قرية عوزيف
الى الجنوب الغربي من نابلس وعلى بعد 13 كم تتربع بلدة عوريف على جزء من الجبال التي تعرف باسمها
عوريف او ريف البها كما يتناقل البعض اسمها احدى القرى التاريخية في هذا الوطن الحبيب حيث تقع بين اثنتين من البقع التاريخية في هذا الوطن وهما بدة عين يبوس (عينابوس) التي كانت مصيف ابنة ملك اليبوسيين الكنعانيين وبلدة فرعتون (فرعتا) التي كانت احدى مدن العمالقة الكنعانيين
ولكن ما وجد من اثار ونواويس وعملات يشير الى انها كانت قرية كنعانية واستمرت بعمارها في عهود الرومان والعهود الاسلامية حتى خربت واصبحت خالية قبل ان يسكنها القادمون الجدد اواسط القرن الثامن عشر
ودليل ارتباطها بالعهود الاسلامية والفتوحات وجود بعض العملات الاسلامية القديمة اضافة الى بعض المزارات والقبور كمقام الشيخ سلمان على قمة جبل سلمان وعلم الهدى على قمة جبل يعقوب والشيخ عثمان المدفون اسفل الجامع الغربي ويشار اليه بانه احد القادة المسلمين وانه مدفون مع اسلحته
بالاضافة انها تجاور قرى تاريخية مثل جماعين ومردة وجراعة المشهورة بعلمائها وقرى تاريخية اصبحت خرب اليوم مثل رويسون والدير وافقاس وساريسة
وقبل 250 قدم اليها السكان الجدد وهم حمولة شحادة اكبر حمائل البلدة اليوم والمنحدرة من عشيرة الكحلة في رمون وحمولة ابوصباح من عشير الشوخة وعمروا خربة عوريف ولحق بهم عدد من اقاربهم من رمون ثم قدم ال الصفدي والمنحدرين من عشيرة الصمادي في عنجرة بالاردن
وبهذه الحمائل الثلاث تشكلت بلدة عوريف فبنوا البلدة واعلوا نجمها بين القرى النابلسية فسجلوا اسمهم بكفاحهم وجهادهم وعلمهم وحبهم للارض وتفانيهم
فكفاحهم تجسد بتضحياتهم عبر الثورات الفلسطينية بداية بما عانوه ايام الاتراك وجور حزب الاتحاد والترقي بعد انهيار الخلافة العثمانية ففقدوا من ابنائهم ممن يستحضرنا درويش مصطفى الخضر الصباح وعبدالله عودة نكريش الصفدي ثم كفاحهم بالثورات ضد الانكليز والشهيد رشيد حسين شحادة
وفي ثورة 1936 شهدت جبال عوريف معركة عوريف التي قادها القائد سعيد دبوس البيتيباوي ضد الانكليز وشهدت تصدي ابناء عوريف لقطاع الطرق واللصوص الذين شوهوا هذه الثورة وفي هذه لحادثة توفي عبدالرحمن الهرفيل الصباح
وفي عام 1948 كانت عوريف على موعد مع شهيديها البطلين عبدالله عموري الصباح ونسر عامر الصباح , وقدمت كوكبة من شهدائها عام 1967 بداية بكامل اسعد سعادة الصباح ثم الابطال طالب محمد نكريش الصفدي وعبداللطيف عبدالرحمن الصباح وثابت احمد الهرفيل الصباح
ومثل كل بلدة من بلدات شرق النهر وغربه عانت من اقتتال الاخوة ي ايلول عام 1970 فتوفي محمد عبدالغني الصباح ومحمد مصطفى الصفدي, وعلى ارض العرقوب عام 1973 شهد العدو قبل الصديق على بطولة نجم فايق الخطيب الصباح ولم يمضي 9 اعوام حتى كان الشهيد الثاني على ارض لبنان مع اجتياح 1982 وهو البطل ابراهيم اعمير شحادة
ومثل كل قرى فلسطين كانت عوريف تنتفض بحلول الانتفاضة الاولى عام 1987 فقدمت الجرحى المعتقلين واحتضنت جبالها المناضلين المطاردين وعلى راسهم الشهيد القائد يحيى عياش , وكان ابناءها يشاركون في الهبات الجماهيريةوانتفاضات شعبنا فكان ابنها عايد مطلق الصفدي على موعد مع الشهادة على حاجز نابلس الجنوبي في هبة الاسرى عام 2000
ومع انتفاضة عام 2000 كان عطاءها مميزا من خلال شهيدين واكثر من خمسين جريحا خلال تصدي اهلها لقوات الاحتلال وسوائب المستوطنين الذين اعدموا الشهيد الفتى سلمان يوسف الصفدي فيما سبقه الاستشهادي البطل احمد مصطفى الصفدي ليصرع عدد من جنود الاحتلال على حاجز طولكرم العسكري, ومثلما كانت المنطقة الغربية لعوريف مأوى للمطاردين من امثال يحي عياش ومن قبله ابوعجاج العينبوسي في السبعينات فقد احتضنت ابطال عمليتي عمانويل الى ان استشهد منهم سامي الزيدان من تل وعزيز الحاج علي من جماعين
تلك عوريف الشامخة بزيتونها وجهادها وحب اهلها لها وشوق نحو 1500 من المهجرين في الشتات من ابناءها بالعودة اليها تسجل صفحة ناصعة البياض مجسدة تفاني اهلها وحبهم لهذه الارض المباركة واخوتهم لتكون مثلا لباقي قرى الوطن الحبيب