وُزِّعت الأسلحة بكرم طائي مبالغ فيه ، حتى الجنود أحسوا أن مهمة اليوم ستكون محتدمة و مصيرية
تبادل الجنود نظرات الوداع و كأنها آخر اللقاءات ثم اصطفوا لسماع آخر التعليمات بملامح جافة قاسية
وقف الملازم باستهابة للعيون التي ترقب كل حركاته و صاح بصرامة فيهم ، يعاتب و يحاسب و يحذر و يهدد فكانت الرسالة واضحة المعالم تماما كضرورة إنجاز المهمة كما طلب منهم .
ركب الجنود المروحيات و أقلعت بهم إلى ساحة المعركة
رغم كل الترتيبات لم يمنع الملازم سؤالا أن يخترق أفكاره
- أتراهم سينجحون !
وصل الجنود و انطلقوا من المروحيات بكل الوحشية التي شحنت فيهم بكل جدية لإتمام المهمة ..
أصبحوا بمواجهة الهدف ..
وقفوا ، تفاجؤوا ، تبادلوا نظرات الدهشة ، أهذا هو الهدف !
جاء صوت الرقيب معاتبا : أتموا المهمة كما طلب منكم
فنطقت رشاشاتهم بحقدهم الدفين و همجيتهم المتأصلت في عروقهم
خمدت معركتهم و هدأ الغبار ليجدوا أنفسهم وسط أشلاء الأطفال و بقايا جثث النساء و الشيوخ
هنا تأكدوا أنهم لم يكونوا بشرا
إنهم الآخرون .