ناصر السعافين.. ضرغام السرايا
شهادة برائحة المسك ونور وهاج أضاءه بجهاده ومحبته للشهادةللشهداء تنحني الكلمات، وتصمت الألسن ،لمثلك ناصر تقف الكلمات عاجزة لاتعرف كيف تعبر عن عائلتك المجاهدة الصابرة الصادقة التي خرجتك من بينأحضانها وخرجت عمك القائد الشهيد محمد السعافين "أبا رجب" ، لكنه الايمانالقوي والثورة على الظلم حركتكم جميعاً، فلم تخشوا في الله لومة لائم ،قررت أن تصنع القرار بعيداً عن عواصم الذل والمهانة وبدأت الحكاية معك حينكنت ترابط في حواري النصيرات تترقب قدوم العدو ولسانك يقول "واشوقاه ، متىألقى الأحبة.. محمد وصحبه" نعم يا ناصر هي الجنة التي كنت تراها في سكناتكوفي صلاتك، ويشهد المحراب لك أيها الفارس.. عهداً منا أن لا ننساك لأنكفينا ومن كان في قلب الأمة لا يمكن أن تنساه الأمة، فسلام عليك وعلى عمكوعلى مؤسس النهج القويم وعلى القائد الدكتور المعلم الشهيد فتحي الشقاقي "رضوان الله عليه".
لقد أثبتم يا أبناء الجهاد الاسلامي فيفلسطين صدق انتمائكم وصدق كلامكم فلم تقفوا مكتوفي الأيدي رغم قلةالإمكان، وهذا ليس غريباً عن الذين باعوا انفسهم في سبيل الله وساروا علىنهج الصحابة الكرام الذي أثراه الدكتور المعلم الشقاقي في نفوسنا وعلمناأن القتل في سبيل الله حياة.
ولد شهيدنا المجاهد "ناصر سمير السعافين " "أبا محمد" في أحضان مخيم البريج بعد استشهاد عمه ناصر رجب السعافين بتاريخ 20/3/1987م.
ولد لأسرة متدينة وقد ترعرع في كنف هذه الأسرة محافظاً على الصلاة فيالمساجد وحفظ القرآن الكريم منذ صغره وقد تلقى تعليمه الابتدائي بمدارسمخيم البريج فكان معروف بالأخلاق الحميدة وابتسامته العريضة، فقد أحبه كلمخيم البريج، ومع بداية انتفاضة الأقصى المباركة انتقلت هذه العائلةالمجاهدة ومعهم الشهيد ناصر إلى مخيم النصيرات حيث واصل ناصر دراسته فيمدرسة شهداء النصيرات الثانوية ، وبعد أن أصبح عمه الشهيد القائد محمد رجبالسعافين أحد أبرز قادة سرايا القدس في المنطقة الوسطى عمل مع عمه فيتنظيم الشباب المسلم للجهاد والقيام للعمليات الاستشهادية وكان يرافق عمهفي جميع العمليات ورصد الجنود وبعد اجتياح قوات الاحتلال لمخيم النصيراتولمنزل القائد محمد السعافين بتاريخ 17/3/2003م، طلب جنود الاحتلال منالقائد أبو رجب تسليم نفسه، وعندها خرج شهيدنا المجاهد ناصر من المنزلوقال للجنود عمي في البيت فتركه بسب صغر سنه تركه الجنود وظل القائد محمدالسعافين يدافع حتى الرمق الأخير.
ومن هنا كانت بداية شهيدناناصر بعد استشهاد عمه محمد فأخذ يبحث عن أسلحة عمه ومعداته وجهز نفسهليكون قنبلة موقوته تنفجر عندما يشاء رب العالمين.
وتعرف شهيداأبا محمد على معظم أبناء سرايا القدس وقد شهد صديقه أبو أحمد أنه ما قطعصلاة فجرٍ في مسجد عز الدين القسام بالنصيرات ، وقد كان يُكثر من الدعاءفي السجود، وكان مبتسم الوجه لكل من عرفه وكانت له مواقف كثير مع الشهيدحسن أو دلال من ألوية الناصر صلاح الدين، وكان له أيضاً موقف مع أبناءالقسام، وشهد أبو أحمد بأنه كان يرصد تحركات الجنود شرق مخيم البريجالصامد رغم ظروفه الصعبة ولكنه كان صلباً ورجلاً شجاعاً، ودوماً يكثر منقول لقد عشت أكثر مما كنت أتوقع، وفي تاريخ 9/1/2005م، وبعد أن أدى صلاةالفجر في مسجد القسام شد الرحال للجهاد في سبيل الله ويلقن العدو درساًفجهز سيارة ومدفع الهاون وكان برفقته ثلاثة من رفاقه الأشداء، وكاميراتصوير وانطلقوا بعون الله وحفظه إلى مغتصبة نتساريم فجهزوا المدفع ووزعالرجال الثلاثة للحراسة وقام بضرب أول قذيفة هاون وفجأة رد عليه الجنودالصهاينة بقذيفة مدفعية أصابته إصابة مباشرة ، فقام رفاقه بحمله ونقله إلىمشفى الأقصى، حيث اضطروا إلى إجراء له عملية جراحية ملحة جداً، ونقل بعدهاإلى العناية الفائقة وبعد ثلاثة أيام نقل إلى مشفى الشفاء وهناك قضى ثلاثةأشهر من المعاناة، في مشفى الشفاء قرر الأطباء نقلة إلى مشافي الأردن فخرجإلى الأردن وتم معالجته وأخذت حالته تتحسن شيئاً فشيئاً وكان يتصل علىأصدقائه ويطمئنهم على نفسه وبتاريخ 10/4/2005م، اتصل على والدته الساعةالرابعة والنصف فجراً وقال لها: انهضي وصلي الفجر ومن ثم ادعي لي وأنابصحة جيدة والحمد لله وبعد أن صلت والدته الفجر ودعت له نامت قليلاً وإذابصوت التليفون فنهضت وردت عليه، وإذا بوالد الشهيد يخبرها بأن ناصر قداستشهد في ظروف غامضة ، فذهبت والدته في غيبوبة ومن ثم تم نقلها إلىالمشفى.
وصية فارس الجهاد وضرغام السرايا ناصر السعافينيقول الله تعالى:
(وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ).
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئاتأعمالنا، من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلا هادي له أما بعد،،،هذا ما أوصي به أنا الشهيد الحي ابن الإسلام العظيم المنتمي لحركة الجهادالإسلامي في فلسطين وذراعها العسكري سرايا القدس الممتدة لسرايا الرسول r إني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله وأنالساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور..
أوصي منتركت من أهلي/ أن يتقوا الله تعالى ويصلحوا ذات بينهم ويطيعوا الله ورسوله r إذ يقول تعالى: (فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْوَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) وأوصيكم بماأوصى به إبراهيم عليه السلام بنيه ويعقوب (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُبَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَفَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)، وأوصيكم بتقوى اللهوالصبر عند شهادتي التي انتظرتها طويلاً، وأن تقولوا خيراً وتكثروا لي منالدعاء والاستغفار والرحمة ودخول الجنة والنجاة من النار، وفرقوا الحلوىوالشراب حين سماع نبأ شهادتي ولكم كل الخير.
أوصى من تركت منرفاقي/ الصلاة.. الصلاة.. الصلاة.. وخاصة صلاة الفجر لأنها محضن الرجالوملتقى المخلصين وعنوان المجاهدين ومخرجة الاستشهاديين فلا تهجروها وأرجومنكم أن لا تحزنوا على فراقي، فإني عشت الحياة وكلّي أمل بدار خير من داريفي الدنيا والآخرة وأهلاً خيراً من أهلي ورفقة خير من رفقتي وسأدعو اللهتعالى بأن يشفع لكم ويدخلكم جنة عرضها السموات والأرض بل بأن تنالواالفردوس الأعلى، وهذا وبالله التوفيق.
وأوصي الرجل التقي الذييكشف عن جسدي بأن ينشر ما يراه من خير من جسدي ويكتم ما يراه من شر لقولالهادي صلى الله عليه وسلم : ( من غسّل ميتاً فكتم عليه غفر الله لهأربعين مرة )، وأوصيكم بعد الانتهاء من الدفن بالدعاء والاستغفار لي لقوله r : ( استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل ).
وصيتي إلى من ظلمته في هذه الدنيا/ أرجوك بأن تسامحني على ظلمي لك فإني تبت إلى الله واستغفرته فلا تجعل في قلبك أي حقدٍ علي.
وصيتي إلى الأمة الإسلامية/اخواني، أحبائي، أصدقائي ليس لكم مفر من الجهاد على أرض الرباط، فارجعوا إلى القرآن الكريم.
وفي الختام سلام على من اتبع الهدىهذا ما أوصى به الشهيد الحيناصر سمير رجب السعافين (أبو محمد)