بسم الله الرحمن الرحيم
أضع بين أكفكم المطمئنة ، هذه الآية . . نقلبها معاً . . نتمعنها
باحثين عما احتوته من أسرار في النظم القرآني العظيم
هي أربع كلمات
أضع بين أكفكم المطمئنة ، هذه الآية . . نقلبها معاً . . نتمعنها
باحثين عما احتوته من أسرار في النظم القرآني العظيم
هي أربع كلمات
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3)
وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)
(( ))
آية مرصعة بأنواع المعاني الجلية البراقة
دعونا نغوص في معانيها ، وننهل من فوائدها .
الوقفة الأولى :
ففي قوله تعالى : (( قل )) .
فيها دليل على صدق نبوة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وأنه عليه الصلاة والسلام صادق أمين
لأنه لم ينسب العلم لنفسه ولم يدعوا الناس للالتفاف حوله . ولم يسعى لجاه ، ولا لمنصب .
بل دعى الناس لعبادة الله الواحد القهار
فعندما جاءه الوحي بـ ((قل)) ، أوصله لنا ((قل))
وهذا فيه دليل قاطع بأن محمد صلى الله عليه وسلم نبي الله .
فهي حجة دامغة على من يقول بأنه قول بشر .
فلو كان كذلك لقال (( هو الله أحد )) بدون ((قل)) .
الوقفة الثانية :
تقديم الضمير (( هو )) على المعرف وهو لفظ الجلالة (( الله ))
وهذا فيه من التعظيم ما فيه ، إذ تقديم الضمير على المعرَّف يوحي بشدة ملاصقة المضمر للذهن
- ولله المثل الأعلى - مثل ما نقول نحن في كلامنا :
(( يا أمي : هو الذي أصلح لعبتي )) ولا يعيش في البيت غير الأب والابن والأم .
فيأتي في الذهن مباشرة أنه الأب ، فما بالك لو سألت الأم من هو ؟
سيرد الولد قائلاً : أبي .
سيعتبر سؤالها محل استنقاص لأن الأمر واضح ، ولو كان في البيت أكثر من واحد لكان تشويقاً
فسبحان الله
ولو قال الأبن : (( أمي : هو الذي أصلح لعبتي ، أبي ))
لكانت جملته في قمة الوضوح والإفحام للمستمع ، والتعظيم للمذكور .
ولله المثل الأعلى
حين يقول عز وجل
قل هو الله : دليل على أنه واضح الدلالة عظيم الشأن لا يحتاج إلى معرف .
الوقفة الثالثة :
لفظ الجلالة : (( الله ))
لك أن تتصور عظم هذا الاسم وشأنه هو الإله المعبود المذكور على كل لسان يعرفه الكافر والمسلم
ولك أن تتأمل مجيئ لفظ الجلالة الله دون ما سواه من الأسماء الجليلة في الدلالة .
الوقفة الأخيرة :
قوله تعالى : (( أحد )) .
الأحد هو { الفرد الذي لم يزل وحده ولم يكن معه آخر وهو اسم بُنِيَ لنفي ما يذكر معه من العدد } لسان العرب ج3:ص70
فالأحد هو الذي لا يتجزأ
والواحد لو قسمته لأصبح نصف ، ولو ضاعفته لأصبح إثنان
ولكن الأحد لا يتجزأ ، فجمعه آحاد .
فهو اسم قوي بالتفرد الذي لا ند ولا شبيه ولا شريك له سبحانه وتعالى .
وجاء عز وجل بالأحد ليبلغنا أمراً مهماً عن ذاته ، بأنه أحد فرد صمد ، لا ند له ولا شريك له
ولا معبود بحق سواه ، إذ لا إله إلا هو .
همسة أخيرة
عندما تتأمل سبب نزول السورة وتربطها بما سبق تعرف سبب هذا النظم القرآني العجيب
والله أعلم
موضوع عجبني ونقلته لكم للاستفاده