قرية نمرين
قرى دمرها الاحتلال:
نمرين - Nemrin
قرى دمرها الاحتلال:
نمرين - Nemrin
واحدة من قرى قضاء طبريا، كانت القرية مبنية على مرتفع يصل بين تلين: احدهما في الشمال الغربي والأخر في الجنوب الشرقي وكانت تواجه سهل طرعان من جهة الجنوب الغربي وكان جبل طابور يشاهد في البعيد جنوبا، وأيام الرومان كانت القرية موطن كهنة يعرف باسم "كفار نمرا"، وتلفظ بكسر النون والراء، بمعنى نمورة، جمع نمر، الحيوان المعروف.
قرية تقع في الغرب من حطين وفي الشمال من لوبيا، مساحتها 64 دونماً، و "نمرين" بمعنى "نمرة " جمع نمر واسمها تحريف لـِ " Nimra Kafar" الرومانية وحطين أقرب قرية لها، وتحيط بهذا الأراضي ، أراضي قرى حطين ولوبيا وعيلبون وطرعان وعرابة البطوف والبعينة نجيدات.
وكانت القرية تقع على بعد نحو 1.5 كيلو غربي مدينة طبريا، وعلى ارتفاع 360 متر، تقع فيها "خرب أم العمد" في الشمال الغربي من القرية، تحتوي على "بقايا كنيس مع أعمدة وقواعد أعمدة، عتبة عليا منقوشة وحجارة مزخرفة ، بناء بني جزء منه بحجارة قديمة،عقود،أساسات، خزان، ناووس مكسور إلى الجنوب مدافن وصهاريج منقورة في صخر، أثار معاصر، وطريق قديمة.
في سنة 1596 كانت نمرين قرية تؤدي الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والزيتون بالإضافة إلى عناصر أخرى من الإنتاج والمستغلات كالماعز وخلايا النحل.
في أواخر القرن التاسع عشر وصفت نمرين بأنها قرية مبنية بالطين على سفح تل وعدد سكانها 250 نسمة تقريبا وكان للقرية وسط صغير بيضوي الشكل تزدحم فيه المنازل الأحدث عهدا فكانت تتناثر إلى الشمال الشرقي من هذا الوسط كما كانت منازلها مبنية إلى الشمال والاسمنت أو بالحجارة والطين وسقوفها مصنوعة من الخشب أو القصب المغطى بطبقة من الطين.
في العهد العثماني أنشئ في القرية مدرسة ابتدائية للبنين لكنها أغلقت أبوابها زمن الانتداب البريطاني. وكان سكان نمرين وكلهم من المسلمين يتزودون مياه الشرب من نبع يقع على بعد 1,5 كلم إلى الجنوب ومن الصهاريج التي تجتمع فيها مياه الأمطار. أسس العثمانوين مدرسة في نمرين أغلقت في العهد البريطاني الغدار ، إذ لم تفتح إلا في عام 1937 ـ 1938 المدرسي .
كانت الزراعة وتربية المواشي أهم موارد رزق سكان القرية والحبوب أهم الغلال.
وكانت الخضروات تزرع في رقاع صغيرة في 1944\ 1945 كان ما مجموعه 7905 من الدونمات يدوية في القرية وقد بنيت نمرين فوق أنقاض الموقع الروماني ومن الدلائل على ذلك المعاصر المنحوتة في الصخر والقبور وبقايا الصهاريج.
وًيشير المؤرخ الإسرائيلي بني موريس استنادا إلى الأرشيف الصهيوني إلى أن القرية سقطت في 16\ 17 تموز \يوليو 1948 قبيل نهاية فترة الأيام العشرة بين هدنتي الحرب. ولا يضيف موريس بدقة أوضاع احتلالها ولا يعرف على وجه الدقة ما الذي حمل سكانها على النزوح. الأرجح أن مصير نمرين كان كمصير لوبيا أو حطين وهما من القرى المجاورة التي سقطت في نهاية عملية (ديكل).
بنيت مستعمرة (احوزت نفتالي) على أراضي القرية في سنة 1949 .
القرية اليوم:
الموقع مسيج ومثله قسم كبير من أراضي القرية، حيث تم إقامة في موقع نمرين (أو المرين كما يسميها أهل الجليل) موقع للصناعات العسكرية الثقيلة ومستودع أسلحة للجيش الإسرائيلي، ولذلك فمن المستحيل الاقتراب منه، وتم تدميرها كليا في حزيران 1948، وكان فيها حوالي 400 نسمة.
ويشار إلى أن هناك العديد من المواقع تحمل نفس الاسم في الدول العربية المجاورة، مثل قرية نمرين ايضاً من أعمال طرابلس في شمال لبنان، وأما "وادي نمرين " في محافظة البلقاء الأردنية، وكذلك نمرين الواقعة في منطقة الأغوار الأردنية، في الغور المسمى باسمها(غور نمرين)، وان بلدة " بيت نمرة " بمعنى بيت الماء الصافي العذب " بيت النمورة – جمع نمر – القديمة كانت تقوم على بقعة نمر بن اليوم ، فيما يرجح بعض المؤرخين أن " بيت نمرة " كانت تقوم على " تل بليبل" (تصغير بلبل) المجاور الواقع إلى الشمال من البحر الميت بعشرة أميال والى الشرق من نهر الأردن بثلاثة أميال وقد تعرضت "بيت نمرة " كغيرها من المدن المار ذكرها لهجمات اليهود بقيادة يوشع بن نون قديما.
ويروي أهالي المنطقة قصة الثائر صالح الرقية واسمه الأصلي (صالح محمد ألطه) من قرية صفورية، في إحدى الحوادث التي جرت خلال ثورة الـ1936، انه جاء الإنكليز إلى لوبية لملاحقة الثوار، واحتلوا دار دمعون (المؤلفة من طابقين) ودار مزيد (طابقين أيضا) و أقاموا فيهما بعد طرد سكانهما والسبب أن موقع الدارين استراتيجي ومرتفع بشكل متميز للإشراف على القرية، وأصبح هذا المكان موقعا عسكريا للإنكليز تم تجهيزه بكافة الأسلحة والعتاد مما كان يتوفر لديهم في تلك الفترة، ووضعوا على سطح المبنى كاشف للإضاءة الليلية (بنجكتور).
بينما كان صالح قادما إلى لوبية من قرية نمرين على ظهر فرسه يحمل بارودته ويخفيها تحت عباءته تم التعرف عليه من قبل الإنكليز المرابطين في دار دمعون بواسطة منظار (دربيل)، مما دفعهم إلى تجهيز سيارة جيب لملاحقته (والبعض يقول أنها سيارة مصفحة) وكان على متنها ضابط وشاويش ونفرين والمترجم أبو إسحاق داوود الناطور من مستوطني طبريا وتحركوا باتجاه طريق نمرين ونصبوا له كمينا في كرم حجو الواقع شمالي لوبية، ولما فوجئ صالح بهم انطلق بفرسه تجاه نمرين وتبعوه وهم يطلقون النار عليه وأصيب هو وفرسه أثناء المطاردة وظل يمتطي فرسه حتى وصل إلى منطقة الصيفية القريبة من قرية نمرين. وبما أن الصيفية عبارة عن منطقة صخرية (وعر) عندها تمركز صالح بين الصخور وبدأ أيضا بإطلاق النار على الإنكليز من بندقيته، وكان الإشتباك عنيفا وتمكن صالح من قتل الضابط والشاويش وأحد النفرين وفر الباقي حيث كانت الشمس على وشك المغيب، أما صالح فكانت إصابته برصاصة في ساقه، وكانت إحدى فتيات نمرين تراقب المعركة وأحضرت له [size=12] الفرس فركبه وانسحب من أرض المعركة إلى قرية عيلبون المجاورة وتم نقله بمساعدة الثوار إلى الشام (دمشق) للعلاج.