التلفزيون والطفل بين حدَّي المنفعة والضرر
لا يختلف اثنان على أن التلفزيون أصبح جزءًا لا يتجزأ من الأثاث المنزلي ومصدر ترفيه لجميع أفراد العائلة. ويتأرجح الجدل الدائر حول تأثير التلفزيون على الأطفال بين الإيجاب والسلب.
فالبرامج التي يعرضها صندوق الفرجة العصري تسحر الكبير قبل الصغير.
وغالباً ما نسمع أماً تشكو طفلها المتسمر أمام الشاشة ليلاً نهاراً غير آبه بما يدور حوله في عالم الواقع. وتلوم أم أخرى التلفزيون الذي يعلّم طفلها التصرفات العنيفة. وتبدو لوائح شكاوى الأهل من التلفزيون لا تنتهي.
فهل صحيح أن التلفزيون هو المسؤول عن تصرفات الطفل العنيفة؟ وهل الجلوس أمامه يجعل الطفل مجرد متلقّ لا يتفاعل مع الحدث؟
يرى اختصاصيو علم نفس الطفل أن الأثر السلبي للتلفزيون على الطفل يعود إلى نوعية البرامج التي يراها. فالمشاهد التي تكثر فيها صور القتل والحروب تؤثر سلباً في سلوك الطفل خصوصاً إذا كان يجلس لساعات طويلة أمام الشاشة، فالصورة تدخل دماغه وتسكن في لا وعيه مما يجعله يخلط بين الواقع والخيال ولا يعود يميّز بين الصواب والخطأ. وبيّنت دراسة تربوية أجريت في أميركا أن الأطفال الذي يجلسون إلى التلفزيون أكثر من ثلاث ساعات يشاهدون خلالها برامج تحتوي على العنف يتميّزون بسلوك عنيف أكثر بكثير من أقرانهم الذين لا يشاهدون العنف.
ولكن ليس كل ما يعرض على التلفزيون سيئًا أو يحفز السلوك العنيف عند الطفل، بل هناك قنوات متخصصة تعرض البرامج الموجهة إلى الطفل وهي مفيدة لأنها تقدّم له برامج ثقافية وألعابًا تربوية تساعد على تنمية المخيلة. ولكن هذا لا يعني السماح للطفل بتمضية ساعات طويلة أمام الشاشة مما يجعله مجرد متلق.إذًا لا يمكن اعتبار التلفزيون شرًا مطلقًا ولكن الطريقة التي نسمح للطفل الجلوس بها أمامه هي التي تجعله شرًا أو خيرًا.
حسنات التلفزيون
بعد سن السنتين يتلاءم التلفزيون مع نمو معارف الطفل إذا كان البرنامج الذي يشاهده يعزز القدرة على الحوار وتبادل الأفكار.
يسمح التلفزيون باندماج الطفل في العالم المحيط به.
لا يشكّل التلفزيون خطرًا على صحة عيني الطفل إذا كانت الإضاءة والمسافة بين الطفل والشاشة والوقت الذي يمضيه أمامها صحيحة.
يساعد الطفل في الاندماج بالحياة اليومية، إذا كان وقت الجلوس أمامه محدودًا ويتبعه انتقاد لما رآه على الشاشة، يكون للتلفزيون دور جيّد في تنمية قدرات الطفل الفكرية.
سيئات التلفزيون
يمكن التلفزيون أن يسبب مشكلات نوم عند الطفل الصغير، إذ أن الجلوس الطويل أمامه كمتلق يثير حواسه بشكل مفرط، فيشعر الطفل بالتعب والتوتر.
* يقضي التلفزيون على حيوية مخيّلة الطفل إذا تجاوز جلوس الطفل أمام الشاشة الحد المقبول، فهو في حاجة إلى اللعب وصرف طاقته وإلى أن يحلم.
* يسبب محتوى المادة التلفزيونية خصوصًا العنيفة اضطرابات في النوم، وتعبًا و قلقًا كبيرًا.
* يسبب التلفزيون آلامًا في الرأس، لا سيما الشقيقة، وتعبًا في النظر إذا طال جلوس الطفل أمام الشاشة.
* يفسد التلفزيون قدرة الطفل على التركيز.
* يؤثر التلفزيون سلبًا في ملكة القراءة عند الطفل خصوصًا إذا كان لا يحب المطالعة.
أما شروط الجلوس إلى التلفزيون فهي:
* ألا تتعدّى مدة مشاهدة التلفزيون ثلاثين دقيقة لطفل دون الأربع سنوات، أما بعد الست سنوات فلا يجوز أن تتعدّى الساعة.
* تأمين شروط إضاءة صحيّة ومسافة بين التلفزيون والطفل يجب ألا تقلّ عن مترين ونصف المتر.
* عدم السماح للطفل بتغيير المحطات والبرامج بحسب رغبته.
* تحديد وقت التلفزيون مع الطفل، والأفضل تحديد زمن معين بدل المشاهدة المتقطّعة.
* أن يكون الأهل نموذجًا صحيحًا، وألا ينشغلوا بالجلوس أمام التلفزيون وكأنه أمر مهم.
* تجنب مقاطعة الطفل أثناء مشاهدة برنامجه المفضّل فجأة، بل يجب تنبيهه إلى أنه بمجرد انتهاء البرنامج يطفَأ التلفزيون، لأنه حان وقت الاستحمام مثلاً .
* الجلوس مع الطفل أثناء مشاهدة التلفزيون من أجل تفسير ما يحدث على الشاشة له وفي الوقت نفسه معرفة ما يقلقه والإجابة عن أسئلته.
* على الأهل أن يدكوا أن التلفزيون ليس وسيلة لإلهاء الطفل أثناء انشغالهم عنه، بل يمكن تشجعيه على القيام بأمور أخرى كالرسم مثلاً.
* عدم السماح بمشاهدة التلفزيون عادة أثناء تناول وجبة الطعام. فتناول الطعام أمام التلفزيون عادة تحرم الطفل والأهل متعة الحوار في ما بينهم.
* الشرح للطفل أن التلفزيون لا يقول كل شيء، فهو مجرّد آلة لا أكثر، وتعزيز روح النقد عنده من خلال مناقشته في ما شاهده.
* أخيرًا يحذّر الاختصاصيون من وضع التلفزيون في غرفة الطفل فمن الملاحظ أنه أصبح اليوم لكل فرد في العائلة تقريباً تلفزيون خاص به موجود في غرفته. فقد أصبح من الطبيعي أن نرى الأب في غرفته يشاهد الأخبار، والابن وأحياناً الطفل في غرفة نومه يشاهد فيلمه المفضل، والأم تشاهد برنامجها في غرفة الجلوس، فيبدو كل واحد من أفراد المنزل يعيش في عالمه الخاص ولا حوار بينهم، مما يؤثر سلباً في العلاقة بين الأهل والأبناء.
فغالباً ما يزور العيادات النفسية مراهقون يواجهون مشكلات مع ذويهم منها غياب الحوار بينهم، واللافت أنّهم حين يسألون عن كيفية تمضية الأمسية يكون الجواب «أشاهد برنامجي المفضل في غرفة نومي».
* يشدد الاختصاصيون على ضرورة وجود حوار دائم بين الأهل والطفل، وأن يراقب الأهل ما يشاهده أطفالهم على التلفزيون. وإذا مرت مشاهد عنف من الضروري أن يفسروا لهم الفرق بين الواقع والخيال، وان يحوّلوا الجلوس إلى التلفزيون نشاطاً عائلياً يتبادلون خلاله الآراء حول المواضيع التي يعرضها.
لا يختلف اثنان على أن التلفزيون أصبح جزءًا لا يتجزأ من الأثاث المنزلي ومصدر ترفيه لجميع أفراد العائلة. ويتأرجح الجدل الدائر حول تأثير التلفزيون على الأطفال بين الإيجاب والسلب.
فالبرامج التي يعرضها صندوق الفرجة العصري تسحر الكبير قبل الصغير.
وغالباً ما نسمع أماً تشكو طفلها المتسمر أمام الشاشة ليلاً نهاراً غير آبه بما يدور حوله في عالم الواقع. وتلوم أم أخرى التلفزيون الذي يعلّم طفلها التصرفات العنيفة. وتبدو لوائح شكاوى الأهل من التلفزيون لا تنتهي.
فهل صحيح أن التلفزيون هو المسؤول عن تصرفات الطفل العنيفة؟ وهل الجلوس أمامه يجعل الطفل مجرد متلقّ لا يتفاعل مع الحدث؟
يرى اختصاصيو علم نفس الطفل أن الأثر السلبي للتلفزيون على الطفل يعود إلى نوعية البرامج التي يراها. فالمشاهد التي تكثر فيها صور القتل والحروب تؤثر سلباً في سلوك الطفل خصوصاً إذا كان يجلس لساعات طويلة أمام الشاشة، فالصورة تدخل دماغه وتسكن في لا وعيه مما يجعله يخلط بين الواقع والخيال ولا يعود يميّز بين الصواب والخطأ. وبيّنت دراسة تربوية أجريت في أميركا أن الأطفال الذي يجلسون إلى التلفزيون أكثر من ثلاث ساعات يشاهدون خلالها برامج تحتوي على العنف يتميّزون بسلوك عنيف أكثر بكثير من أقرانهم الذين لا يشاهدون العنف.
ولكن ليس كل ما يعرض على التلفزيون سيئًا أو يحفز السلوك العنيف عند الطفل، بل هناك قنوات متخصصة تعرض البرامج الموجهة إلى الطفل وهي مفيدة لأنها تقدّم له برامج ثقافية وألعابًا تربوية تساعد على تنمية المخيلة. ولكن هذا لا يعني السماح للطفل بتمضية ساعات طويلة أمام الشاشة مما يجعله مجرد متلق.إذًا لا يمكن اعتبار التلفزيون شرًا مطلقًا ولكن الطريقة التي نسمح للطفل الجلوس بها أمامه هي التي تجعله شرًا أو خيرًا.
حسنات التلفزيون
بعد سن السنتين يتلاءم التلفزيون مع نمو معارف الطفل إذا كان البرنامج الذي يشاهده يعزز القدرة على الحوار وتبادل الأفكار.
يسمح التلفزيون باندماج الطفل في العالم المحيط به.
لا يشكّل التلفزيون خطرًا على صحة عيني الطفل إذا كانت الإضاءة والمسافة بين الطفل والشاشة والوقت الذي يمضيه أمامها صحيحة.
يساعد الطفل في الاندماج بالحياة اليومية، إذا كان وقت الجلوس أمامه محدودًا ويتبعه انتقاد لما رآه على الشاشة، يكون للتلفزيون دور جيّد في تنمية قدرات الطفل الفكرية.
سيئات التلفزيون
يمكن التلفزيون أن يسبب مشكلات نوم عند الطفل الصغير، إذ أن الجلوس الطويل أمامه كمتلق يثير حواسه بشكل مفرط، فيشعر الطفل بالتعب والتوتر.
* يقضي التلفزيون على حيوية مخيّلة الطفل إذا تجاوز جلوس الطفل أمام الشاشة الحد المقبول، فهو في حاجة إلى اللعب وصرف طاقته وإلى أن يحلم.
* يسبب محتوى المادة التلفزيونية خصوصًا العنيفة اضطرابات في النوم، وتعبًا و قلقًا كبيرًا.
* يسبب التلفزيون آلامًا في الرأس، لا سيما الشقيقة، وتعبًا في النظر إذا طال جلوس الطفل أمام الشاشة.
* يفسد التلفزيون قدرة الطفل على التركيز.
* يؤثر التلفزيون سلبًا في ملكة القراءة عند الطفل خصوصًا إذا كان لا يحب المطالعة.
أما شروط الجلوس إلى التلفزيون فهي:
* ألا تتعدّى مدة مشاهدة التلفزيون ثلاثين دقيقة لطفل دون الأربع سنوات، أما بعد الست سنوات فلا يجوز أن تتعدّى الساعة.
* تأمين شروط إضاءة صحيّة ومسافة بين التلفزيون والطفل يجب ألا تقلّ عن مترين ونصف المتر.
* عدم السماح للطفل بتغيير المحطات والبرامج بحسب رغبته.
* تحديد وقت التلفزيون مع الطفل، والأفضل تحديد زمن معين بدل المشاهدة المتقطّعة.
* أن يكون الأهل نموذجًا صحيحًا، وألا ينشغلوا بالجلوس أمام التلفزيون وكأنه أمر مهم.
* تجنب مقاطعة الطفل أثناء مشاهدة برنامجه المفضّل فجأة، بل يجب تنبيهه إلى أنه بمجرد انتهاء البرنامج يطفَأ التلفزيون، لأنه حان وقت الاستحمام مثلاً .
* الجلوس مع الطفل أثناء مشاهدة التلفزيون من أجل تفسير ما يحدث على الشاشة له وفي الوقت نفسه معرفة ما يقلقه والإجابة عن أسئلته.
* على الأهل أن يدكوا أن التلفزيون ليس وسيلة لإلهاء الطفل أثناء انشغالهم عنه، بل يمكن تشجعيه على القيام بأمور أخرى كالرسم مثلاً.
* عدم السماح بمشاهدة التلفزيون عادة أثناء تناول وجبة الطعام. فتناول الطعام أمام التلفزيون عادة تحرم الطفل والأهل متعة الحوار في ما بينهم.
* الشرح للطفل أن التلفزيون لا يقول كل شيء، فهو مجرّد آلة لا أكثر، وتعزيز روح النقد عنده من خلال مناقشته في ما شاهده.
* أخيرًا يحذّر الاختصاصيون من وضع التلفزيون في غرفة الطفل فمن الملاحظ أنه أصبح اليوم لكل فرد في العائلة تقريباً تلفزيون خاص به موجود في غرفته. فقد أصبح من الطبيعي أن نرى الأب في غرفته يشاهد الأخبار، والابن وأحياناً الطفل في غرفة نومه يشاهد فيلمه المفضل، والأم تشاهد برنامجها في غرفة الجلوس، فيبدو كل واحد من أفراد المنزل يعيش في عالمه الخاص ولا حوار بينهم، مما يؤثر سلباً في العلاقة بين الأهل والأبناء.
فغالباً ما يزور العيادات النفسية مراهقون يواجهون مشكلات مع ذويهم منها غياب الحوار بينهم، واللافت أنّهم حين يسألون عن كيفية تمضية الأمسية يكون الجواب «أشاهد برنامجي المفضل في غرفة نومي».
* يشدد الاختصاصيون على ضرورة وجود حوار دائم بين الأهل والطفل، وأن يراقب الأهل ما يشاهده أطفالهم على التلفزيون. وإذا مرت مشاهد عنف من الضروري أن يفسروا لهم الفرق بين الواقع والخيال، وان يحوّلوا الجلوس إلى التلفزيون نشاطاً عائلياً يتبادلون خلاله الآراء حول المواضيع التي يعرضها.