السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحت الورد شوك أم فوق الشَّوك ورد ؟
أرادَ رجلٌ أنْ يبيعَ بيتَه و ينتقلَ إلى بيتٍ أفضلَ، فذهبَ إلى أحدِ أصدقائهِ - و هو رجلُ أعمالٍ و خبيرٌ في أعمالِ التَّسويق–
و طلبَ منه أنْ يساعدَه في كتابةِ إعلانٍ لبيعِ البيتِ
وكانَ الخبيرُ يعرفُ البيتَ جيِّداً ، فكتبَ وصفاً مفصَّلاً له ، أشادَ فيه بالموقعِ الجميلِ و المساحةِ الكبيرةِ
و وصفَ التَّصميمَ الهندسيَّ الرَّائعَ ، ثمَّ تحدَّث عنِ الحديقةِ و حمَّام السِّباحةِ ... الخ
ثمَّ قرأ كلمات الإعلان على صاحبِ المنزلِ الذي أصغى إليه باهتمامٍ شديدٍ و قالَ : ( أرجوكَ ، أعدْ قراءةَ الإعلانِ ) .
وحين أعادَ الكاتبُ القراءةَ صاحَ الرَّجلُ :
( يا لَه مِنْ بيتٍ رائعٍ ! لقد ظللتُ طول عمري أحلمُ باقتناءِ مثلِ هذا البيتِ و لم أكنْ أعلمُ أنني أعيشُ فيه إلى أنْ سمعتُك تصفُه ) .
ثمَّ ابتسمَ قائلاً : ( مِنْ فضلِك لا تنشرِ الإعلانَ ، فبيتي غيرُ معروضٍ للبيعٍ ) .
[ سبحانَ الله .. أحياناً لا ندركُ قيمةَ الأشياء و لا حقيقتَها حتَّى نراها في عيونِ غيرنا ]
هناك مقولةٌ قديمةٌ تقولُ :
( أحصِ النِّعَمَ التي أعطاها الله لكَ و اكتبْها واحدةً واحدة ، و ستجدُ نفسَك أكثرَ سعادةً مِنْ قبلُ ) .
[ نعمُ الله لا تُحصى .. يبقى أسلوبُ المقولةِ منْ بابِ المجازِ و المبالغةِ ]
إننا ننسى أنْ نشكرَ الله تعالى لأننا لا نتأمَّل في النِّعمِ و لا نحسبُ ما لدينا ، و لأننا نرى المتاعبَ فنتذمَّر و لا نرى النِّعَمَ .
قالَ أحدُهم :
( إننانشكو لأنَّ الله جعلَ تحتَ الورد أشواكاً ، و كانَ الأجدرُ بنا أنْ نشكرَه لأنه جعلَ فوقَ الشَّوكِ ورداً ) .
و يقولُ آخر :
( تألمتُ كثيراً عندما وجدتُ نفسي حافيَ القدمينِ، و لكنني شكرتُ الله كثيراًحينما وجدتُ آخرَ ليسَ له قدمينِ ) .
تُرى
كم مِنَ النَّاسِ مَنْ تمنى لو أنه يملكُ مثلَ سيارتك ، بيتك ، جوَّالك ، شهادتك ، وظيفتك ...الخ ؟
كم مِنَ النَّاسِ يمشون حفاةً و أنتَ تقودُ سيَّارةً ؟
كم مِنَ النَّاسِ ينامون في الخلاءِ و أنتَ في بيتك ؟
كم منَ النَّاسِ مَنْ يتمنى فرصةً للتَّعليم و أنت تملكُ شهادةً ؟
كم مِنْ عاطلٍ عنِ العملِ و أنتَ موظَّفٌ ؟
كم مِنْ كفيفٍ يتمنى أنْ يرى و أنتَ مبصرٌ ؟
كم .. و كم .. و كم .. و كم .. ؟!
ألم يحنِ الوقتُ لأنْ تقولَ :
يا ربّ لك الحمدُ كما ينبغي لجلالِ وجهك و عظيمِ سلطانك
اللَّهمَّ لكَ الحمدُ حتَّى ترضى ، و لك الحمدُ إذا رضيتَ ، و لكَ الحمدُ بعد الرِّضا
مما رآق لي نقلته لكم