مل أبو دياب - يحمل كل يوم من أيام العام الجديد قصة جديدة، بطلها واحد من 220 أسيرا مقدسيا يتوزعون على عدد من السجون الاسرائيلية، ضحوا بأجمل سنين عمرهم في سبيل العيش بكرامة على تراب وطن حر، يأبون إلا أن يكونوا حملة لراية النصر، مبشرين بحرية لطالما سارع الجميع لنيلها.
كبيوت البلدة القديمة في القدس وأزقتها، كمساجدهاوكنائسها، مازالت الحاجة "ام أحمد" صامدة مرابطة داخل منزلها في بلدة صور باهر جنوب شرق مدينة القدس، تخوض ككل امهات الاسرى معركة الحرية وكلها امل ان ترى نجلهاالاسير ناصر موسى احمد عبد ربه (44 عاما) عائدا محررا يعانقها ليمحو بعناقه ألم 23 عاما اعتقاليا قضاها ناصر مع باقي عمداء الاسرى المقدسيين الذين ترفض السلطات الاسرائيلية الافراج عنهم ضمن صفقات التبادل التي تمت، وتصر على ان لا تشملهم اية صفقة جديدة.
ذكرى لا تنسى
وتختلف تفاصيل حياة الحاجة "ام احمد" التي تجاوزت عقدها الثامن عن كثير من الامهات، حيث تمتزج مشاعر الحزن والحنين بذكريات لحياة تشتد قساوة مع غياب ناصر، فتلك الحاجة امضت اعواما من حياتها تحمل جرحا صنعه الاحتلال باعتقال نجلها الذي يدخل اليوم عامه الرابع والعشرين خلف القضبان، فاصبحت ترتقب يوم زيارتها لناصر، لكنها ومنذ عامين عجزت عن زيارته بعدما تمكن المرض منها.
وقالت والدته بحزن شديد: "لم يبق لي سوى صور ناصر ورسائله، احدثها لعلهاتخفف حزني، وانا دائما أدعو الله ليفرج كرب ابني ويجمع شملنا به بعدما طال فراقه وزاد شوقنا اليه".
اما شقيقته حنان التي كرست حياتها لرعاية والدتها والتواصل مع شقيقها فلمتتوقف يوما عن الدعاء لناصر، وقالت: "في كل لحظة نصلي لله ان يعود الينا بكل صحة وعافية لتفرح امي التي تبكيه وتشتاق اليه وحزنها اكبر اليوم منذ ان اصبحت غير قادرة على زيارته."
وأضافت: "امي لم تتأخر عن زيارته يوما وكانت تشارك في المسيرات والاعتصامات، اصبحت من شدة حزنها والمها غير قادرة على زيارته، ونسأل الله ان يمد في عمرها حتى ترى ناصر حرا، علما انها اصبحت تعاني من مشاكل في عينيها".
وتذكرت حنان لحظات اعتقال ناصر قائلة: "فجر ذلك اليوم الاسود في حياتنا، يوم 9-2-1988 حاصرت أعداد كبيرة من القوات الاسرائيلية منزلنا وانتزعوا ناصر من فراشه واعتقلوه دون ان يسمحوا له بتغيير ملابسه، وضعوا القيود في يديه وعصبوا عينيه وضربوه امامنا، ثم اقتادوه للتحقيق". وتابعت: "بعد انقطاع اخباره ومنعنا من زيارته حولت السلطات الاسرائيلية ناصر للمحكمة، وقضت المحكمة بسجنه ثلاث سنوات، انتظرنا انتهاءها بفارغ الصبر، ولكن
السلطات الاسرائيلية نغصت فرحتنا وقبل شهرين من انتهاء حكمه حولوه للتحقيق مرة أخرى".
وسرعان ما عرض ناصر على محكمة جديدة قضت بسجنه مدى الحياة، وقالت والدته: "كان حكما ظالما وتوقعنا ان تنتهي معاناته في اول صفقة تبادل ولكن مضتالايام والاشهر والسنوات وتأملنا الكثير عندما كان يجري الحديث عن الصفقات، ولكن مر 23 عاما ومازال اسمه مستبعدا من كل الصفقات والافراجات
كباقي الاسرى المقدسيين الذي نامل ان تحظى قضيتهم بالاهتمام والمتابعة، وكلنا امل بعدم ابرام أي صفقة دون اسرى القدس".
انتظار وامل
ذكرى لا تنسى
وتختلف تفاصيل حياة الحاجة "ام احمد" التي تجاوزت عقدها الثامن عن كثير من الامهات، حيث تمتزج مشاعر الحزن والحنين بذكريات لحياة تشتد قساوة مع غياب ناصر، فتلك الحاجة امضت اعواما من حياتها تحمل جرحا صنعه الاحتلال باعتقال نجلها الذي يدخل اليوم عامه الرابع والعشرين خلف القضبان، فاصبحت ترتقب يوم زيارتها لناصر، لكنها ومنذ عامين عجزت عن زيارته بعدما تمكن المرض منها.
وقالت والدته بحزن شديد: "لم يبق لي سوى صور ناصر ورسائله، احدثها لعلهاتخفف حزني، وانا دائما أدعو الله ليفرج كرب ابني ويجمع شملنا به بعدما طال فراقه وزاد شوقنا اليه".
اما شقيقته حنان التي كرست حياتها لرعاية والدتها والتواصل مع شقيقها فلمتتوقف يوما عن الدعاء لناصر، وقالت: "في كل لحظة نصلي لله ان يعود الينا بكل صحة وعافية لتفرح امي التي تبكيه وتشتاق اليه وحزنها اكبر اليوم منذ ان اصبحت غير قادرة على زيارته."
وأضافت: "امي لم تتأخر عن زيارته يوما وكانت تشارك في المسيرات والاعتصامات، اصبحت من شدة حزنها والمها غير قادرة على زيارته، ونسأل الله ان يمد في عمرها حتى ترى ناصر حرا، علما انها اصبحت تعاني من مشاكل في عينيها".
وتذكرت حنان لحظات اعتقال ناصر قائلة: "فجر ذلك اليوم الاسود في حياتنا، يوم 9-2-1988 حاصرت أعداد كبيرة من القوات الاسرائيلية منزلنا وانتزعوا ناصر من فراشه واعتقلوه دون ان يسمحوا له بتغيير ملابسه، وضعوا القيود في يديه وعصبوا عينيه وضربوه امامنا، ثم اقتادوه للتحقيق". وتابعت: "بعد انقطاع اخباره ومنعنا من زيارته حولت السلطات الاسرائيلية ناصر للمحكمة، وقضت المحكمة بسجنه ثلاث سنوات، انتظرنا انتهاءها بفارغ الصبر، ولكن
السلطات الاسرائيلية نغصت فرحتنا وقبل شهرين من انتهاء حكمه حولوه للتحقيق مرة أخرى".
وسرعان ما عرض ناصر على محكمة جديدة قضت بسجنه مدى الحياة، وقالت والدته: "كان حكما ظالما وتوقعنا ان تنتهي معاناته في اول صفقة تبادل ولكن مضتالايام والاشهر والسنوات وتأملنا الكثير عندما كان يجري الحديث عن الصفقات، ولكن مر 23 عاما ومازال اسمه مستبعدا من كل الصفقات والافراجات
كباقي الاسرى المقدسيين الذي نامل ان تحظى قضيتهم بالاهتمام والمتابعة، وكلنا امل بعدم ابرام أي صفقة دون اسرى القدس".
انتظار وامل
وفي ذكرى اعتقاله، لم تجد الوالدة وكريمتها وسيلة لتبقى ذكرى ناصر حي سوى قراءة احدى الرسائل التي خص فيها والدته في ذكرى اعتقاله، وقد كتب ناصر في رسالته: "هل يرى الوطن ويولد النضال بلا أم ؟ وهل تحبس الرجال خلف القضبان، دون أن تجمل رائحة الأم وتفضي عتمة السجن ؟ امي، بعد التحية السلام أجاهر على الملأ امام الف البشر أنني أحبك، احبك لأمومتك ولشجاعتك منقطعة النظير، أحبك لعطائك المعجون بشقاء هذا الوطن وعذابته،فبعد العقد الثامن من عمرك المديد إن شاء الله، اطمح في كرمه ان يمده اكثر واكثر وان لا يحرمني دفء حضنك، وعبق تراب الوطن في ثوبك العتيق، فقد شاطرتيني عذاب السجن على مدار اربع وعشرين عاما، فلم تتخلفي يوما عن زيارتي."
وأضاف: "لقد حال المرض بيني وبينك، ليضعب علي المهمة اكثر واكثر. باي شكلابادلك الحب لانك اكثر من ام اعتيادية قد انجبت وحسب بل انت امتداد للوطن بكل مكوناته، أعذريني أيتها الحبيبة فأنا قليل الحيلة كبلتني السلاسل وحالت بيني وبينك، فلا أملك بعد سوى الدعاء ان يمد الله في عمرك، ويشقيك ويحفظك من كل مكروه، انتظريني ايتها العزيزة على تراب القدس الشريف".
ومع دخوله اليوم عاما جديدا خلف القضبان، قاومت "ام احمد" دموعها لتقول: "رغم اعتزازي بابني وبطولاته وتضحياته فان قلبي حزين والعمر يمضي وهو مازال اسيرا، اقرانه ورفاقه اصبح لديهم ابناء وانا اتمنى اللحظة التي
اراه فيها حرا لافرح به، ولا املك اليوم سوى الد عاء لله لينهي معاناتنا التي طالت واتمنى ان يفرج عنه وان يكون بيننا ليشاركنا افراحنا".
اما حنان، فقالت: "اقول لناصر القابع في سجن "هداريم" اننا عالعهد صامدون ولن نفقد الامل بالافراج عنك، ونناشد الجميع الاهتمام باسرى القدس والافراج عنهم لانهم ناضلوا في سبيل القضية وشعبنا ويجب ان ينتصر الجميع لهم ويحررهم مع كل الاسرى".