كان في قديم الزمان ملكٌ تعود على الخروج كل إسبوعٍ مع وزيره متخفيين بملابسٍ رثّة ،
ليتفقد احوال رعيته ، دون أن يلفت انتباه أحد ،
وفي أحد الأيام مر الملك بفلاحٍ يفلح أرضه ، فدار بينهما هذا الحديث
الملك : أسعدت صباحاً يا كهرمان
الفلاح:أسعدت صباحاً يا ملك الزمان
الوزير تجهم وجهه وارتسمت عليه سمات الدهشة
الملك: كيف البعيد
الفلاح: صار قريباً
الملك: والأخوة
الفلاح: قد شتت الزمان شملهم
الملك: وكيف الاثنتين
الفلاح : قد صاروا ثلاثه
الملك : ألم تسري مبكراً
الفلاح: بلى يا ملك الزمان قد سريت مبكراً ولكن سروتي ذهبت لغيري
الملك : لا تبع رخيصاً
الفلاح : بأمرك يا ملك الزمان
انتهى الحوار وأكمل الملك طريقه مع وزيره الذي كان يحاول لملمة
ما تناثر في رأسه هناك.
أنهى الملك يومه عائدا إلى قصره ومعه وزيره ، وعندما اعتلى الملك عرشه
دار بينه وبين وزيره هذا الحوار
الملك: مالي أراك منشغل الفكر على غير عادتك
الوزير: في الحقيقة يا ملك الزمان ، منذ أن توقفت مع ذلك الفلاح حتى الآن
وأنا لا أقوى على فعل شيئ
الملك: قد لحظت ذلك ، لكن لماذا
الوزير: لأنني لم أفقه من حواركم شيئ ،
الملك: ألم تفقه حديثي مع فلاحٍ وأنت وزيري ؟!! ،
سأمهلك فرصة حتى الغد ، إذا لم تأتيني بتفسيرٍ كامل للحديث
الذي دار بيني وبين الفلاح ، سأخلعك من الوزارة .
خرج الوزير مهرولاً الى حيث أرض الفلاح ، سأل عن صاحب الأرض حتى استدل على كوخه وذهب إليه ، فكان هذا الحوار .
الوزير: السلام عليكم
الفلاح: وعليكم السلام
الوزير: قد جئتك في عدة أسئلة ، وحدك يستطيع الاجابة عليها
الفلاح: برَدة فعل مباغته لم يتوقعها الوزير : ألف درهم على كل إجابة
الوزير : ولكن هذا كثير ، ثم أنك لم تعلم ماذا أريد ان أسأل !!!
الفلاح: بل أعلم جيداً ولن اتنازل عن الثمن المحدد
الوزير : اتفقنا ، أخبرني الآن كيف عرفت أنه الملك
الفلاح: هات ألف درهم ، وبعد أن أخذ الثمن استرسل قائلاً
الملك قال لي أسعدت صباحاً يا كهرمان ، ولا أحد ينادي الفلاح بكهرمان غير الملوك ، فعرفت انه الملك
الوزير: والثانية
الفلاح: بعد أن أستقرت الدراهم في يده : قصد الملك بالبعيد النظر السليم ،
فأخبرته أن نظري لم يعد سليماً وأنني لم أعد أميز الأشياء عن بعد
الوزير: من هم الأخوة الذين باعد الزمان بينهم
الفلاح : هم الاسنان في الفهم ، فقد كانوا متراصين الواحد بجانب الآخر ،
أما اليوم فقد فرقت الشيخوخة بينهم وتشتت شملهم
الوزير: وماذا عن الاثنتين اللتين صارتا ثلاثة
الفلاح : هما القدمين كانتا اثنتين فصاروا ثلاثة عندما أضفت عكازي اليهن
الوزير: سألك الملك ألم تسري مبكراً فماذا كان يقصد
الفلاح: نظر الملك حولي فلم يجد لي أولاد يعينونني
فسألني إذا ما كنت قد تزوجت مبكراً ،
أخبرته أنني تزوجت لكن ذريتي كانت جميعها من الإناث
فذهبن لمن هم غيري بعد زواجهن
الوزير: والأخيرة
الفلاح : أما هذه فألفين
الوزير : قد أفلستُ على يديك
الفلاح: وزير مفلس خيرٌ من وزير غني مخلوع عن وزارته
الوزير: كيف علمت أنني سأخلع عن الوزارة !!!!
الفلاح: جواب هذا السؤال هو نفسه جواب السؤال الذي تريد
الوزير: حسن سأدفع
الفلاح: عندما رأى الملك وجهك متجهم يكتنفه الصمت علم كما علمتُ أنا ،
أنك غبي مقارنة بالوزراء ، وأن غباءك هذا لم يساعدك على فهم شيء من حديثنا
فأضمر الملك أنه سيهددك بخلعك عن الوزارة إذا لم تخبره مضمون حديثنا ،
والمنطق يقول أنك ستعود اليَّ لكي أخبرك أنا ،
فطلب مني أن لا أبيعك ما تريد بثمنٍ بخس ، وها أنا ذا قد عملت بنصيحة الملك
وأخذت منك مالا كثيرا
__________________
قال النبي - صلى الله عليه و سلم :
( الا أعلمك كلمات لو كان عليك مثل جبل صبير ديناً أداه الله عنك قل:
اللهم اكفنى بحلالك عن حرامك و اغننى بفضلك عمن سواك
ليتفقد احوال رعيته ، دون أن يلفت انتباه أحد ،
وفي أحد الأيام مر الملك بفلاحٍ يفلح أرضه ، فدار بينهما هذا الحديث
الملك : أسعدت صباحاً يا كهرمان
الفلاح:أسعدت صباحاً يا ملك الزمان
الوزير تجهم وجهه وارتسمت عليه سمات الدهشة
الملك: كيف البعيد
الفلاح: صار قريباً
الملك: والأخوة
الفلاح: قد شتت الزمان شملهم
الملك: وكيف الاثنتين
الفلاح : قد صاروا ثلاثه
الملك : ألم تسري مبكراً
الفلاح: بلى يا ملك الزمان قد سريت مبكراً ولكن سروتي ذهبت لغيري
الملك : لا تبع رخيصاً
الفلاح : بأمرك يا ملك الزمان
انتهى الحوار وأكمل الملك طريقه مع وزيره الذي كان يحاول لملمة
ما تناثر في رأسه هناك.
أنهى الملك يومه عائدا إلى قصره ومعه وزيره ، وعندما اعتلى الملك عرشه
دار بينه وبين وزيره هذا الحوار
الملك: مالي أراك منشغل الفكر على غير عادتك
الوزير: في الحقيقة يا ملك الزمان ، منذ أن توقفت مع ذلك الفلاح حتى الآن
وأنا لا أقوى على فعل شيئ
الملك: قد لحظت ذلك ، لكن لماذا
الوزير: لأنني لم أفقه من حواركم شيئ ،
الملك: ألم تفقه حديثي مع فلاحٍ وأنت وزيري ؟!! ،
سأمهلك فرصة حتى الغد ، إذا لم تأتيني بتفسيرٍ كامل للحديث
الذي دار بيني وبين الفلاح ، سأخلعك من الوزارة .
خرج الوزير مهرولاً الى حيث أرض الفلاح ، سأل عن صاحب الأرض حتى استدل على كوخه وذهب إليه ، فكان هذا الحوار .
الوزير: السلام عليكم
الفلاح: وعليكم السلام
الوزير: قد جئتك في عدة أسئلة ، وحدك يستطيع الاجابة عليها
الفلاح: برَدة فعل مباغته لم يتوقعها الوزير : ألف درهم على كل إجابة
الوزير : ولكن هذا كثير ، ثم أنك لم تعلم ماذا أريد ان أسأل !!!
الفلاح: بل أعلم جيداً ولن اتنازل عن الثمن المحدد
الوزير : اتفقنا ، أخبرني الآن كيف عرفت أنه الملك
الفلاح: هات ألف درهم ، وبعد أن أخذ الثمن استرسل قائلاً
الملك قال لي أسعدت صباحاً يا كهرمان ، ولا أحد ينادي الفلاح بكهرمان غير الملوك ، فعرفت انه الملك
الوزير: والثانية
الفلاح: بعد أن أستقرت الدراهم في يده : قصد الملك بالبعيد النظر السليم ،
فأخبرته أن نظري لم يعد سليماً وأنني لم أعد أميز الأشياء عن بعد
الوزير: من هم الأخوة الذين باعد الزمان بينهم
الفلاح : هم الاسنان في الفهم ، فقد كانوا متراصين الواحد بجانب الآخر ،
أما اليوم فقد فرقت الشيخوخة بينهم وتشتت شملهم
الوزير: وماذا عن الاثنتين اللتين صارتا ثلاثة
الفلاح : هما القدمين كانتا اثنتين فصاروا ثلاثة عندما أضفت عكازي اليهن
الوزير: سألك الملك ألم تسري مبكراً فماذا كان يقصد
الفلاح: نظر الملك حولي فلم يجد لي أولاد يعينونني
فسألني إذا ما كنت قد تزوجت مبكراً ،
أخبرته أنني تزوجت لكن ذريتي كانت جميعها من الإناث
فذهبن لمن هم غيري بعد زواجهن
الوزير: والأخيرة
الفلاح : أما هذه فألفين
الوزير : قد أفلستُ على يديك
الفلاح: وزير مفلس خيرٌ من وزير غني مخلوع عن وزارته
الوزير: كيف علمت أنني سأخلع عن الوزارة !!!!
الفلاح: جواب هذا السؤال هو نفسه جواب السؤال الذي تريد
الوزير: حسن سأدفع
الفلاح: عندما رأى الملك وجهك متجهم يكتنفه الصمت علم كما علمتُ أنا ،
أنك غبي مقارنة بالوزراء ، وأن غباءك هذا لم يساعدك على فهم شيء من حديثنا
فأضمر الملك أنه سيهددك بخلعك عن الوزارة إذا لم تخبره مضمون حديثنا ،
والمنطق يقول أنك ستعود اليَّ لكي أخبرك أنا ،
فطلب مني أن لا أبيعك ما تريد بثمنٍ بخس ، وها أنا ذا قد عملت بنصيحة الملك
وأخذت منك مالا كثيرا
__________________
قال النبي - صلى الله عليه و سلم :
( الا أعلمك كلمات لو كان عليك مثل جبل صبير ديناً أداه الله عنك قل:
اللهم اكفنى بحلالك عن حرامك و اغننى بفضلك عمن سواك