أسرى فلسطينيون يتحدون العقبات ويحصدون الشهادات
التاريخ: 2010-02-16
أحمد فياض-الجزيرة
لم تطفئ ظلمة السجن وقهر السجان شعلة إصرار الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية على تحدي كل العوائق والعقبات للوصول إلى المعرفة والتزود بسلاح العلم والحصول على المؤهلات والشهادات الأكاديمية العالية، وذلك بعد انتزاع هذا الحق عبر إضراب مفتوح عام 1992.
فقد استطاع الأسرى بتضحياتهم المتراكمة خلال 65 عاماً، من تحويل السجون والمعتقلات إلى مدارس فكرية ودينية وجامعات خرجت القادة والمناضلين، والكتاب والشعراء، وحفظة القرآن.
ورغم أن حصاد سنوات انتفاضة الأقصى الثمانية الأخيرة كان مريراً بالنسبة للأسرى وذويهم من حيث منعهم من زيارة أبنائهم، إلا أن إحصاءات وزارة الأسرى والمحررين تشير إلى نقاط مشرقة في مسيرة الحركة الفلسطينية الأسيرة.
وبحسب تلك الإحصاءات فإن أكثر من عشرة آلاف أسير تمكنوا من اجتياز امتحانات الثانوية العامة، بينما تمكن قرابة مائتي أسير من الانتساب للجامعات العبرية المفتوحة، فضلاً عن تخرج العشرات وحصولهم على درجات البكالوريوس والماجستير وهم داخل السجن.
صعب ومعقد
فريد قديح: الأسرى نفذوا عدة إضرابات مفتوحة لانتزاع حق التعليم (الجزيرة نت)
واعتبر الأسير المحرر فريد حماد قديح من قطاع غزة والذي أمضى 14 عاماً في الأسر وتمكن عام 1998 من الحصول على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية من الجامعة العبرية المفتوحة أن وصول الأسرى للتعليم الجامعي من داخل السجن كان أمرا صعبا ومعقداً.
وأضاف للجزيرة نت أن الأسرى خاضوا العديد من الإضرابات المفتوحة والقاسية عن الطعام قبل عام 1992، للضغط على سلطة إدارة السجون لتمكينهم من استكمال تعليمهم والسماح لهم بإدخال الكتب والقليل من المستلزمات التعليمية.
ورغم صعوبة الدراسة الجامعية لما يلفها من عقبات كثيرة –بحسب قديح- إلا أن الأسير يشعر بتفجر الكثير من الطاقات الكامنة ويحس بنشوة الانتصار عندما يتسلم شهادته الجامعية، وبفضلها تتحول محنته داخل السجن إلى منحة كبيرة يقهر بها ساجنيه, ويستشعر فيها أجمل معاني الصبر والتحدي.
أما الأسير المحرر رأفت حمدونه، مدير مركز الأسرى للدراسات، والذي أمضي 15 عاماً في سجون الاحتلال وتمكن هو أيضا من الانتساب إلى الجامعة العبرية والحصول على درجة البكالوريوس في علم الاجتماع والعلوم الإنسانية، فأكد أن تعلم الأسير داخل السجن محفوف بالكثير من المعوقات والعقبات التي تفرضها مصلحة إدارة السجون الإسرائيلية.
إلغاء الخطط
وأضاف أن إدارة السجن كانت تفاجئ الأسرى الجامعيين بإلغاء بعض خططهم الدراسية أو إجبارهم على تغييرها كي لا يتاح للأسير الاستفادة منها، وخاصة تلك المساقات المتعلقة بالأمن وتاريخ الثورات.
وأوضح للجزيرة نت، أن التعليم الجامعي أتاح له فرصة إتقان اللغة العبرية، وفهم المجتمع الإسرائيلي ومركباته، وبرامج الأحزاب، والحركة الصهيونية، وغيرها من ألوان المعرفة التي أثرت حصيلته الثقافية.
من جانبه أوضح عبد الناصر فروانة الباحث في شؤون الأسرى، أن تجربة الحركة الفلسطينية الأسيرة في موضوع التعليم مرت بمراحل عديدة انتزع في بدايتها حق تملك القلم والورقة والكتابة ومن ثم حق الجلسات الثقافية.
وأضاف في حديث للجزيرة نت، أنه في تطور آخر سمح بإدخال الكتب، ومن ثم سمح للأسرى بالالتحاق بالتعليم الرسمي وتقديم الثانوية العامة، ثم توجت تلك التجربة بالتعليم الجامعي الذي أرغمت إدارة مصلحة السجون على توفيره بعد إضراب الأسرى المفتوح عن الطعام عام 1992.
ولكن رغم انتزاع الأسرى لهذا الحق إلا أن مصلحة السجون تعمد إلى حرمان معظم الأسرى اللذين يودون الانتساب للجامعات الإسرائيلية المفتوحة أو ممن انتسبوا إليها عبر حملات نقل الأسرى عبر المعتقلات والسجون الإسرائيلية المختلفة.
التاريخ: 2010-02-16
أحمد فياض-الجزيرة
لم تطفئ ظلمة السجن وقهر السجان شعلة إصرار الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية على تحدي كل العوائق والعقبات للوصول إلى المعرفة والتزود بسلاح العلم والحصول على المؤهلات والشهادات الأكاديمية العالية، وذلك بعد انتزاع هذا الحق عبر إضراب مفتوح عام 1992.
فقد استطاع الأسرى بتضحياتهم المتراكمة خلال 65 عاماً، من تحويل السجون والمعتقلات إلى مدارس فكرية ودينية وجامعات خرجت القادة والمناضلين، والكتاب والشعراء، وحفظة القرآن.
ورغم أن حصاد سنوات انتفاضة الأقصى الثمانية الأخيرة كان مريراً بالنسبة للأسرى وذويهم من حيث منعهم من زيارة أبنائهم، إلا أن إحصاءات وزارة الأسرى والمحررين تشير إلى نقاط مشرقة في مسيرة الحركة الفلسطينية الأسيرة.
وبحسب تلك الإحصاءات فإن أكثر من عشرة آلاف أسير تمكنوا من اجتياز امتحانات الثانوية العامة، بينما تمكن قرابة مائتي أسير من الانتساب للجامعات العبرية المفتوحة، فضلاً عن تخرج العشرات وحصولهم على درجات البكالوريوس والماجستير وهم داخل السجن.
صعب ومعقد
فريد قديح: الأسرى نفذوا عدة إضرابات مفتوحة لانتزاع حق التعليم (الجزيرة نت)
واعتبر الأسير المحرر فريد حماد قديح من قطاع غزة والذي أمضى 14 عاماً في الأسر وتمكن عام 1998 من الحصول على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية من الجامعة العبرية المفتوحة أن وصول الأسرى للتعليم الجامعي من داخل السجن كان أمرا صعبا ومعقداً.
وأضاف للجزيرة نت أن الأسرى خاضوا العديد من الإضرابات المفتوحة والقاسية عن الطعام قبل عام 1992، للضغط على سلطة إدارة السجون لتمكينهم من استكمال تعليمهم والسماح لهم بإدخال الكتب والقليل من المستلزمات التعليمية.
ورغم صعوبة الدراسة الجامعية لما يلفها من عقبات كثيرة –بحسب قديح- إلا أن الأسير يشعر بتفجر الكثير من الطاقات الكامنة ويحس بنشوة الانتصار عندما يتسلم شهادته الجامعية، وبفضلها تتحول محنته داخل السجن إلى منحة كبيرة يقهر بها ساجنيه, ويستشعر فيها أجمل معاني الصبر والتحدي.
أما الأسير المحرر رأفت حمدونه، مدير مركز الأسرى للدراسات، والذي أمضي 15 عاماً في سجون الاحتلال وتمكن هو أيضا من الانتساب إلى الجامعة العبرية والحصول على درجة البكالوريوس في علم الاجتماع والعلوم الإنسانية، فأكد أن تعلم الأسير داخل السجن محفوف بالكثير من المعوقات والعقبات التي تفرضها مصلحة إدارة السجون الإسرائيلية.
إلغاء الخطط
وأضاف أن إدارة السجن كانت تفاجئ الأسرى الجامعيين بإلغاء بعض خططهم الدراسية أو إجبارهم على تغييرها كي لا يتاح للأسير الاستفادة منها، وخاصة تلك المساقات المتعلقة بالأمن وتاريخ الثورات.
وأوضح للجزيرة نت، أن التعليم الجامعي أتاح له فرصة إتقان اللغة العبرية، وفهم المجتمع الإسرائيلي ومركباته، وبرامج الأحزاب، والحركة الصهيونية، وغيرها من ألوان المعرفة التي أثرت حصيلته الثقافية.
من جانبه أوضح عبد الناصر فروانة الباحث في شؤون الأسرى، أن تجربة الحركة الفلسطينية الأسيرة في موضوع التعليم مرت بمراحل عديدة انتزع في بدايتها حق تملك القلم والورقة والكتابة ومن ثم حق الجلسات الثقافية.
وأضاف في حديث للجزيرة نت، أنه في تطور آخر سمح بإدخال الكتب، ومن ثم سمح للأسرى بالالتحاق بالتعليم الرسمي وتقديم الثانوية العامة، ثم توجت تلك التجربة بالتعليم الجامعي الذي أرغمت إدارة مصلحة السجون على توفيره بعد إضراب الأسرى المفتوح عن الطعام عام 1992.
ولكن رغم انتزاع الأسرى لهذا الحق إلا أن مصلحة السجون تعمد إلى حرمان معظم الأسرى اللذين يودون الانتساب للجامعات الإسرائيلية المفتوحة أو ممن انتسبوا إليها عبر حملات نقل الأسرى عبر المعتقلات والسجون الإسرائيلية المختلفة.