السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحلقة السابعة من التعريف بالمسجد الأقصى المبارك
(مدارس المسجد الأقصى)
لا زلْنا نتَجَوَّلُ في أرْجاءِ المسجدِ الأقْصى -مسْرى رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلم-
نرى المعالمَ التَّاريخية ، والشَّواهدَ الخالدة ،نتلَّمسُ الأصالةَ ونتَنفَّس عبَقَ الحضارة
تتجسَّد فيها مكانة القدس على مرِّ الأزْمان والعُصور التَّاريخية
أخذتْ مدينةُ القدس الأهَميةَ الكبرى
منذ أن دخلَها المسلمون فاتحين ، وأصبح للمسجدِ الأقْصى الدَّورُ الرِّياديُّ البارز
في مشوارِ العلمِ والعلماء ، كمركزٍ للتَّنْوير
وأصبحت قِبْلةَ طالبي العِلم ، فرحلَ إليها الكثيرُ من علماءِ الصَّحابة
فكان المسجد الأقصى منارةً امتدَّ تأثيرُها إلى نواحي بعيدةٍ من العالم
بُنيت عشرات المدارس في باحاتِه ، أنْجبت العشراتِ من العُلماءِ والفُقهاءِ، والقُضاةِ والدُّعاة
واليكم بعضا من المراحل التاريخية التي مر بها المسجد الاقصى قبل ان تبنى المدارس وبعد ان بنيت
كان المسجد الأقصى المبارك مركزاً هاماً لتدريس العلوم الإسلامية
على مدى العصور، وواحداً من أكبر معاهد العلم في العالم الإسلامي كله، وهو أول معهد إسلامي في فلسطين؛ فبعد أن فتح عمر رضي الله عنه القدس وفد مع عمر وبعده إلى القدس عدد كبير من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم أعمدة العلم والدعوة.
وكان أئمة المسلمين وعلماؤهم حريصين على شد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك للصلاة فيه ونشر العلم، ومن أبرز من استقر من الصحابة في القدس وتوفي فيها: الصحابي الجليل عبادة بن الصامت رضي الله عته ، الذي ولي قضاء فلسطين وقد كلفه عمر رضي الله عنه بالتعليم في بيت المقدس إلى جانب مسؤولياته الأخرى.
والصحابي الجليل شداد بن أوس بن ثابت رضي الله عنه ،
وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم بعض الأحاديث،
وكان ممن أوتي العلم والحلم، وروى عنه أهل الشام، وغيرهم.
وفي القرن الخامس الهجري
بوجهٍ خاص كان المسجد الأقصى مركزاً لحياة علمية نشيطةٍ
شملت من العلوم - وعلى الأخص - علوم الحديث والفقه،
وكان المسجد الأقصى المعهدَ العلميَّ الكبيرَ الوحيد في القدس في القرون الأربعة الأولى للهجرة،
ولم ينقطع التدريس في المسجد الأقصى عبر القرون إلا في فترة الاحتلال الصليبي ( 492 - 583 هـ )، وبعد الفتح الصلاحي سنة (583 هـ): عني صلاح الدين رحمه الله بإعادة الحياة العلمية إلى المسجد الأقصى
وبدأت جماهير العلماء تَفِدُ من جديد إلى الأقصى للصلاة فيه وإحياءه من جديد بالعلم والعلماء وحلقات
وفي أواخر القرن السادس الهجري: أخذت المدارس في الظهور وقاسمت المسجد الأقصى التدريس، فأصبحت الدراسة أكثر نظاماً من حيث عدد الطلاب والمدرسين المتخصصين والمشرفين على تلك المدارس، ومع ذلك استمرت حلقات العلم في المسجد الأقصى، ومسجد قبة الصخرة، وفي ساحات المسجد الأقصى، وكان بعضهم يدرس صباحاً في مدارس المسجد الأقصى، وبعد صلاة العصر يجلس في زاوية ليلقي دروسه المعتادة. وازدادت المدارس حتى أصبحت بالعشرات، وأحاطت بالمسجد الأقصى من جهته الغربية والشمالية، وكان بعضها داخل أسوار المسجد الأقصى.
وفي القرن التاسع الهجري -
على الأخص- : أصبحت بمثابة "جامعة القدس الكبرى" في عدد مدرسيها وعدد طلبتها وفقهائها ونشاطها العلمي،
وكانت أروقة المسجد الأقصى والدور التي فوقها
تستخدم للتدريس وكمساكن للطلاب؛
وأضيفت إلى المصاطب- أماكن هُيِّئَتْ ليجلس
عليها طلاب العلم للاستماع إلى الدروس ،
ويقدر عددها في المسجد الأقصى قرابة الثلاثين مصطبة –
الموجودة مصاطباً جديدةً لتستوعب مئات المدرسين
لإلقاء دروسهم على هذه المصاطب
[color:c9f3="Navy"]
وغالبية المدارس الموجودة في بيت المقدس بنيت في
عهد المماليك وفي منطقة مجاورة للمسجد الأقصى
وفي العهد العثماني
( 923هـ – 1336هـ ): ضعفت الحركة العلمية إجمالاً،
وأخذ الدارسون يتجهون أكثر فأكثر إلى الجامع الأزهر،
ولكن التدريس في المسجد الأقصى استمر حتى في تلك الأيام المضطربة.
وفي السنوات الأولى من القرن العشرين الميلادي قامت حركة لإحياء بعض مدارس الأوقاف القديمة وإعادة التدريس إليها، وعندما أُسس « المجلس الإسلامي الأعلى » في فلسطين في أوائل عهد الاحتلال البريطاني تجددت فكرة إنشاء جامعة المسجد الأقصى، فانتدب الحاج أمين الحسيني، وعرقل الانتداب المشروع؛ لأنه يتعارض وسياسة بريطانيا في فلسطين.
مما تقدم يظهر لنا بجلاء : أن المسجد الأقصى عاش حياة علمية حافلة على مدى القرون، وكان مركزاً من أهم مراكز تدريس العلوم الشرعية في العالم الإسلامي.
ولمن اراد الاستزادة من المعلومات فعلى هذا الرابط
[color:c9f3="Indigo"]القدس عاصمة الثقافة ... وأكاذيب اليهود
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
سنتَجوَّلُ اليومَ في مدارسِ المسْجدِ الأقصى
والتي باتتْ مُهدَّدةً من قبلِ الصَّهاينة أعْداءَ الله ، الَّذين يحاربون العلمَ [SIZE="4"]ويسْعون إلى تجْهيلِ
أصًحابِ الأرض الَّتي احْتلُّوها واغْتصبوها ، لما لِلْعلمِ من أهمِّيةٍ كبيرةٍ في القضاء على الجَهْلوتنويرِ العقول لكي تَهُبَّ من غفلتِها وتقوم على إجلاءِ الاستعمار عن أراضيها، ،فأصبح عدد المدارس المفتوحه الآن ثلاث مدارس فقط .. من إثنتي عشرة مدرسه أو أكثر والباقي تحوَّل بين بيوتٍ سكنيه ومراكز للشرطه الصهيونية ...
مدارس المسجد الأقصى
QXDZ9DT.pps - 14.0 Mb
كما أن هذه الأرض المباركة كانت مهبِطاً للْنّبوّات ، ومسْرى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
كانت الدافعُ القويُّ لطلاّبِ العلمِ لشدِّ الرِّحالِ إليها ، والتَّوطُّنِ بها
عملاً بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تُشَدُّ الرحال إلاّ إلى ثلاثة مساجد مسجدي هذا والمسجد الحرام والمسجد الأقصى)
فخرّجَت من مدارسِها ، العلماءَ الأفذاذ ، الذين لقَوْا الرِّعايةَ الكبيرة والمأوى ليتفرَّغوا للانْشغالِ بالعلم
فأحَبُّوا المدينة وأقاموا فيها ، ومن أبْرز من استقر من الصَّحابة في القدس وتوفي فيها: الصَّحابي الجليل عُبادةَ بنُ الصَّامت رضي الله عنْه
قالوا تحبُ القدسَ قلتُ هي الهوى *** منها ابتدأ ولحضنها سيــعود
صلى بها الرهط الكرامُ وكَبرت *** لبني الصحابة في الجوار بُنود
كم راودوها كي تحل إزارها *** فاستعصمت بالــحق وهي عَنود
فتناوشـــتها بالعذاب أكُفُهم *** فبــكى لـــهول عَذابها الأخـــدود
والله ما عرفَ الأنام كصبرها *** صبراً وإن عادوا لها ســتزيد
لهفي علــيها إذ تضم صغارها *** من كان فيها أو طوته لحود
أو طاف يسعى في الخلائق يرتجي *** أن يسعفوه وعاندته حدود.
أبيات للشاعر عيسى عدوي
﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا﴾ (الإسراء: من الآية 51).
فمنْذُ الاحْتلالِ الصُّهيوني تُعاني مدارسُ المسجدِ الأقصى من واقعٍ أليمٍ جسَّده هذا الاحتلال البغيض
فهي تئنُّ كما باقي أرْجاء القدْس و فلسطين ، من وطأةِ القَدمِ الهمَجيَّة
وتعاني ما تعانيه من مَعاولَ الهدْم الَّتي تطالُ معالمَ ظلَّت على مدى العُصورِ شاهدةً
على أماكنَ كانت مناراتِ علمٍ أضاءتْ أرْجاءَ واسعة من هذا العالم
ولكنَّها بإذن الله ستصْمُدُ تحْتَ ضرباتِِ الجلاَّدين وترفضُ الاسْتسْلام للتَّهويد والتَّزْوير
لأنَّها تصِرُّ على انتمائِها العربيِِّ الإسْلاميّ ، وتعيشُ على أملِ النُّهوضِ بها وتحريرِها
مع انتهاء رحلتنا هذه ، لا زالت النُّفوس تتوقُ ، والأعين ترْقُب ، والأمل ينتظرُ
في إتمام وعد الله ....