قبل ان يضيع كل شيء
اخي المقيم علي الخطايا والعصيان....التارك لما امر به الرحمن.....المطيع المتبع لهوى الشيطان
إلي متى انت على جرمك تصر ومما يقربك من مولاك تفر
تطلب من الدنيا مما لا تدركه وتبتغي من الاخره بما لا تملكه
مالي ارى المواعظ لا تنفعك وحوادث الدهر لا تردعك
كأنك يا مسكين ستظل حيا موجودا وكأنك لن تعود نسيا مفقودا
قبل ان يضيع كل شيء
ويصبح جسدك يا اختاه الذي تتفننين في اظهار محاسنه وشكر نعمه الله عليك بفتنه المسلمين الى عظام نخره
وقبل ان تشخص بعينيك التي لا تكف لحظه عن النظر بهما الي الحرام الي الافق البعيد لتراهم وهم قادمون ملائكه الرحمه ام ملائكه العذاب
قبل ان تاتي لحظه تقول فيها رب ارجعون لعلي اعمل صالحا فيما تركت وانت بين يديك ساعات وايام وسنوات
تقضيها فيما لا هم من ورائه
قبل ان تنام في القبر وحدك ويباشر التراب خدك وتاكل الديدان جسدك
قبل ان يضيع كل شيء
استمع لهذا النداء
(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (
يا الله نداء عَذب .. نداء ندىّ نداء رخىّ يملأ القلوب أمنا واطمئنانا ورجاءً في الرحيم الكريم اللطيف جل جلاله إن وقعت و زلت قدمك فأنت بشر فأصغ سمعك وأحضر قلبك لهذا النداء العلوى الجليل
(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ(
واسعد واسجد لربك شكراً أن نَسَبَكَ الله لتكون عبداًَ له
يا له من شرف !!!
أن ينسب الله الذين أسرفوا على أنفسهم بالمعاصى والذنوب وجعلهم عباداً لعلام الغيوب جل جلاله
من أنا ؟ ومن أنت ؟ على المعصية ننسب عباداً لله ؟ ما طردنا الله من هذه الصلة ؟ لا والله لأنه خالقنا لأنه هو الذي يعلم ضعفنا ويعلم فقرنا ويعلم عجزنا ويعلم جهلنا .. ويعلم ذلنا
قبل ان يضيع كل شيء
فإن ذلت قوتك ووقعت في كبيرة من الكبائر أو في معصية من المعاصى فان بلغت ذنوبك عنان السماء
واتيت بقراب الارض خطايا وقتلت مائه نفس. فهيا.. إياك أن يخذلك الشيطان وأن يصرفك عن قرع باب الرحيم الرحمن لاتتردد
تعالى .. تعال إلى ربك على الرغم من ذنوبك على الرغم من معاصيك واسمع إلى هذا النداء الربان
« يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ
وَلَا أُبَالِي يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي
غَفَرْتُ لَكَ وَلَا أُبَالِي يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي
لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً »
يا ابن آدم !
لوبلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتنى
غفرت لك ولا أبالى
إنها رحمة الله جل وعلا .. وفضل الله سبحانه وتعالى
قبل ان يضيع كل شيء
(ففروا الي الله)
فروا من الدنيا ..... من النفس...... من الشهوات .........من الشيطان
واقبل يا باغي الخير
قال -صلى الله عليه وسلم- «إذا كان أول ليله من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنه فلم يغلق منها باب، وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل، وياباغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليله» [رواه الترمذي].
أخي إن لم يغفر لك، وتذرف عيناك، وينكسر قلبك أمام ربك في هذا الشهر.. فمتى إذن؟؟!
وما يدريك فقد يكون ميلادك الجديد في شهر الخير والبركة، وقد يولد الإنسان مرتين: يوم يخرج من ظلمة رحم أمه إلى نور الدنيا، ويوم يخرج من ظلمات المعصية إلى نور الظاعة، فكن هو أنت.
أخي قبل أن يغلق الباب حدد - الآن ولا تسوف- الطريق الذي تسير عليه ويكون منهجاً لك في الدنيا والآخره