ثقافة الاستشهاد
عدنان عويد
الأحد/6/5/2007
عندما اعتبر يوم السادس من أيار عيداً لشهداء الثورة العربية الكبرى لم يعد هذا العيد خاصاً بالحادثة ذاتها بل تعداها ليصبح رمزاً لدلالة كبيرة تجاوزت الزمان والمكان في تاريخ أمتنا ، لتجعل من
الشهادة ذاتها مشروعاً تحررياً وطريقاً لأجيال هذه الأمة تسير عليه عند الضرورة كي تحافظ على كرامتها وعزتها ورسم ملامح مستقبلها ونهضتها ، لاسيما وأن العدو الخارجي وبخاصة « أمريكا والصهيونية » يحاول بكل ما يملك من قوةٍ لانتزاع هذه الكرامة والعزة ، وسد الآفاق أمام هذا المستقبل ومنع قيام النهضة . نعم لقد تجاوز عيد الشهداء مناسبته التي خصص لها ليتحول إلى ثقافة ، هي « ثقافة الإستشهاد» هذه الثقافة التي أثبتت جدواها عملياً في مواجهة الكيان الصهيوني في فلسطين ولبنان ، والأمريكي في العراق ، رغم كل ما يملك؛ هذا العدو من عدة و عتاد كالسلاح والتكنولوجيا المتطورة . إن ثقافة الإستشهاد التي أصبحت جزءاً حقيقياً من مشروعنا النهضوي العربي تحت ظل السيطرة الاستعمارية لم تعد مقتصرة على عنصر محدد أو دين محدد من أبناء هذه الأمة ، بل أصبحت ثقافة للعربي مسلمه ومسيحيه معاً وهذا دليل على أن العروبة قد اغتنت تاريخياً بالإسلام والمسيحية معاً ، وكلاهما عمودها الفقري الذي على أساسه نهضت ، وعلى أساسه ستتابع مشوارها رغم كل محاولات التشكيك بها أو العمل للنيل منها . أخيراً نقول : ستظل الشهادة أسلوب حياة بالنسبة لنا طالما أننا نؤمن بوطننا وعزته وكرامته وتحرره. وطالما أننا نؤمن بأن ( الشهداء هم أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر ) ، وأن الله عز وجل قد كرمهم بقوله :( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون
لا تنسونا من دعائكم
والسلام خير ختام
تقبلو تحياتي:القيصر