصديد ...
أيها الشهيد ؛؛؛
قم من موتك .. قم من موتك ..
وأجعل من موتي حكاية البعيد يا شهيداً بدلاً مني أكمل عني العدد من صفرٍ إلي المدد ...
إجعلني بموتك جذراً للصفرِ أو جذراً للجذر ...
أيها الشهيد هذا الحقل وهذا البيدر وهذا الزرع الآخضر لا يرويه إلا دمك الآغزر ...
أيها الشهيد سأروي حكاية موتك للغرباء لمن لا يعلم في غزة كيف يموت الآنبياء ...
خارج الحدود ؛ خارج غزة ؛ يتجرد المكان من نفسه بلمسة من غزة من جرح غزة ..
ويتقلص الوجود كل الوجود ليصبح في غزة بحجم الصمود ...
في غزة ) ينتفض الزمان على وقته وصمته ...
في غزة ؛ أنطقت الدماء والآشلااء تراب الآرض ؛ فخرج منها مُدوياًً صدى الصمت ...
ترتوي في غزة الآرض من غزارة الدماء النازفة , وتصبح الكلمات كالسيول مقاتلةٍ جارفة , وتبقى غزة متحدية نفسها وخوفها ,صامدة كالنخلة شامخةً واقفة ...
تبكي هناك السماء لا رغبةً في البكاء .. بل تحية إكبارٍ وإجلالٍ لكل العظماء ...
وتختفي في غزة زرقة البحر حياء , ويستعسر الساحل مجاز الشعر من عدمية اللون في أحمره هناك ..
وكردٍ للجميل ؛ لمن صمد في وجه الموت ؛ ولمن مضى شهيداً أو قتيل ..
ترفض الآرض وما عليها من ذاك المكان الرحيل ...
ووفاءً لآصحاب الوفاء ..
يحمل الليل الطويل بقاياه ويمضي
والفجر يأتي ...
وتحتضن أرض غزة في ترابها ورحمها المقدس ..
( دماءٌ و أشلاءٌ وأسماء )
فيصيح للآرض ألف معنى لكرم العطاء ...
ينبت قبل أوانه الزرع أخضر ليكون ذاك على ألسنة الشهداء عنواناً للحياه والبقاء ...
وتدور الآرض دورتها حول غزة فتكبر السنابل ليخرج منها إلى الحياة ثانيةً ألف مقاتل ...
سيدي الشهيد أيها البطل
( إن عرف السبب بطل العجب )
أرجوا أن تلتمس ليَ الأعذار إني وغيري لم نستطع تلبية وصاياك الآخيرة وكل ما كنت تريد ...
سيدي الشهيد ..
أعتذر لك نيابة عن نفسي وعن كل اللذين لا زالوا مثلي أحياء غير قادرين على الموت مثلك من أجل تستمر الحياه ...
الآقوياء وحدهم هم من يموتون يا سيدي الشهيد ...
سيدي الشهيد ؛ لك الله , لك الله فأنى تعطينا ما أعطتك إياه السماء من قريب أو بعيد ...
يا سيدي الشهيد ..
أموت قهراً غيظاً أو هكذا كان من المفروض ...
( وهذا بالطبع ما لم أكن أُريد )
ولكنك لخطأ ما يا سيدي الشهيد .. تموت أنت بدل عني فموتي الذي كان مفروض أصبح عليك مردود .. وهذا يا سيدي الشهيد بيت القصيد ...
موتي كعادةً أدمنها الموت يخطئني ويصيبك أنت في مقتل .. فتبقى أنت منزرعاً كبذار الآرض في مشتل وأنا إلى البعيد الذي كنت فيه أرحل ...
يصبح موتك يا سيدي الشهيد كالغيم الآبيض كالمطر أجمل ..
يصبح موتك منثوراً في الهواء نشتمه ونتنفسه في كل مكان كما الزهر والعطر وعبق الياسمين والبيلسان ...
سيدي الشهيد ؛ يا أطهر ما فينا ؛ يا أصدق قولاً من كل قوافينا ...
تموت عني ألف مرة ( بالإنابة ) فأبقى أنا حياً بعدك متقزماً متقلصاً بداخلي بحجم الذبابة ...
هكذا بعدك أرى نفسي ونفسي لا تراني ...
في غزة العزة يموت الشهيد عنيداً بموته .. يموت ويأخذ معه أسمه لكي لا تتشابه الآسماء ...
يموت ويأخذ وصاياه فهناك المزيد غيره على درب الشهيد ...
في غزة يموت الشهيد وهو على موته الشاهد الوحيد يموت دون وقت محدد فاالوقت في غزة ككل شئٍ مهدد ...
في غزة يموت القريب ويموت عن غزة نقيضُ البعيد يموت الشهيد ...
يموت حاملاً صفات جنيناً وليد ليعود مقاتلاً من جديد ...
يموت تاركاً خلفه لغيره وعده يموت أخذاً عهده ...
يموت الشهيد يرحل خلف البعيد يموت لآبقى أنا وحيد عاشقاً موته العنيد ...
يموت فترتقي روحه إلى السماء وأبقى أنا بالخطأ حياً بعده دون حياء ...
لا أسئله لماذا مات كما هو لا يسألني لماذا بقيت بعده حياً , فالسؤال عن الموت غدى من المحرمات ...
يموت الشهيد دون شهادة وفاه تثبت موته فالشهداء مثل الآنبياء عند خالقهم أحياء ...
في زحمة الموت لا معنى لإختيار شكل الموت في صوره الناقصة ...
فلا يموت الشهيد مختاراً شكل موته ولا فرحة عرسه ...
يموت الشهيد متفاجئاً مثلي بموته ...
فهذا ليس مجاز العرس .. هذا غرز الرمح فى الترس ...
هذا لحن الموت جالساً على عرش فلا الأغنيات ولا الآمنيات ولا الصلوات ولا بكاء الأرامل والآمهات تعيد إلى الحياة من مات من الآموات ...
ذاك النعش نعشي يلبسه الشهيد مقاتلاً أو جالساً أو نائماً أو واقفاً يمشي ...
يحرقني الشهيد بموته فيخرج من جسدي المحترق نارٌ وجمر وحجارةٌ وصديد ...
أيها الشهيد ؛؛؛
قم من موتك .. قم من موتك ..
وأجعل من موتي حكاية البعيد يا شهيداً بدلاً مني أكمل عني العدد من صفرٍ إلي المدد ...
إجعلني بموتك جذراً للصفرِ أو جذراً للجذر ...
أيها الشهيد هذا الحقل وهذا البيدر وهذا الزرع الآخضر لا يرويه إلا دمك الآغزر ...
أيها الشهيد سأروي حكاية موتك للغرباء لمن لا يعلم في غزة كيف يموت الآنبياء ...