فــــــــــــاتنة أنتِ
فاتنة أنتِ، كلمات في عذوبة الشَّهْد، اخترقتْ مسامعها، عاشتْ مع سِحرها أيَّامًا تَتيه فخْرًا ودَلالاً،
وهي لا تدري أنَّ السُّمَّ في العسل، وما أضْحَكَها اليوم رُبَّما يُبكيها غدًا،
ومع ذلك تتوقُ لسماعها مراتٍ ومرات، وتنتظر موعد اللقاء بفارغ الصبر.
ولا ننكر حاجة المرء للحبِّ، وهي حاجة فِطْرية وغريزة جَبلَنا الله عليها،
لا نستطيع إخمادَ صوتها بداخلنا وتجاهلَها.
ولكن هل لكونها غريزة يُعطينا الحقَّ في إشباعها على أيَّة وجْهٍ؟! فالحب والحاجة للجنس الآخر
غريزة مثل أيِّ غريزة؛ إمَّا أن تُصرَف في الحلال أو في الحرام.
فهل كونك جائعًا يُعطيك الحقَّ في أنْ تأكلَ من الحرام ؟
وهل كونك فقيرًا يُعطيك الحقَّ في أنْ تَسرق؟
وهل كونك اختبرتَ مرحلة النُّضج وشعرتَ بتلك الأحاسيس تنمو بداخلك،
يُعطيك الحقَّ في تكوين علاقة خارج إطار الشرْع والدِّين؟
وأنت أيَّتها الزهرة الغضَّة التي نَمَتْ في حِلْيَة الطُّهر والعَفَاف،
وسواء كانت البيئة صالحة أم فاسدة، ألا تُدركين قِيمتك؟
خَلَقَكِ الله في مَحميَّة طبيعيَّة أركانها الأمانة والحياء، وصوت الحقِّ بداخلك الذي يُرشدك إلى الخير،
ومن أجْل ذلك فرَضَ عليكِ الحجاب بمثابة الغلاف والخزانة التي تَحمي الجوهرة،
فلا تمتدُّ إليها يدُ عابثٍ، إلاَّ مَن ملَكَها واستحقَّها.
والفارق كبير بين من جَهِلتْ تلك القيمة وضيَّعتها، ومَن عَلِمَتْ تلك القيمة وحافظَتْ عليها،
والعواقب وخيمة وأكبر من تلك النشوة التي تصنعُها هذه الكلمات المعسولة، والتي هي كفَحِيح الأفعى.
ومنها تضييع الأمانة وانتشار الفاحشة، وذَهاب الحياء واستحقاق العقوبة من الله،
فتظهر الأمراض التي لَم تَظهر فيمَن سَبَقنا، وينعدم الأمن وتُمْحَى البركة،
وهذا على صعيد المجتمع، أمَّا على المستوى الفردي، فكم من زهرة يانعة وُضِعَتْ في مكبِّ النفايات،
وزَبُلَتْ نضارتُها، وتبرَّأ منها قاطفُها وأدارَ لها ظهْرَه،
وتركَها تتجرَّع وحْدَها زفراتِ الْحُزن والحسرة!
وكما قيل: لا خيرَ في لذَّة يَعقبها ندمٌ.
فاحذري يا ابنة الإسلام من المسمَّيات الخادعة، والتي هي من تزيين الشيطان،
فالزواج العرفي بين طالبات وطلاب الجامعة هو أحدُ هذه المسمَّيات،
كيف لا وهو زواج دون وليٍّ، وانعدمتْ فيه صفةُ الإشهار؟!
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا نكاحَ إلا بولِي وشاهِدَي عَدْلٍ))، إسناده صحيح
وقال: (( لا تزوِّج المرأةُ المرأةَ، ولا تزوِّج المرأةُ نفسَها)).
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني
وكم من آيات في كتاب الله تُذكِّرنا بما لنا وما علينا :
قال الله - تعالى -:
﴿ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ
غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ ﴾[النساء: 25].
معنى أخْدان: أخلاَّء وأصحاب.
قال الله - تعالى -:
﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ
مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ﴾ [الأحزاب: 72].
قال الله - تعالى -:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [الأنفال: 27].
فلماذا لا تقرأ وتتعلم دينَك؟!
هل حاجتُك إلى العِلْم أهمُّ من حاجتك إلى الدِّين، وهو قوام الحياة الدنيا وبه سعادة الدنيا والآخرة؟!
وأخيرًا، أُخَيَّتي ما حاجتُك لرجل خانَ الأمانة واستباح ما حرَّم الله؟!
وإنْ كان أمينًا لأَتَى البيت من بابه، أمَّا تلك المعرفة والصُّحبة قبل الزواج،
فالخسارة مُحَقَّقة، وأقلُّها شكٌّ يُنغِّص الحياة الزوجية؛
إذ إنَّ طبيعة الرجل الشرقي أنَّه لا يَأْمَن امرأةً صَحِبتْه قبل الزواج.
أمَّا إنْ كان لا يَغار، فالخسارة أشدُّ؛ إذ إنَّ من السهولة بمكان أن يضيعَ دينُ المرأة مع مثل هذا الرجل؛
لذلك حرَّم الله المصاحبة بين الشاب والفتاة؛ لأنها أرضٌ خصبة وخُطوات بعضها يُؤدي إلى بعض،
من خضوع بالقول والنظر المحرَّم، ورُبَّما أكثر من ذلك إلى أن تُنتهك الأعراض؛
لذلك كان اتِّقاء الشُّبهات وسدُّ باب الفتنة أوْلَى وأصْلَحَ للشاب والفتاة؛ حِفْظًا لدينهم وعِرْضهم، ومن ثَمَّ للمجتمع أيضًا.
قال الله - تعالى - ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾
[النور: 30].
قال الله - تعالى - ﴿ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ
مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ﴾ [النور: 31].
وإنْ كان الموت نهايةَ الحياة، فلا تَخشى العواقب أو تندم، ولكن بعد الموت حياة وستُسأل، فأعدَّ للسؤال جوابًا كي تُرحَم.
فاتنة أنتِ، كلمات في عذوبة الشَّهْد، اخترقتْ مسامعها، عاشتْ مع سِحرها أيَّامًا تَتيه فخْرًا ودَلالاً،
وهي لا تدري أنَّ السُّمَّ في العسل، وما أضْحَكَها اليوم رُبَّما يُبكيها غدًا،
ومع ذلك تتوقُ لسماعها مراتٍ ومرات، وتنتظر موعد اللقاء بفارغ الصبر.
ولا ننكر حاجة المرء للحبِّ، وهي حاجة فِطْرية وغريزة جَبلَنا الله عليها،
لا نستطيع إخمادَ صوتها بداخلنا وتجاهلَها.
ولكن هل لكونها غريزة يُعطينا الحقَّ في إشباعها على أيَّة وجْهٍ؟! فالحب والحاجة للجنس الآخر
غريزة مثل أيِّ غريزة؛ إمَّا أن تُصرَف في الحلال أو في الحرام.
فهل كونك جائعًا يُعطيك الحقَّ في أنْ تأكلَ من الحرام ؟
وهل كونك فقيرًا يُعطيك الحقَّ في أنْ تَسرق؟
وهل كونك اختبرتَ مرحلة النُّضج وشعرتَ بتلك الأحاسيس تنمو بداخلك،
يُعطيك الحقَّ في تكوين علاقة خارج إطار الشرْع والدِّين؟
وأنت أيَّتها الزهرة الغضَّة التي نَمَتْ في حِلْيَة الطُّهر والعَفَاف،
وسواء كانت البيئة صالحة أم فاسدة، ألا تُدركين قِيمتك؟
خَلَقَكِ الله في مَحميَّة طبيعيَّة أركانها الأمانة والحياء، وصوت الحقِّ بداخلك الذي يُرشدك إلى الخير،
ومن أجْل ذلك فرَضَ عليكِ الحجاب بمثابة الغلاف والخزانة التي تَحمي الجوهرة،
فلا تمتدُّ إليها يدُ عابثٍ، إلاَّ مَن ملَكَها واستحقَّها.
والفارق كبير بين من جَهِلتْ تلك القيمة وضيَّعتها، ومَن عَلِمَتْ تلك القيمة وحافظَتْ عليها،
والعواقب وخيمة وأكبر من تلك النشوة التي تصنعُها هذه الكلمات المعسولة، والتي هي كفَحِيح الأفعى.
ومنها تضييع الأمانة وانتشار الفاحشة، وذَهاب الحياء واستحقاق العقوبة من الله،
فتظهر الأمراض التي لَم تَظهر فيمَن سَبَقنا، وينعدم الأمن وتُمْحَى البركة،
وهذا على صعيد المجتمع، أمَّا على المستوى الفردي، فكم من زهرة يانعة وُضِعَتْ في مكبِّ النفايات،
وزَبُلَتْ نضارتُها، وتبرَّأ منها قاطفُها وأدارَ لها ظهْرَه،
وتركَها تتجرَّع وحْدَها زفراتِ الْحُزن والحسرة!
وكما قيل: لا خيرَ في لذَّة يَعقبها ندمٌ.
فاحذري يا ابنة الإسلام من المسمَّيات الخادعة، والتي هي من تزيين الشيطان،
فالزواج العرفي بين طالبات وطلاب الجامعة هو أحدُ هذه المسمَّيات،
كيف لا وهو زواج دون وليٍّ، وانعدمتْ فيه صفةُ الإشهار؟!
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا نكاحَ إلا بولِي وشاهِدَي عَدْلٍ))، إسناده صحيح
وقال: (( لا تزوِّج المرأةُ المرأةَ، ولا تزوِّج المرأةُ نفسَها)).
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني
وكم من آيات في كتاب الله تُذكِّرنا بما لنا وما علينا :
قال الله - تعالى -:
﴿ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ
غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ ﴾[النساء: 25].
معنى أخْدان: أخلاَّء وأصحاب.
قال الله - تعالى -:
﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ
مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ﴾ [الأحزاب: 72].
قال الله - تعالى -:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [الأنفال: 27].
فلماذا لا تقرأ وتتعلم دينَك؟!
هل حاجتُك إلى العِلْم أهمُّ من حاجتك إلى الدِّين، وهو قوام الحياة الدنيا وبه سعادة الدنيا والآخرة؟!
وأخيرًا، أُخَيَّتي ما حاجتُك لرجل خانَ الأمانة واستباح ما حرَّم الله؟!
وإنْ كان أمينًا لأَتَى البيت من بابه، أمَّا تلك المعرفة والصُّحبة قبل الزواج،
فالخسارة مُحَقَّقة، وأقلُّها شكٌّ يُنغِّص الحياة الزوجية؛
إذ إنَّ طبيعة الرجل الشرقي أنَّه لا يَأْمَن امرأةً صَحِبتْه قبل الزواج.
أمَّا إنْ كان لا يَغار، فالخسارة أشدُّ؛ إذ إنَّ من السهولة بمكان أن يضيعَ دينُ المرأة مع مثل هذا الرجل؛
لذلك حرَّم الله المصاحبة بين الشاب والفتاة؛ لأنها أرضٌ خصبة وخُطوات بعضها يُؤدي إلى بعض،
من خضوع بالقول والنظر المحرَّم، ورُبَّما أكثر من ذلك إلى أن تُنتهك الأعراض؛
لذلك كان اتِّقاء الشُّبهات وسدُّ باب الفتنة أوْلَى وأصْلَحَ للشاب والفتاة؛ حِفْظًا لدينهم وعِرْضهم، ومن ثَمَّ للمجتمع أيضًا.
قال الله - تعالى - ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾
[النور: 30].
قال الله - تعالى - ﴿ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ
مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ﴾ [النور: 31].
وإنْ كان الموت نهايةَ الحياة، فلا تَخشى العواقب أو تندم، ولكن بعد الموت حياة وستُسأل، فأعدَّ للسؤال جوابًا كي تُرحَم.