زوجة أسير وأم لأسيرين تتساءل أين منظمات حقوق الإنسان؟؟
التاريخ: 2009-12-12
لم تُسعِف الكلمات والعبارات أم فهمي أبو صلاح (41 عاماً) وهي تروي قصة مأساة عائلة بأكملها اختطف الاحتلال الإسرائيلي خمسة من أفرادها قبل نحو عامين، وشرد من تبقى من أقاربهم بعد تدمير منزلهم في الحرب الأخيرة.
وعلى كرسي متحرك اختزل نجلها الصغير رباح ذو التسع سنوات آلام وأحزان الأسرة، ولم تمكنه الإعاقة الحركية التي يعاني منها من التعبير عما يعتمل في صدره من اشتياق لوالده وشقيقيه فهمي وصلاح الذين اعتقلوا أمام ناظريه.
ووجدت الأم المكلومة في المؤتمر وزفرصتها لتوصل صوتها الضعيف للمنظمات الحقوقية بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان.
بتاريخ 19/3/2008 بدأت القصة، عندما حاصرت قوة إسرائيلية خاصة منزل عائلة أبو صلاح على أطراف بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، واعتقلت خمسة من أفراد العائلة هم: أسعد فهمي أبو صلاح (46) عاما، ونجليه فهمي (23)عاما وصلاح (20) عاما، وشقيقه سعيد وابن شقيقه غسان.
وكأن قوات الاحتلال لم تشفِ غليلها في النيل من هذه العائلة، فأكملت فصول جريمتها بقصف وتدمير المنزل في شهر يناير/ كانون الثاني 2009 إبان الحرب الشهيرة على قطاع غزة، فشردت أقارب الأسرى الخمسة.
فصول الجريمة
وتحكي أم فهمي في حديث لوكالة "صفا" فصولاً أخرى لمعاناة عائلتها، كان أبرزها وفاة والدة زوجها الأسير التي بترت ساقها بسبب مرض عضال، وتوفيت بعد معاناتها الشديدة إثر محاولاتها المستميتة للسفر للخارج لتلقي العلاج، فاصطدمت بأقفال المعبر الموصدة التي وضعت حدا لآلامها.
والدة الأسير أسعد توفيت بعد عيد الأضحى، وهي التي كانت تُمني نفسها برؤية فلذات أكبادها وقد أفرج عنهم من سجون الاحتلال، ولكن قضاء الله كان الغالب، فماتت بألم المرض وحسرة الفراق، والتحقت بقافلة شهداء الحصار.
وتساءلت أم فهمي- وهي تشير إلى نجلها المعاق الذي يحمل صورة والده وشقيقيه- أين منظمات ومؤسسات حقوق الإنسان من هذا الطفل المعاق، الذي حرمه الاحتلال من والده وأشقائه، ومنعه الحصار من إجراء عمليات جراحية بحاجة إليها.
وتضيف المرأة المنكوبة "ابني الأسير صلاح حرمه الاحتلال من امتحانات الثانوية العامة، وزوجي المصاب بمرض مزمن في المعدة حرمه من العلاج كما حرموا أمه وابنه، فعن أي حقوق تتحدثون وتحتفلون؟".
وتطالب أحرار العالم بالتحرك حالا للإفراج عن جميع الأسرى في سجون الاحتلال، مستهجنة أن يتم المطالبة بتحرير شاليط الجندي الذي أسرته المقاومة من على ظهر الدبابة، ونسوا 11 ألف أسير فلسطيني!.