بسم الله الرحمن الرحيم
-للأسرة دور مهم جدا في تعليم
ابنائها، وعدم الاعتماد على المدرسة فقط، إذ إن مدارس كثيرة أخفقت إخفاقا
كبيرا في تكوين باحثين جادين، أو تخريج أبناء يحملون رايات العلم،
ويجاهدون ويكافحون من أجلها.
وقديما حذر ابن القيم الآباء من إهمال تعليم الأولاد ورعايتهم، فيقول: من
أهمل تعليم ولده ما ينفعه وتركه سدى، فقد أساء إليه غاية الإساءة، وأكثر
الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء، وإهمالهم لهم ، فأضاعوهم صغارا
فلم ينتفعوا بأنفسهم، ولم ينفعوا آباءهم.
والولد في مرحلة الطفولة المتأأنا قليل أدب يميل إلى الواقعية، ونبذ الخيال، وتقل
مشاكله ومشاكساته، ويميل إلى حب الاطلاع، والكشف عن معالم البيئة من حوله،
كما أنه في الثانية عشرة من عمره يشغف بالمشاهير، ويميل إلى التعرف على
المخترعات والأشياء الميكانيكية، فإذا وجد الأب في ولده هذا الميل وهذه
الرغبة، كان لزاما عليه أن يهيئ له جوا مناسبا ليمارس الولد فيه ميوله هذه.
ففي مجال تحقيق الولد مثلا في التعرف على مشاهير الرجال، وأبطال التاريخ،
فإن في سجلات الأمة الكثير من النماذج الفاضلة، فيمكن للأب أن يشارك ولده
هذه الرغبة، ويساعده على تحقيقها، من خلال سرد بعض هذه النماذج التاريخية
من رجال الأمة ، في أوقات مختلفة من أيام الأسبوع، كأن يخصص يوما من أيام
الأسبوع لتراجم الرجال.
أما إن وجد الأب في ولده همة ونشاطا وقدرة جيدة على القراءة في كتب
المشاهير، فإنها لا شك أفضل وأغزر مادة، وأعظم فائدة فلا بأس أن يوجهه إلى
قراءة أجزاء معينة منها، مع الإشراف والتوجيه والبيان عند الحاجة.
ولا يهمل الأب في تكوين مكتبة صغيرة في بيته، فيختار غرفة من المنزل لوضع
المكتبة، أو يجعلها في غرفة المعيشة؛ لتكون قريبة من الجميع، ولتعم بها
الفائدة، مراعيا تنوع المصادر والمراجع لتناسب أعمار الأولاد ومستوياتهم.
والولد لا شك يمل من كثرة الدرس، فلا ينبغي الإكثار عليه، والإلحاح، دون
إعطائه فرصة للعبه واستراحته، وقديما أشار الغزالي إلى هذه القضية، ونبه
إليها فقال: وينبغي أن يؤذن له بعد الانصراف من الكتاب أن يلعب لعبا جميلا
يستريح إليه من تعب المكتب بحيث لا يتعب في اللعب، فإن منع الصبي من اللعب
وإرهاقه إلى التعلم دائما يميت قلبه ويبطل ذكاءه وينغص عليه العيش، حتى
يطلب الحيلة في الخلاص منه رأسا.
ويتخذ الأب الوسائل المناسبة لترغيب الولد في التعلم وجذبه إليه، ومن ذلك
ما يراه الغزالي من وسائل ترغيب الولد في التعلم عن طريق لعب الكرة،
والصولجان، وما أشبه ذلك.
ولا بأس بالمكافآت المالية لترغيب الولد في العلم، فقد كان السلف من أمثال
إبراهيم بن أدهم يرغب الصبي في التعلم عن طريق المكافآت المالية، والمقصود
هو أن يتخذ الأب الوسائل المشروعة المرغبة للولد في العلم، فيقبل عليه عن
طواعية ورغبة.
أما ما يخص إشباع رغبات الولد وميوله نحو التعرف على المخترعات، والميل
إلى الألعاب الميكانيكية، فإن الأب يمكن أن ينمي قدرة الولد العلمية في
هذا الجانب من خلال تزويده بالموسوعات العلمية التي تهتم بنشر أخبار
المخترعات المختلفة، كما يمكن الاشتراك في بعض المجلات العلمية المهتمة
بهذا الجانب.
وللجانب العلمي أهمية عند الطفل، فإنه لا يكتفي بالاطلاع على المنجزات
والمخترعات العلمية فحسب؛ بل يرغب في التعامل مع بعض هذه المنجزات بنفسه،
فيميل إلى معرفة كنه بعض ألعابه الآلية، والتعرف على طريقة عمل التوصيلات
الكهربائية وأسلاك الهاتف وغيرها.
ومن السهل على الأب أن يحقق رغبة ولده في هذا الجانب عن طريق تأمين بعض
الألعاب الكهربائية والميكانيكية، التي تهدف إلى تعليم الصغار نظام
التوصيلات الكهربائية، أو التدريب على جانب من التراكيب الكيميائية، أو
تعليم بعض الأنظمة الميكانيكية.
كما يمكن للأب توفير مجهر لابنه ليرى من خلال عدساته الحشرات، أو
النباتات، أو غير ذلك ، فيكون الأب بذلك قد استغل وقت فراغ الولد بالنافع
المفيد، إلى جانب تدريبه على استعمال مثل هذه الأجهزة المختلفة، بالإضافة
إلى المعلومات الجديدة التي حصل عليها.
ومن خلال الممارسة الطويلة لهذه القضايا من الاطلاع في الكتب، وعمل بعض
التطبيقات العملية التجريبية يتضح للأب ميول ولده واتجاهاته، فيمكنه بعد
فترة أن يوجهه نحو أفضل المهن والمهارات التي تناسب ميوله، فلا يتخبط
الولد في اختيار تخصصه ومجاله في المستقبل...
-للأسرة دور مهم جدا في تعليم
ابنائها، وعدم الاعتماد على المدرسة فقط، إذ إن مدارس كثيرة أخفقت إخفاقا
كبيرا في تكوين باحثين جادين، أو تخريج أبناء يحملون رايات العلم،
ويجاهدون ويكافحون من أجلها.
وقديما حذر ابن القيم الآباء من إهمال تعليم الأولاد ورعايتهم، فيقول: من
أهمل تعليم ولده ما ينفعه وتركه سدى، فقد أساء إليه غاية الإساءة، وأكثر
الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء، وإهمالهم لهم ، فأضاعوهم صغارا
فلم ينتفعوا بأنفسهم، ولم ينفعوا آباءهم.
والولد في مرحلة الطفولة المتأأنا قليل أدب يميل إلى الواقعية، ونبذ الخيال، وتقل
مشاكله ومشاكساته، ويميل إلى حب الاطلاع، والكشف عن معالم البيئة من حوله،
كما أنه في الثانية عشرة من عمره يشغف بالمشاهير، ويميل إلى التعرف على
المخترعات والأشياء الميكانيكية، فإذا وجد الأب في ولده هذا الميل وهذه
الرغبة، كان لزاما عليه أن يهيئ له جوا مناسبا ليمارس الولد فيه ميوله هذه.
ففي مجال تحقيق الولد مثلا في التعرف على مشاهير الرجال، وأبطال التاريخ،
فإن في سجلات الأمة الكثير من النماذج الفاضلة، فيمكن للأب أن يشارك ولده
هذه الرغبة، ويساعده على تحقيقها، من خلال سرد بعض هذه النماذج التاريخية
من رجال الأمة ، في أوقات مختلفة من أيام الأسبوع، كأن يخصص يوما من أيام
الأسبوع لتراجم الرجال.
أما إن وجد الأب في ولده همة ونشاطا وقدرة جيدة على القراءة في كتب
المشاهير، فإنها لا شك أفضل وأغزر مادة، وأعظم فائدة فلا بأس أن يوجهه إلى
قراءة أجزاء معينة منها، مع الإشراف والتوجيه والبيان عند الحاجة.
ولا يهمل الأب في تكوين مكتبة صغيرة في بيته، فيختار غرفة من المنزل لوضع
المكتبة، أو يجعلها في غرفة المعيشة؛ لتكون قريبة من الجميع، ولتعم بها
الفائدة، مراعيا تنوع المصادر والمراجع لتناسب أعمار الأولاد ومستوياتهم.
والولد لا شك يمل من كثرة الدرس، فلا ينبغي الإكثار عليه، والإلحاح، دون
إعطائه فرصة للعبه واستراحته، وقديما أشار الغزالي إلى هذه القضية، ونبه
إليها فقال: وينبغي أن يؤذن له بعد الانصراف من الكتاب أن يلعب لعبا جميلا
يستريح إليه من تعب المكتب بحيث لا يتعب في اللعب، فإن منع الصبي من اللعب
وإرهاقه إلى التعلم دائما يميت قلبه ويبطل ذكاءه وينغص عليه العيش، حتى
يطلب الحيلة في الخلاص منه رأسا.
ويتخذ الأب الوسائل المناسبة لترغيب الولد في التعلم وجذبه إليه، ومن ذلك
ما يراه الغزالي من وسائل ترغيب الولد في التعلم عن طريق لعب الكرة،
والصولجان، وما أشبه ذلك.
ولا بأس بالمكافآت المالية لترغيب الولد في العلم، فقد كان السلف من أمثال
إبراهيم بن أدهم يرغب الصبي في التعلم عن طريق المكافآت المالية، والمقصود
هو أن يتخذ الأب الوسائل المشروعة المرغبة للولد في العلم، فيقبل عليه عن
طواعية ورغبة.
أما ما يخص إشباع رغبات الولد وميوله نحو التعرف على المخترعات، والميل
إلى الألعاب الميكانيكية، فإن الأب يمكن أن ينمي قدرة الولد العلمية في
هذا الجانب من خلال تزويده بالموسوعات العلمية التي تهتم بنشر أخبار
المخترعات المختلفة، كما يمكن الاشتراك في بعض المجلات العلمية المهتمة
بهذا الجانب.
وللجانب العلمي أهمية عند الطفل، فإنه لا يكتفي بالاطلاع على المنجزات
والمخترعات العلمية فحسب؛ بل يرغب في التعامل مع بعض هذه المنجزات بنفسه،
فيميل إلى معرفة كنه بعض ألعابه الآلية، والتعرف على طريقة عمل التوصيلات
الكهربائية وأسلاك الهاتف وغيرها.
ومن السهل على الأب أن يحقق رغبة ولده في هذا الجانب عن طريق تأمين بعض
الألعاب الكهربائية والميكانيكية، التي تهدف إلى تعليم الصغار نظام
التوصيلات الكهربائية، أو التدريب على جانب من التراكيب الكيميائية، أو
تعليم بعض الأنظمة الميكانيكية.
كما يمكن للأب توفير مجهر لابنه ليرى من خلال عدساته الحشرات، أو
النباتات، أو غير ذلك ، فيكون الأب بذلك قد استغل وقت فراغ الولد بالنافع
المفيد، إلى جانب تدريبه على استعمال مثل هذه الأجهزة المختلفة، بالإضافة
إلى المعلومات الجديدة التي حصل عليها.
ومن خلال الممارسة الطويلة لهذه القضايا من الاطلاع في الكتب، وعمل بعض
التطبيقات العملية التجريبية يتضح للأب ميول ولده واتجاهاته، فيمكنه بعد
فترة أن يوجهه نحو أفضل المهن والمهارات التي تناسب ميوله، فلا يتخبط
الولد في اختيار تخصصه ومجاله في المستقبل...