نبداء رحلتنا من بيسان
الموقع والتسمية
تقع مدينة بيسان في القسم الشمالي من فلسطين، في الزاوية الجنوبية الشرقية منه، عند التقاء دائرة عرض 32.30 شمالاً، وخط طول 35.30 شرقاً، وقد ساهم الموقع الجغرافي لمدينة بيسان في النشأة الأولى للمدينة، لأنها نشأت فوق أقدام الحافة الغربية للغور، ويعد سهل بيسان حلقة وصل بين وادي الأردن شرقاً وسهل مرج ابن عامر غرباً، كما تشرف على ممر وادي جالود إحدى البوابات الطبيعية الشرقية لسهل مرج بن عامر وكانت محطة تتجمع فيها القوافل التي تسير بين الشام ومصر وكانت معبراً للغزوات الحربية، ولهذا كانت بيسان تتصدى لهذه للهجمات من خلال موقعها كحارس على خط الدفاع الأول من المناطق الزراعية الخصبة في سهل مرج بن عامر والسهل الساحلي لفلسطين، واستمرت المدينة بعد نشأتها في جذب الطرق إليها حيث ارتبطت بشبكة مواصلات هامة.
وأنشئت على أرض مرتفعة في الجانب الغربي من الغور الفلسطيني في سهل بيسان الذي يعتبر حلقة وصل بين وادي الأردن شرقاً، وسهل مرج ابن عامر غرباً، وتشرف على ممر وادي جالود. وتبعد عن القدس 127 كم، ونابلس 36 كم، وجنين 33 كم، وموقعها عبر التاريخ استراتيجي وهام عسكريا وتجاريا على الطريق بين مصر والشام.
وحملت بيسان الاسم الكنعاني (بيت شان) وتعنى بيت الالة شان أو بيت السكون، أما الاغريق فقد سموها سكيثوبوليس وحملت اسماً آخراً وهو نيسا.
وكان هناك اتصال بين شان ومصر، حيث عثر على فخار من بيت شان في مصر، وهو الفخار ذو الأيدي المموجة، ويعود تاريخه إلى عصر ما قبل الأسر المصرية ومع الزمن حور اسمها وأصبح بيسان.
بيسان عبر التاريخ :
يعود تاريخ المدينة إلى العام 4000 قبل الميلاد، كما دلت الحفريات التي جرت في الفترة بين عامي 1925-1933 في موقع كل الحصن.
وقد تعاقبت على هذه المدينة العديد من الأمم التي أسهمت في تراوح الحياة في المدينة بين الازدهار والانحطاط.
في القرن الخامس عشر قبل الميلاد دخلت بيسان تحت الحكم المصري وأصبحت من أقوى المواقع المصرية في أسيا، ومازالت أثار المصريين القدماء ظاهرة للعيان هناك.
في القرن الرابع قبل الميلاد خضعت لحكم اليوناني وأصبحت من أهم المدن الفلسطينية ثم دخلت تحت الحكم الروماني وأصبحت مدينة بيسان زعيمة المدن العشر "ديكابولس" ومركزاً تجارياً هاماً تمر القوافل التجارية منها في طريقها إلى الأردن، ومازالت الآثار الرومانية ماثلة للعيان مثل المدرج الروماني في تل الحصن وقناطر الجسر الروماني فوق سيل الجالود كما أصبحت بيسان في العهد البيزنطى مركزاً لابرشية كان لممثلها دور بارز في مجمع نيفية الديني، مازالت آثار هذا العهد قائمة في دير يتألف من ثلاث غرف.
في عام 13 هـ- 634م فتحت بيسان من قبل المسلمين على يد القائدان شرحبيل بن حسنة وعمرو بن العاص في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه، ثم احتلت بيسان من قبل الصليبيين بقيادة تنكرد، تمكن بعدها القادة صلاح الدين الأيوبي من تحريرها بعد معركة حطين عام 582هـ- 1187م، وأعاد الصليبيون الكرة مرة أخرى فاحتلوا المدن وتمكن السلطان الظاهر ييبوس من استعادتها.
في عام 1516م دخلت بيسان تحت الحكم العثماني الذي دام حتى عام 1918، حيث ازدهرت بيسان في هذا العهد.
خضعت المدينة بعد ذلك للانتداب البريطاني الذي مهد الطريق لاغتصاب فلسطين، حيث استولى اليهود على المدينة عام 1948 وأطلقوا عليها اسم بيت شعان.
السكان والنشاط الاقتصادي:
بلغ عدد سكان مدينة بيسان 1941 نسمة حسب إحصاء عام 1922 ارتفع في عام 1931 إلى 3110 نسمة ثم إلى 5180 نسمة عام 1945 ويعود انخفاض عدد السكان عام 1922 إلى أن التعداد قد جاء أعقاب الحرب العالمية الأولى وما صاحبها من أعمال الفتك والقتل والتدمير.
وكذلك كثرت المستنقعات في بعض الفترات التي تهمل فيها الزراعة، وهذا يجعل بيئة بيسان طاردة للسكان.
وقد تعرضت منطقة بيسان لتدفق المهاجرين اليهود الذين وصل عددهم عام 1947 إلى حوالي 10000 نسمة نصفهم يعش في المدينة، وبعد احتلال بيسان من قبل اليهود عام 1948 تزايدت أعداد اليهود في المدينة ليصل عدد سكان المدينة عام 1984 إلى 13100 نسمة، وقد مارس السكان في مدينة بيسان العديد من النشاطات قبل عام 1948 منها:
الزراعة: وقد مارس سكان مدينة بيسان الزراعة منذ القدم لوقوعها في سهل بيسان، حيث وفرة المياه وخصوبة التربة والأرض المنبسطة، وكانت أهم المحاصيل الزراعية القمح والشعير والبقوليات والخضار ثم زرعت الحمضيات والموز.
الصناعة: انتشرت الصناعات التقليدية كعصر الزيتون وطحن الحبوب والغزل النسيج في المدينة ثم تطورت إلى صناعة النسيج واللدائن والمعادن والآلات الكهربائية.
التجارة: يشجع الموقع الجغرافي لبيسان على زيادة الأهمية التجارية، حيث أنشئت فيها محطة للسكة الحديدية لها وأصبحت تعج بالحركة التجارية نتيجة لتبعيد الطرف فيها، كما أن سكان القرى المجاورة يجدون فيها ما يطلبون.
النشاط الثقافي : أدت بيسان وظيفة تعليمية، إذ ضمت مدرستين للبنين والبنات في العام الدراسي 1945/1946 ثم ضمت مدرسة أخرى للبنين، وكان يفد إليها طلاب القرى المجاورة.
معالم المدينة
تعاقبت الكثير من الأمم على مدينة بيسان عبر تاريخها الطويل وقد تركت هذه الأمم بصماتها حتى الآن، متمثلة في الآثار الظاهرة للعيان ومنها:
بقايا دير مهدوم وكنيسة ثم اكتشافها عام 1930.
تل الحصن حيث أقيمت 9 مدن عليه، أقدمها يعود إلى تحتمس الثالث.
تل الجسر غرب تل الحصن، ويضم بقايا وأعمدة وطريق مبلط ومدائن.
تل المصطبة ويوجد بالقرب من خان الأحمر شمال بيسان ويحتوي على أنقاض أثرية ومدافن.
اعلام المدينة:
وينسب إلى المدينة كل من:
1. الأديب القاضي عبد الرحيم بن علي البيساني الذي كان كاتب ووزير صلاح الدين الأيوبي الذي قال في حقه:
"لا تظنوا أني فتحت البلاد بسيوفكم، ولكني فتحتها بقلم الفاضل" .
2. أحمد بن عبد الله أبو عبد الله البيساني مقرئ.
3. الحسن بن محمد بن زياد أبو محمد القرشي البيساني " مقرئ وراوي أحاديث".
4. نجم الدين أبو حفص عمر بن العفيف أبى مظفر نصر بن منصور الأنصاري البيساني الشافعي "قاضي في حلب".
المدينة اليوم :
أطلقت إسرائيل اسم بيت شعان على مدينة بيسان، وقد قامت بعد حرب 1948 بتدمير القرى الفلسطينية التابعة لمدينة بيسان ما عدا قريتين، هما كفر مصر والطيبة والقرى التي دمرت هي:
العريضة – الاشرفية- البشتاوه- البواطى- البيرة- دنة- فروانة- الفطور- الغزاوية- الحميدية- الحمراء- جبول- جسر الجامع- كفر- كوكب الهوا- النحنيزير- مسيل الحزل- المرصص- قومية- الصفا- الساخة- السامرية- سيرين- تل الشوك- الطيرة- أم عجرة- وادي البيرة- ببلى- زبعة.
وقد أقيمت العديد من المستوطنات اليهودية في قضاء بيسان مكان القرى العربية المدمرة موضحة في البيان التالي:
التوزيع الجغرافي للمستوطنات اليهودية في قضاء بيسان
عين دور
كيبوتز تأسس عام 1948 م، على أنقاض قرية اندور العربية في أقصى الشمال الغربي من قضاء بيسان، وبالقرب من قرية كفر مصر العربية، كان يسكنه سنة 1965 م ( 506 ) نسمة من اليهود المهاجرين من الولايات المتحدة وبلغاريا وتركيا وألمانيا .
غزيت
كيبوتز شمال غرب بيسان في الجزء الشمالي الغربي من قضاء بيسان. في العام 1961 م، كان عدد سكانه 313 نسمة من اليهود المهاجرين من أوروبا الشرقية .
غيشر
مستوطنة تأسست عام 1939 م، جنوب غرب موقع جسر المجامع على نهر الأردن والى الشمال الشرقي من بيسان .
كوكاف هاياردن
مستوطنة أقيمت على أنقاض قرية كوكب الهواء العربية، في موقع مشرف على الأغوار ونهر الأردن، إلى الشمال الشرقي من بيسان. كان عدد سكان هذه المستوطنة 690 نسمة في العام 1961 م .
نفي اور
كيبوتز تأسس عام 1949 م، على أراضى عرب البشاتوة شمال شرق بيسان، سكانه مهاجرون من العراق .
ياردناه
موشاف تأسس عام 1952 م، على أراضي عرب البشاتوة إلى الشمال الشرقي من بيسان، ويشرف على نهر الأردن، سكانه من اليهود المهاجرين من العراق .
بيت يوسف
موشاف تأسس عام 1937 م شمال شرق بيسان وبالقرب من مستوطنة ياردناه، في العام 1961 م، كان عدد سكانه 322 نسمة من اليهود المهاجرين من روسيا وألمانيا، وتمر منه أنابيب ضخ مياه نهر الأردن.
حماديا
كيبوتز تأسس عام 1942 م، جنوب قرية الحميدية العربية، شمال شرق بيسان، كان فيه عام 1961 م ( 260 ) نسمة معظمهم من اليهود المهاجرين من وسط أوروبا.
روشن
وهي عبارة عن مزرعة تأسست عام 1955 م، على أراضي عرب زبعة شمال شرق بيسان، كان يسكنها 10 نسمة عام 1956 م .
ماعوز حاييم
كيبوتز تأسس عام 1937 م، على أراضي عرب الغزاوية شرق بيسان، ويشرف على نهر الأردن، كان عدد سكانه 570 نسمة في عام 1961 م، وهم من اليهود المهاجرين من العراق وايران، فيه مصنع للآلات الزراعية .
نفي ايتان
كيبوتز تأسس عام 1935 م، ثم أعيد تأسيسه مرة أخرى في العام 38/1939 م، قرب مستوطنة ماعوز حاييم شرق بيسان، كان عدد سكانه 206 نسمة في العام 1961 م، وهم من اليهود المهاجرين من بولندا ، يشتهر بتربية المواشي .
كفار روبين
كيبوتز تأسس عام 1938 م على أراضي عرب مسيل الجزل ويشرف على نهر الأردن، إلى الجنوب الشرقي من بيسان. كان فيه 260 نسمة في العام 1950 م معظمهم من يهود أوروبا الشرقية . يشتهر بزراعة الحبوب وفيه مصنع لتجفيف التمور .
طيرة تسفي
كيبوتز تأسس عام 1937 م، على أراضى قرية الزراعة العربية جنوب شرق بيسان، كان عدد سكانه 367 نسمة في العام 1950 م ، ويشتهر بالنخيل .
سدية الياهو
كيبوتز تأسس عام 1939 م ، على أراضي عرب العريضة جنوب شرق بيسان، فيه مدرسة دينية كبيرة ويشتهر بمزارع الأبقار والدجاج وفيه مصنع للتعليب . كان عدد سكانه 324 نسمة في العام 1961 م معظمهم من اليهود المهاجرين من ألمانيا واليمن .
رحوف
موشاف تأسس عام 1915 م، جنوب بيسان، سكانه يهود مهاجرين من العراق .
تروموت
( سدية تروموت ) مستوطنة تأسست عام 1952 م، على أراضي قرية فرونة العربية إلى الجنوب من بيسان .
عين هانازيف
كيبوتز تأسس عام 1946 م، إلى الجنوب من بيسان ، كان عدد سكانه 245 نسمة في العام 1961 م، وهم يهود مهاجرون من المانيا ، يشتهر بمزارع الأبقار والدجاج .
شلوحوت
كيبوتز تأسس عام 1948 م على أراضي قرية الاشرفية العربية جنوب غرب بيسان، كان به 239 نسمة في العام 1961 م، من اليهود المهاجرين من أمريكا الشمالية وأوروبا. يشتهر بمزارع الأبقار والأغنام وزراعة الزهور .
رشافيم
كيبوتز تأسس عام 1948 م، إلى الجنوب الغربي من بيسان، كان به 384 نسمة في العام 1961 م، من اليهود المهاجرين من بولندا ورومانيا .
مسيلوت
كيبوتز تأسس عام 1938 م، غرب بيسان ، كان عدد سكانه 478 نسمة في العام 1961 م، معظمهم من اليهود المهاجرين من اوروبا الشرقية . فيه مصنع للأسلاك المعدنية .
نير ديفيد
كيبوتز تأسس عام 1936 م، إلى الغرب من بيسان، كان فيه 590 نسمة في العام 1965 م، وهم من اليهود المهاجرين من بولندا ، ويشتهر بصناعة العنب .
بيت الفا
كيبوتز تأسس عام 1922 م، شمال غرب بيسان في الطرف الجنوبي من وادي جالود، كان يضم 607 نسمة في العام 1961 م . يشتهر بزراعة الحبوب والفواكه وخاصة العنب، وفيه مشغل كبير للميكانيك .
حفتسي باه
كيبوتز تأسس عام 1922 م، في الطرف الجنوبي من وادي جالود شمال غرب بيسان، كان عدد سكانه 508 نسمة في العام 1961 م، وهم من اليهود المهاجرين من أوروبا الشرقية . يشتهر بزراعة القمح والأعلاف والفواكه وخاصة العنب، وفيه مشغل كبير للميكانيك .
تل يوسف
كيبوتز تأسس عام 1921م، ثم أعيد تنظيمه عام 1929 م بعد أن اتصل موقعه الحالي بالطرف الشمالي لوادي جالود شمال غرب بيسان. كان به 685 نسمة في العام 1961 م، ثم انخفض عددهم إلى 580 نسمة في العام 1965 م ، وهم من اليهود المهاجرين من أوروبا الشرقية ، فيه مصنع كبير للألبان ومصانع لتعليب الزيتون .
كفار يحزقيل
موشاف تأسس عام 1921 م شمال غرب بيسان في الطرف الشمالي من وادي جالود كان عدد سكانه 577 نسمة في العام 1961 م، وهم من اليهود المهاجرين من أوروبا الشرقية.
جعفا
كيبوتز تأسس عام 1921 م، إلى الشمال الغربي من بيسان في الطرف الشمالي من وادي جالود، كان به 497 نسمة في العام 1961 م، وهم يهود مهاجرون من أوروبا الشرقية والولايات المتحدة .
عين حارود
( أ ، ب ) كيبوتزان تأسسا عام 1921 م، في الطرف الجنوبي من وادي جالود، ثم نقلا عام 1929 م إلى موقعهما الحالي في الطرف الشمالي لوادي جالود إلى الشمال من بيسان . كان عدد سكانهما 1425 نسمة في العام 1961 م. يوجد بهما مصنع للأدوات المعدنية، معمل ألبان، ومصنع لتعليب الزيتون، بالإضافة إلى مصنع للمواد الكيماوية، ومحطة زراعية . كما يشتهران بتربية النحل. ويوجد بهما كذلك محطة إذاعية صغيرة وقيادة حركة الكيبوتز الموحد. سكانهما من اليهود المهاجرين من روسيا.
بيت هاشيطا
كيبوتز تأسس عام 1935 م، على أراضي قرية شطة العربية إلى الشمال الغربي من بيسان، في الطرف الشمالي من وادي جالود، كان فيه 907 نسمة في العام 1950 م، انخفض عددهم عام 1961 م إلى 885 نسمة . يوجد فيه معمل للزيوت ومعمل للالات الزراعية .
سدية ناحوم
كيبوتز تأسس عام 1937 م شمال غرب بيسان في الطرف الشمالي من وادي جالود . كان عدد سكانه 395 نسمة في العام 1950 م، انخفضوا في عام 1961 م إلى 326 نسمة، وهم من اليهود المهاجرين من بولندا والنمسا. يشتهر بزراعة الحبوب وتربية المواشي، وفيه مصنع لتعليب الأسماك .
موليدت
( بني بريت ) موشاف تأسس عام 1937 م، إلى الشمال الغربي من بيسان وجنوب قرية الطيبة العربية، كان عدد سكانه 349 نسمة في العام 1956 م، جميعهم من المهاجرين من وسط أوروبا .
الموقع والتسمية
تقع مدينة بيسان في القسم الشمالي من فلسطين، في الزاوية الجنوبية الشرقية منه، عند التقاء دائرة عرض 32.30 شمالاً، وخط طول 35.30 شرقاً، وقد ساهم الموقع الجغرافي لمدينة بيسان في النشأة الأولى للمدينة، لأنها نشأت فوق أقدام الحافة الغربية للغور، ويعد سهل بيسان حلقة وصل بين وادي الأردن شرقاً وسهل مرج ابن عامر غرباً، كما تشرف على ممر وادي جالود إحدى البوابات الطبيعية الشرقية لسهل مرج بن عامر وكانت محطة تتجمع فيها القوافل التي تسير بين الشام ومصر وكانت معبراً للغزوات الحربية، ولهذا كانت بيسان تتصدى لهذه للهجمات من خلال موقعها كحارس على خط الدفاع الأول من المناطق الزراعية الخصبة في سهل مرج بن عامر والسهل الساحلي لفلسطين، واستمرت المدينة بعد نشأتها في جذب الطرق إليها حيث ارتبطت بشبكة مواصلات هامة.
وأنشئت على أرض مرتفعة في الجانب الغربي من الغور الفلسطيني في سهل بيسان الذي يعتبر حلقة وصل بين وادي الأردن شرقاً، وسهل مرج ابن عامر غرباً، وتشرف على ممر وادي جالود. وتبعد عن القدس 127 كم، ونابلس 36 كم، وجنين 33 كم، وموقعها عبر التاريخ استراتيجي وهام عسكريا وتجاريا على الطريق بين مصر والشام.
وحملت بيسان الاسم الكنعاني (بيت شان) وتعنى بيت الالة شان أو بيت السكون، أما الاغريق فقد سموها سكيثوبوليس وحملت اسماً آخراً وهو نيسا.
وكان هناك اتصال بين شان ومصر، حيث عثر على فخار من بيت شان في مصر، وهو الفخار ذو الأيدي المموجة، ويعود تاريخه إلى عصر ما قبل الأسر المصرية ومع الزمن حور اسمها وأصبح بيسان.
بيسان عبر التاريخ :
يعود تاريخ المدينة إلى العام 4000 قبل الميلاد، كما دلت الحفريات التي جرت في الفترة بين عامي 1925-1933 في موقع كل الحصن.
وقد تعاقبت على هذه المدينة العديد من الأمم التي أسهمت في تراوح الحياة في المدينة بين الازدهار والانحطاط.
في القرن الخامس عشر قبل الميلاد دخلت بيسان تحت الحكم المصري وأصبحت من أقوى المواقع المصرية في أسيا، ومازالت أثار المصريين القدماء ظاهرة للعيان هناك.
في القرن الرابع قبل الميلاد خضعت لحكم اليوناني وأصبحت من أهم المدن الفلسطينية ثم دخلت تحت الحكم الروماني وأصبحت مدينة بيسان زعيمة المدن العشر "ديكابولس" ومركزاً تجارياً هاماً تمر القوافل التجارية منها في طريقها إلى الأردن، ومازالت الآثار الرومانية ماثلة للعيان مثل المدرج الروماني في تل الحصن وقناطر الجسر الروماني فوق سيل الجالود كما أصبحت بيسان في العهد البيزنطى مركزاً لابرشية كان لممثلها دور بارز في مجمع نيفية الديني، مازالت آثار هذا العهد قائمة في دير يتألف من ثلاث غرف.
في عام 13 هـ- 634م فتحت بيسان من قبل المسلمين على يد القائدان شرحبيل بن حسنة وعمرو بن العاص في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه، ثم احتلت بيسان من قبل الصليبيين بقيادة تنكرد، تمكن بعدها القادة صلاح الدين الأيوبي من تحريرها بعد معركة حطين عام 582هـ- 1187م، وأعاد الصليبيون الكرة مرة أخرى فاحتلوا المدن وتمكن السلطان الظاهر ييبوس من استعادتها.
في عام 1516م دخلت بيسان تحت الحكم العثماني الذي دام حتى عام 1918، حيث ازدهرت بيسان في هذا العهد.
خضعت المدينة بعد ذلك للانتداب البريطاني الذي مهد الطريق لاغتصاب فلسطين، حيث استولى اليهود على المدينة عام 1948 وأطلقوا عليها اسم بيت شعان.
السكان والنشاط الاقتصادي:
بلغ عدد سكان مدينة بيسان 1941 نسمة حسب إحصاء عام 1922 ارتفع في عام 1931 إلى 3110 نسمة ثم إلى 5180 نسمة عام 1945 ويعود انخفاض عدد السكان عام 1922 إلى أن التعداد قد جاء أعقاب الحرب العالمية الأولى وما صاحبها من أعمال الفتك والقتل والتدمير.
وكذلك كثرت المستنقعات في بعض الفترات التي تهمل فيها الزراعة، وهذا يجعل بيئة بيسان طاردة للسكان.
وقد تعرضت منطقة بيسان لتدفق المهاجرين اليهود الذين وصل عددهم عام 1947 إلى حوالي 10000 نسمة نصفهم يعش في المدينة، وبعد احتلال بيسان من قبل اليهود عام 1948 تزايدت أعداد اليهود في المدينة ليصل عدد سكان المدينة عام 1984 إلى 13100 نسمة، وقد مارس السكان في مدينة بيسان العديد من النشاطات قبل عام 1948 منها:
الزراعة: وقد مارس سكان مدينة بيسان الزراعة منذ القدم لوقوعها في سهل بيسان، حيث وفرة المياه وخصوبة التربة والأرض المنبسطة، وكانت أهم المحاصيل الزراعية القمح والشعير والبقوليات والخضار ثم زرعت الحمضيات والموز.
الصناعة: انتشرت الصناعات التقليدية كعصر الزيتون وطحن الحبوب والغزل النسيج في المدينة ثم تطورت إلى صناعة النسيج واللدائن والمعادن والآلات الكهربائية.
التجارة: يشجع الموقع الجغرافي لبيسان على زيادة الأهمية التجارية، حيث أنشئت فيها محطة للسكة الحديدية لها وأصبحت تعج بالحركة التجارية نتيجة لتبعيد الطرف فيها، كما أن سكان القرى المجاورة يجدون فيها ما يطلبون.
النشاط الثقافي : أدت بيسان وظيفة تعليمية، إذ ضمت مدرستين للبنين والبنات في العام الدراسي 1945/1946 ثم ضمت مدرسة أخرى للبنين، وكان يفد إليها طلاب القرى المجاورة.
معالم المدينة
تعاقبت الكثير من الأمم على مدينة بيسان عبر تاريخها الطويل وقد تركت هذه الأمم بصماتها حتى الآن، متمثلة في الآثار الظاهرة للعيان ومنها:
بقايا دير مهدوم وكنيسة ثم اكتشافها عام 1930.
تل الحصن حيث أقيمت 9 مدن عليه، أقدمها يعود إلى تحتمس الثالث.
تل الجسر غرب تل الحصن، ويضم بقايا وأعمدة وطريق مبلط ومدائن.
تل المصطبة ويوجد بالقرب من خان الأحمر شمال بيسان ويحتوي على أنقاض أثرية ومدافن.
اعلام المدينة:
وينسب إلى المدينة كل من:
1. الأديب القاضي عبد الرحيم بن علي البيساني الذي كان كاتب ووزير صلاح الدين الأيوبي الذي قال في حقه:
"لا تظنوا أني فتحت البلاد بسيوفكم، ولكني فتحتها بقلم الفاضل" .
2. أحمد بن عبد الله أبو عبد الله البيساني مقرئ.
3. الحسن بن محمد بن زياد أبو محمد القرشي البيساني " مقرئ وراوي أحاديث".
4. نجم الدين أبو حفص عمر بن العفيف أبى مظفر نصر بن منصور الأنصاري البيساني الشافعي "قاضي في حلب".
المدينة اليوم :
أطلقت إسرائيل اسم بيت شعان على مدينة بيسان، وقد قامت بعد حرب 1948 بتدمير القرى الفلسطينية التابعة لمدينة بيسان ما عدا قريتين، هما كفر مصر والطيبة والقرى التي دمرت هي:
العريضة – الاشرفية- البشتاوه- البواطى- البيرة- دنة- فروانة- الفطور- الغزاوية- الحميدية- الحمراء- جبول- جسر الجامع- كفر- كوكب الهوا- النحنيزير- مسيل الحزل- المرصص- قومية- الصفا- الساخة- السامرية- سيرين- تل الشوك- الطيرة- أم عجرة- وادي البيرة- ببلى- زبعة.
وقد أقيمت العديد من المستوطنات اليهودية في قضاء بيسان مكان القرى العربية المدمرة موضحة في البيان التالي:
التوزيع الجغرافي للمستوطنات اليهودية في قضاء بيسان
عين دور
كيبوتز تأسس عام 1948 م، على أنقاض قرية اندور العربية في أقصى الشمال الغربي من قضاء بيسان، وبالقرب من قرية كفر مصر العربية، كان يسكنه سنة 1965 م ( 506 ) نسمة من اليهود المهاجرين من الولايات المتحدة وبلغاريا وتركيا وألمانيا .
غزيت
كيبوتز شمال غرب بيسان في الجزء الشمالي الغربي من قضاء بيسان. في العام 1961 م، كان عدد سكانه 313 نسمة من اليهود المهاجرين من أوروبا الشرقية .
غيشر
مستوطنة تأسست عام 1939 م، جنوب غرب موقع جسر المجامع على نهر الأردن والى الشمال الشرقي من بيسان .
كوكاف هاياردن
مستوطنة أقيمت على أنقاض قرية كوكب الهواء العربية، في موقع مشرف على الأغوار ونهر الأردن، إلى الشمال الشرقي من بيسان. كان عدد سكان هذه المستوطنة 690 نسمة في العام 1961 م .
نفي اور
كيبوتز تأسس عام 1949 م، على أراضى عرب البشاتوة شمال شرق بيسان، سكانه مهاجرون من العراق .
ياردناه
موشاف تأسس عام 1952 م، على أراضي عرب البشاتوة إلى الشمال الشرقي من بيسان، ويشرف على نهر الأردن، سكانه من اليهود المهاجرين من العراق .
بيت يوسف
موشاف تأسس عام 1937 م شمال شرق بيسان وبالقرب من مستوطنة ياردناه، في العام 1961 م، كان عدد سكانه 322 نسمة من اليهود المهاجرين من روسيا وألمانيا، وتمر منه أنابيب ضخ مياه نهر الأردن.
حماديا
كيبوتز تأسس عام 1942 م، جنوب قرية الحميدية العربية، شمال شرق بيسان، كان فيه عام 1961 م ( 260 ) نسمة معظمهم من اليهود المهاجرين من وسط أوروبا.
روشن
وهي عبارة عن مزرعة تأسست عام 1955 م، على أراضي عرب زبعة شمال شرق بيسان، كان يسكنها 10 نسمة عام 1956 م .
ماعوز حاييم
كيبوتز تأسس عام 1937 م، على أراضي عرب الغزاوية شرق بيسان، ويشرف على نهر الأردن، كان عدد سكانه 570 نسمة في عام 1961 م، وهم من اليهود المهاجرين من العراق وايران، فيه مصنع للآلات الزراعية .
نفي ايتان
كيبوتز تأسس عام 1935 م، ثم أعيد تأسيسه مرة أخرى في العام 38/1939 م، قرب مستوطنة ماعوز حاييم شرق بيسان، كان عدد سكانه 206 نسمة في العام 1961 م، وهم من اليهود المهاجرين من بولندا ، يشتهر بتربية المواشي .
كفار روبين
كيبوتز تأسس عام 1938 م على أراضي عرب مسيل الجزل ويشرف على نهر الأردن، إلى الجنوب الشرقي من بيسان. كان فيه 260 نسمة في العام 1950 م معظمهم من يهود أوروبا الشرقية . يشتهر بزراعة الحبوب وفيه مصنع لتجفيف التمور .
طيرة تسفي
كيبوتز تأسس عام 1937 م، على أراضى قرية الزراعة العربية جنوب شرق بيسان، كان عدد سكانه 367 نسمة في العام 1950 م ، ويشتهر بالنخيل .
سدية الياهو
كيبوتز تأسس عام 1939 م ، على أراضي عرب العريضة جنوب شرق بيسان، فيه مدرسة دينية كبيرة ويشتهر بمزارع الأبقار والدجاج وفيه مصنع للتعليب . كان عدد سكانه 324 نسمة في العام 1961 م معظمهم من اليهود المهاجرين من ألمانيا واليمن .
رحوف
موشاف تأسس عام 1915 م، جنوب بيسان، سكانه يهود مهاجرين من العراق .
تروموت
( سدية تروموت ) مستوطنة تأسست عام 1952 م، على أراضي قرية فرونة العربية إلى الجنوب من بيسان .
عين هانازيف
كيبوتز تأسس عام 1946 م، إلى الجنوب من بيسان ، كان عدد سكانه 245 نسمة في العام 1961 م، وهم يهود مهاجرون من المانيا ، يشتهر بمزارع الأبقار والدجاج .
شلوحوت
كيبوتز تأسس عام 1948 م على أراضي قرية الاشرفية العربية جنوب غرب بيسان، كان به 239 نسمة في العام 1961 م، من اليهود المهاجرين من أمريكا الشمالية وأوروبا. يشتهر بمزارع الأبقار والأغنام وزراعة الزهور .
رشافيم
كيبوتز تأسس عام 1948 م، إلى الجنوب الغربي من بيسان، كان به 384 نسمة في العام 1961 م، من اليهود المهاجرين من بولندا ورومانيا .
مسيلوت
كيبوتز تأسس عام 1938 م، غرب بيسان ، كان عدد سكانه 478 نسمة في العام 1961 م، معظمهم من اليهود المهاجرين من اوروبا الشرقية . فيه مصنع للأسلاك المعدنية .
نير ديفيد
كيبوتز تأسس عام 1936 م، إلى الغرب من بيسان، كان فيه 590 نسمة في العام 1965 م، وهم من اليهود المهاجرين من بولندا ، ويشتهر بصناعة العنب .
بيت الفا
كيبوتز تأسس عام 1922 م، شمال غرب بيسان في الطرف الجنوبي من وادي جالود، كان يضم 607 نسمة في العام 1961 م . يشتهر بزراعة الحبوب والفواكه وخاصة العنب، وفيه مشغل كبير للميكانيك .
حفتسي باه
كيبوتز تأسس عام 1922 م، في الطرف الجنوبي من وادي جالود شمال غرب بيسان، كان عدد سكانه 508 نسمة في العام 1961 م، وهم من اليهود المهاجرين من أوروبا الشرقية . يشتهر بزراعة القمح والأعلاف والفواكه وخاصة العنب، وفيه مشغل كبير للميكانيك .
تل يوسف
كيبوتز تأسس عام 1921م، ثم أعيد تنظيمه عام 1929 م بعد أن اتصل موقعه الحالي بالطرف الشمالي لوادي جالود شمال غرب بيسان. كان به 685 نسمة في العام 1961 م، ثم انخفض عددهم إلى 580 نسمة في العام 1965 م ، وهم من اليهود المهاجرين من أوروبا الشرقية ، فيه مصنع كبير للألبان ومصانع لتعليب الزيتون .
كفار يحزقيل
موشاف تأسس عام 1921 م شمال غرب بيسان في الطرف الشمالي من وادي جالود كان عدد سكانه 577 نسمة في العام 1961 م، وهم من اليهود المهاجرين من أوروبا الشرقية.
جعفا
كيبوتز تأسس عام 1921 م، إلى الشمال الغربي من بيسان في الطرف الشمالي من وادي جالود، كان به 497 نسمة في العام 1961 م، وهم يهود مهاجرون من أوروبا الشرقية والولايات المتحدة .
عين حارود
( أ ، ب ) كيبوتزان تأسسا عام 1921 م، في الطرف الجنوبي من وادي جالود، ثم نقلا عام 1929 م إلى موقعهما الحالي في الطرف الشمالي لوادي جالود إلى الشمال من بيسان . كان عدد سكانهما 1425 نسمة في العام 1961 م. يوجد بهما مصنع للأدوات المعدنية، معمل ألبان، ومصنع لتعليب الزيتون، بالإضافة إلى مصنع للمواد الكيماوية، ومحطة زراعية . كما يشتهران بتربية النحل. ويوجد بهما كذلك محطة إذاعية صغيرة وقيادة حركة الكيبوتز الموحد. سكانهما من اليهود المهاجرين من روسيا.
بيت هاشيطا
كيبوتز تأسس عام 1935 م، على أراضي قرية شطة العربية إلى الشمال الغربي من بيسان، في الطرف الشمالي من وادي جالود، كان فيه 907 نسمة في العام 1950 م، انخفض عددهم عام 1961 م إلى 885 نسمة . يوجد فيه معمل للزيوت ومعمل للالات الزراعية .
سدية ناحوم
كيبوتز تأسس عام 1937 م شمال غرب بيسان في الطرف الشمالي من وادي جالود . كان عدد سكانه 395 نسمة في العام 1950 م، انخفضوا في عام 1961 م إلى 326 نسمة، وهم من اليهود المهاجرين من بولندا والنمسا. يشتهر بزراعة الحبوب وتربية المواشي، وفيه مصنع لتعليب الأسماك .
موليدت
( بني بريت ) موشاف تأسس عام 1937 م، إلى الشمال الغربي من بيسان وجنوب قرية الطيبة العربية، كان عدد سكانه 349 نسمة في العام 1956 م، جميعهم من المهاجرين من وسط أوروبا .