يا قدس يا مدينة تفوح أنبياء
يا أقصر الدروب بين الأرض والسماء
يا قدس يا منارة الشرائع
يا طفلة جميلة محروقة الأصابع
حزينة عيناك يا مدينة البتول
حزينة حجارة الشوارع
حزينة ماّذن الجوامع
القدس زهرة المدائن, ووردة النضال , تعيش في القلوب والمهج والأرواح..
فيها تتعانق مئذنة المسجد الأقصى ..بأيقونة مريم في بيت لحم وترنيمة أجراس الكنائس بتكبيرات" الله اكبر "
من شرفات تلك الماّذن العالية .
القدس يا أجمل المدن الموشحة بالمقاومة والشموخ والمحبة أيتها المدينة الصابرة على جرائم الأعداء ووحشيتهم
قراب ستين عام ونيف , أيتها المدينة المستعصية على الأعداء والتهويد مهما ازداد القهر والعسف
والاستيطان , أيتها الصابرة على الجراح المحفورة كالوشم في الذاكرة
الساكنة أعالي قمم التاريخ في الصمود والرباء ..
بعد ستين عام ونيف تمشقين حجر المقاومة لتعلني للعالم أجمع أن القدس عربية وستبقى
عربية الى اخر الزمان ..
ستون عاما ونيف تعاني الأمريين من الاحتلال الذي يحاصرك من شتى الجهات بالسكاكين والخناجر
ويحاول مصادرة املاكك واغلاق مقدساتك في وجوه أبنائك البررة الذين لم يتخلو عنك ِ على الرغم من السنين
العجاف .. بل ظلوا متشبثين بالأرض يقاومون اليهود بشتى الوسائل الممكنة صامدين
حتى الرمق الأخير ..لم يثنهم البطش والحقد والحصار .. ولم تتزعزع ثقتهم بأنفسهم يوما بأنهم
أصحاب هذه الأرض وحماتها من كل اغتصاب ..
القدس يا حبة القلب , لا بدّ بعد هذا الصبر الطويل من أن تعودي كما كنت ِ في الزمن الكنعناني
"عروس الشرق "
على جبينك ِ (وشم الغار .. وفي يديك ِ حنّاء البقاء )
ويعرف العالم من أقصاه الى أقصاه أن القدس بعد ستين عاما من الحصار عادت عاصمة فلسطين
ورمز انتصار المقاومة والحق على الظلم والباطل
وينبت العشب الكنفاني من جديد , ويسطع قمر الشهداء على مراّة ذلك التراب مبشرا بالاء الفجر وعودة
التاريخ العربي الناصع البياض الى هامة الوطن الأم فلسطين
يا قدس يا مدينة الأحزان
يا دمعة كبيرة تجول في الأجفان
من يوقف العدوان؟؟
عليك ِ يا لؤلؤة الأديان؟؟
من ينقذ الانجيل؟
من ينقذ القراّن؟
من ينقذ الانسان؟
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه //