أيها العربي ..
وأنا أغترف غرفة من طريقك الوعرة .. ومن وحولة أوعيتك أقتطر قطرة .. وأصب*ّها سائلة بحبر أسود على هذه الصفحة
أوجس خيفة .. وأحس بيأس ينهشني بشهية . ويلتهم ما تبقى من أمل
أراك مذعوراً يخاف نفسه ..
لم لا وأنت تبرز عضلات مصقولة بمساحيق غربية ..
أراك كالزليق .. سهل الخدش .. وتحكي ما يليق وما لا يليق ..
ليال غطشاء من عمرك الطويل مرت وأنت لا زلت تسير في ركب الجمادات في مناقب وعرة
تصفيق .. لهؤلاء وهؤلاء
تصطحب وإياك أناساً من ماركة أعوذ بالله .. المنسوبين لنادي التائهين بلا هدف .. لا داخل لهم ولا خارج
تجتمعون معاً على قمة أفرست .. بعضكم تآكلت بداخله منابت العروبة
وبعضهم يصقرون النار ..
وتصقرون النار معاً
تحتفلون بيوبيل النكبة .. يتصاعد الدخان .. فتحتسون الكؤوس على نخب المصيبة وتشربون بصحة الذل والنذالة ..
تجتمعون على بساط أحمدي من شدة الاحساس بالوحدة.. وغوافص الدهر تكالبت عليك .. وتأبدت نزوات بعضكم .. ومع هذا تجتمعون
مسكين أيها العربي
أراك تستدفيء بدخان الوعود البراقة... والغرب يبكسك يوماً بعد يوم ..
ينفثون الغدر من صدورهم وأنت تتنشق ما تحسبه عبيراً .. وإنه والله لعبير المؤمرات
ولا زلت تغتطي بحلة لا تكاد تستر لك عورة ..
وتحاول بين القرن والقرن أن تزدلم الجبن من أساساته بشهقة صمت غبية يليها استنكار أعرج
وإن تكلمت .. فبما لا يليق ..!
ولم تزل سهل الخدش كالزليق .. السوس يقضي على ما تبقى من شجاعة بداخلك.. والحمق مركوم على جنباتك ولا صريخ لك ..والويل لك
الويل لك .. حين تبرقشت ملامحك لتصبح خليطاً عجيباً من الجنسيات .. وتؤمن بملل شتى
متعددة المنابت والأصول .. بل تصبح قوماً .. رئيساً ومرؤوس .. أجيجهم يعلو قبل البداية
وقبل إطلاق رصاصة البدء بالانطلاق .. تصطك أصواتهم ببعضها .. كل منهم يدعي أنه أتى الأمر من مأتاه !!
يا لسخفهم !!
الحديث أبتلهم .. النقاش أسقمهم .. فعن أوراق معدة مسبقاً يقرؤون ما يمليه أسيادهم عليهم
وأخيراً
تأدد الأمر فيما بينهم
واختلفوا.. أي نوع من اللحم يطبخون ؟
وغطفطفت قدروهم من شدة الغليان ترمي ما بداخلها .. ويحكي الخدم للعالم قصة الصرع
مسكين أيها العربي ..
كنت وكنت وكنت .... ولكنك .. اليوم ماذا دهاك ؟
الغربي يلغف عليك بكلام ملموم .. يتهمك بالتخاذل .. وأنت تقدم له الدليل بأنك لست متهم فحسب
بل مدان حتى العظم.. تتقلب على جمر الدولار .. وأخيك مخمور بالتوابل الأوروبية ..
وفي ليال قمراء .. ذرات الوهم البطولي تقتحم جمجمتك .. فتظن نفسك سيد المقاتلين فتبرز عضلاتك .. لتقاتل عدوك ...و
لكن شجاعتك تتردى وتتجه حيرى صوب الأفول... يا للخسارة
وتستجمع قواك من جديد .. وتقتحم بيت أخيك .. وتأبه عليه .. وتظن أن طريقك متلئب*ّاً .. وتبقى مزمجراً لسوء المنقلب
الآن .. فقط
تنبلج من أعماقي فكرة لا طعم لها ولا رائحة .. أحاول أن أمسكها عن
الانبلاج .. ولا أستطيع
ابتدأت أتقيأ القرارات والتقارير .. والأنباء ..
كيف لا ؟ وأنا أستمع لتصريحات لا أول لها ولا آخر .. إخوة تتصارع تتناطح .. والعالم يتفرج
والعدو يلعق شفتيه ويتنه*ّد تشف*ّياً بهذا الصراع
فإلى متى ؟
عربي ...
أراه الآن خارجاً مولولاً مطأطيء الرأس يندب حظه
يواسي نفسه بأنه من خير أمة أخرجت للناس .. وهذا حسبه !!!