نبذه عن حياة الشهيد القائد مهدي مزيد - ابن بلدة عنبتا - طولكرم
استشهد القائد (مهدي محمد عبد الفتاح مزيد) بتاريخ 5-8-2001
في بيت من بيوت عنبتا العطاء والوفاء وفي الحادي والعشرين من شهر تشرين الأول من عام ألف وتسعمايه وخمسة وسبعين جاء الى الدنيا (مهدي محمد عبد الفتاح مزيد) معلنة صرخاته الأولى ميلاد فلسطيني ومعه آلام الحصار والخناق والمطارده ... وفي ذات الآن معه الأمل في انبثاق فجر جديد بأن يرى هذا القادم الجديد الى الدنيا أعلام الحريه وقد سمت في كل ميادين وساحات الوطن الجميل فلسطين.وكان الطفل مهدي يرضع لبان أمه على أزير رصاصات المحتلين ودوي قنابلهم ... وفي سنينه الأولى كان كتابه المدرسي في مدرسته الأساسيه في عنبتا ملونا" بأطياف الشهادة... كان مليئا" بالكلمات التي تصول وتجول في ذاكرة مهدي . كلما فتح الكتاب يبصر على صفحاته الوطن فلا يملك الا أن يخط بأبجديات العشق والوفاء فوق هذه الصفحات أجمل القصائد والأغادير... وتمر الأيام ويتلقى الشهيد مهدي تعليمه في مدرسة عنبتا الأساسيه ومن مدرسة حركة فتح يتلقى تعاليمة الثوريه النضاليه ... كان شبلا منذ مراحله المبكره . بل ومنذ عرف مقاعد المدرسه. ولم تكد تلتهب شرارة الأنتفاضه المباركه الماجده في التاسع من كانون الأول عام ألف وتسعماية وسبعة وثمانين حتى اخذ مهدي يصول ويجول في كل ساحات الفداء والعطاء ... هنا يرشق الحجارة وهناك يضع العراقيل وينثر المسامير المعقوفه وفي ذلك الزمان يشعل الأطارات فينطلق دخانها كان يتنقل بين الحارات والأحياء من سطح الى سطح وكأنه الطير الذي ما عرف الا الأفنان له وطنا" وكلما سمع أهل بيت دبيبا" فوق سطح قالوا بكل ثقه مهدي ... مهدي. بل كلما حملت الأطيار نبأ شهادة تشار لدار مهدي. وفي مرحلة النضال اصيب مهدي اكثر من مره وسجن مرات ومرات في عام 1991 اعتقلت قوات الأحتلال البطل مهدي وحكم عليه في السجن لمدة 8 شهور وكلما خرج مهدي من السجن كان يخرج وبيده سلاح ثوري مقاوم جديد يجدد من خلاله الوفاء والعهد للوطن. وفي عام 1994 اعتقلت قوات الأحتلال البطل مهدي وحكم عليه في السجن لمدة 5 شهور وافرج عنه بعد انتهاء الحكم . وكلما خرج مهدي من السجن كان يخرج وبيده سلاح ثوري مقاوم جديد يجدد من خلاله الوفاء والعهد للوطن. ومع تباشير السلطه الوطنيه التحق مهدي بأجهزتها الأمنيه كواحد من قوة الأرتباط العسكري وظل على تلك الحال حتى التحق بركب الشهادة والشهداء ومضى الى سبيل ربه واثق الخطى مبتسما" لما نال وفي عصر يوم الخامس من آب من عام 2001 وهو يقوم بواجبه الأستشهادي البطولي في مواجهة المحتل الغاصب , بدأها في هذا اليوم بأشتباك مسلح مع العدو الغاشم على مفرق بلعا وما لبث أن انتهى من هذا العمل البطولي دفعته روحه النضاليه وعشقه للشهاده للذهاب الى مفرق رامين القريب من مستعمرة عناب وعلى صدره وكتفيه عشرات الأوسمة , ولعل أكثرها اشرقا وجمالا وفخارا وسام الشهادة الرباني لله , لزرع عبوه ناسفه تستهدف حافلة اسرائيلية تقل المسطوطنين , ويكفيه انه كان واحد من قادة كتائب شهداء الأقصى ممن كانو يعملون بصمت وسريه , فطالته يد الغدر الصهيوني أثناء تأديته هذه المهمة البطولية , حيث قام العدو الغاشم بنصب كمين للشهيد مهدي وأثناء قيامه بزرع العبوة الناسفة اطلق قناص من جيش الأحتلال النار على البطل مهدي فأصيب بقدمه من ثم قامو بتعذيبه وجره على الأرض ومن ثم اطلقو الرصاص على رأسه ليفوز بالشهاده وفوق كل ذلك منعو سيارة الاسعاف الفلسطيني من اخذ جثمانه الطاهر , وقاموا بتسليم جثمانه في صباح اليوم التالي . وحمله اهالي عنبتا والرفاق في قلوبهم وعلى اكفهم وهم يرددون ... بالروح بالدم نفديك يا شهيد بالروح بالدم نفديك يا مهدي رحم الله مهدي رحمة واسعه فقد عرف طريق الرجال وسلك الدرب الذي احب . واننا على الدرب سائرون والى جناة الخلد يا مهدي