مذبحة الحرم الإبراهيمي
التاريخ: 25/02/1994
المكان: الخليل / الحرم الابراهيمي
قبل أن يستكمل المصلون صلاة الفجر في الحرم الإبراهيمي في الخليل دوت أصوات انفجار القنابل اليدوية وزخات الرصاص في جنبات الحرم الشريف، واخترقت شظايا القنابل والرصاص رؤوس المصلين ورقابهم وظهورهم لتصيب اكثر من ثلاثمائة وخمسين منهم.
وقد بدأت الجريمة حين دخل الإرهابي باروخ غولدشتاين ومجموعة من مستوطني كريات أربع المسجد الإبراهيمي وكان غولدشتاين يحمل بندقيته العسكرية الرشاشة وقنابل اليدوية وكميات كبيرة من الذخيرة، قد وقف الإرهابي غولدشتاين خلف أحد أعمدة المسجد وانتظر حتى سجد المصلون وفتح نيران سلاحه الرشاش على المصلين وهم سجود، فيما قام آخرون بمساعدته في تعبئة الذخيرة التي احتوت رصاص دمدم المتفجر والمحرم دوليا.
وقد نفذ غولدشتاين المذبحة في وقت أغلق فيه الجنود الصهاينة أبواب المسجد لمنع المصلين من الهرب، كما منعوا القادمين من خارج الحرم من الوصول إلى ساحته لإنقاذ الجرحى، وفي وقت لاحق استشهد آخرون برصاص جنود الاحتلال خارج المسجد وفي المقابل أثناء تشييع جثث شهداء المسجد، وقد راح ضحية المجزرة نحو 50 شهيدا قتل 29 منهم داخل المسجد
الجريمة ..البداية والشرارة
اختار السفاح غولدشتاين يوما ذا مغزى في تاريخ اليهود لارتكاب الجريمة البشعة في الحرم الابراهيمي الشريف.انه عيد المساخر-البوريم- ولهذا اليوم قصة في حياة اليهود ويرمز الى قوة اليهود .واراد باروخ ان يؤكد في ذلك اليوم مقولته -اذا كان عدوك يريد قتلك ابدا انت بذبحه.
"محار اني اريخيم ماهو ها سلام شليخيم"عبارة بالعبرية قالها الكابتن "دوف سوليمون" قائد حرس الحرم الإبراهيمي الشريف للمسلمين مساء يوم الخميس 24/2/19994 عشية ارتكاب الجريمة.ففي مساء ذلك اليوم الخميس وأثناء صلاة العشاء دخل المستوطنون الحرم وقاموا باستفزاز المصلين المسلمين ووقع شجار بين الطرفين.وعلى باب الحرم وبالقرب من تكية سيدنا ابراهيم عليه السلام كان الكابتن دوف يقف وبجانبه المواطن الفلسطيني (ع.ش) 30 عاما وقال دوف عبارته تلك والتي تعني بالعربية " غدا سوف نريكم ما هو اسلامكم".
حين خرج الطبيب المجرم غولدشتاين من منزله في كريات أربع (ومرافقه او مرافقيه) اتجهوا نحو مسجد خالد بن الوليد القريب من مستوطنة قريات أربع دخل احدهم المسجد وفي طريق خروجه من المسجد التقى بأحد المواطنين فأطلق النار عليه.الجريح الاولم.أ.غ 18 عاما ، يقول خرجت من البيت الساعة الرابعة والنصف لاصلي الفجر في مسجد خالد بن الوليد وانا في طريقي إلى المسجد وجدت مستوطنا يخرج من المسجد وعلى بعد 2م تقريبا أطلق الرصاص علي.وهذا يؤكد أن هناك غير غولدشتاين قد شارك في الجريمة والسؤال : هل كان المستوطنون يريدون تنفيذ جريمتهم في مسجد خالد القريب من المستوطنة ام في المسجدين( الحرم الابراهيمي وخالد) في آن واحد ولم يجدوا العدد الكافي في مسجد خالد لقتلهم
المجزرة كما يرويها شهود العيان:
ش.ز. 27 عاما: كنت اصلي في اخر صف للمصلين في الحرم الإبراهيمي الشريف .. وعندما وصلنا إلى آخر سورة الفاتحة سمعت من خلفي صوت مستوطنين يقولون باللغة العبرية بما معناه بالعربية" هذه اخرتهم" وعندما وصل الامام الى آية السجدة وهممنا بالسجود، سمعنا صوت إطلاق نار من جميع الاتجاهات، كما سمعت صوت انفجارات وكأن الحرم قد بدا يتهدم علينا لم استطع ان ارفع راسي...لقد تفجر راس الذي بجانبي وتطاير دماغه ودمه على راسي ووجهي وعندها لم اصح الا عندما توقف اطلاق النار وبدا الناس بالتكبير الله اكبر ...الله اكبر.. فرفعت راسي وشاهدت المصلين يضربون شخصا يلبس زيا عسكريا. شاهدت طفلا مستشهدا لا يتجاوز عمره 12 سنة حملته وخرجت به الى الخارج إلا أن الجندي اعترضني وأراد ان يطلق النار علي نظرت إلى اليمين فشاهدت 5 مستوطنين في غرفتهم الصغيرة عند مقام سيدنا اسحق استطعت الهرب بالطفل ووضعته في سيارة مارة ثم صحوت لنفسي فشعرت بدوخة وصدري مبتل حسبته عرقا احسست بيدي مكان البلل فاذا بي أرى دمي ينزف فصعدت بأول سيارة شاهدتها الى المستشفى فاذا بي مثاب برصاص حي في صدري.م.ج:الطفل م.ج. 5 سنوات أصيب بثلاث رصاصات . يقول : ذهبت للصلاة فجر الجمعة مع جدتي وصليت مع الرجال في داخل الحرم في آخر الصفوف، سمعت صوت إطلاق النار اختبات خلف شمعة المسجد ولم اشعر أنني قد أصبت من هول ما رايت شاهدت جدتي أمسكت بها بقوة .. ويضيف عم الطفل: لقد شاهدت الرصاص يتطاير في ثلاثة اتجاهات وليس باتجاه واحد انبطح الجميع على الأرض هرب أربعة شبان الا ان الجنود أطلقوا النار عليهم لقد شاهدتهم بام عيني ولم يسمحوا لسيارات الإسعاف بالدخول لمدة ربع ساعة او ثلث ساعة.بعد ان انهى المستوطن إطلاق الرصاص أراد ان يهرب الا ان المصلين كانوا له بالمرصاد فانهالوا عليه بالضرب باسطوانات الإطفاء ..خرجت بعدها لارى الجنود يطلقون النار في جميع الاتجاهات على المسعفين والجرحى.ح.ق.نزلت الى صلاة الفجر وكنت متاخرا وعندما وصلت الى الباب الداخلي للحرم هممت بخلع حذائي عندها شاهدت جنديا إسرائيليا يحضر من جهة الحضرة الابراهيمية وهو يهرول ويحمل رشاشا ومعه مخازن أسلحة مربوطة بشريط لاصق.دفعني الجندي بيده ثم دخل بسرعة الى الجهة اليمنى خلف الامام .كان المسجد مليئا بالمصلين .عندها بدا باطلاق الرصاص بغزارة وفي جميع الاتجاهات.في هذه اللحظة خرجت من المسجد حافي القدمين وقلت للجنود والحرس ان يهوديا يقتل المسلمين في المسجد
م. س.أ. 18 عاما: وقفت مع أصدقائي وشقيقي ثم بدأنا الصلاة وبدا الرصاص. نظرت الى يميني ويساري رأيت الجميع ينزف دما ولما التفت حولي كان اعز اصدقائي قد فارق الحياة وعيناه مفتوحتان وكذلك فمه ، نظرت الى الأمام فرأيت صديقي الاخر والدم ينزف بغزارة من رأسه ..حاولت الهرب من الجحيم وإسعاف احد الجرحى ولكنه كان قد مات هو ايضا.لا تدوس أبوك فانه شهيد، اما الطفل ف.ج. 7 سنوات فيقول: خفت من الرصاص والدم والصياح واذا بأخي يبكي ويفتش عن ابي فوجدنا ابي قد فارق الحياة ورأسه ممزق فقلت لأخي لا تدسه هذا ابوك...والطفل خ.ج. ابن العاشرة كان محظوظا فالرصاصة مسحت جمجمته ولم تصب دماغه وكان ذكيا بحيث تظاهر انه ميت ، اخوه الذي يبلغ من العمر 17 عاما اصيب باحدى ساقيه، كان المستشفى الاهلي في الخليل شاهدا على ذلك الرعب ، القتلى والجرحى في مجزرة الحرم كانوا هناك وكان ايضا هناك بالاضافة اليهم ضحايا رصاص الجنود الاسرائيليين المتمركزين بالقرب من المستشفى.
الفوضى كانت عارمة وشاملة آلاف الفلسطينيين من ابناء الخليل تدفقوا فور انتشار النبأ للسؤال عن مصير اخ او قريب او صديق.
جاء آخرون لتقديم الدماء وتزاحمت الشاحنات الصغيرة المنطلقة باقصى سرعة والمطلقة الانذار لنقل ادوية وضمادات جمعها صيادلة المدينة بالاضافة الى ما تيسر من عبوات الاكسجين والمياه المعدنية . فيما كانت سيارات الاسعاف تطلق صفاراتها تحاول شق طريقها الى المستشفى.
الفلسطينيون امتلكهم الغضب، اخذوا يقذفون الجنود الاسرائيليين على حافة الطريق المحاذي للمستشفى بالحجارة ويصرخون "بالدم بالروح نفديك يا شهيد".
الجنود فتحوا النار سقط عدد جديد ، المستشفى لم يكن بعيدا/ نقلهم رفاقهم اليه على الفور، فاختلطت في بلبلة لا توصف حمالات الجرحى وضحايا الحرم الإبراهيمي بحمالات الجرحى والضحايا الجدد.
مرضى المستشفى ، المرضى العاديون كانوا بملابس النوم هبوا من نومهم للمساعدة على نقل الحمالات الى الداخل ومن كان يجهل الطريق الى غرف العمليات دماء الشهداء على الارض كانت تدله اليها،؟ الاطباء استعجلوا المعالجة اين استطاعوا ومن لم يجد مكانا اسعف المصاب على الارض في المكان.
طفل لم يبلغ العاشرة من العمر قتل في مكان لم يحدد ينقل الى المستشفى على ملاءة بيضاء ملطخة بالدم.
رائحة الدم والموت عبقت داخل المستشفى ، مئات النساء تدافعن امام قائمة علقت على جدار ، القائمة حملت اسماء الشهداء. وضعها الاطباء والممرضون الذين تمكنوا وحدهم من المحافظة على هدوئهم، لقد خبروا هذا الرعب وعليهم توقع المزيد.
الرعب ينتشر من جديد في الحشد، الجنود هاجموا من جديد، تقدموا على الطريق المؤدي الى المستشفى اطلقوا النار تدافع المئات وسقط من جديد فلسطينيون جرحى ، يصرخ ضابط: لقد اعلن حظر التجول في المدينة وعلى الجميع العودة الى منازلهم، الاوامر لم تنفذ.
والغضب المتاجج في الصدور المكتومة يتفجر، ويزداد عدد الجرحى والشهداء ، حتى بكت السماء التي جف مطرها في الايام السابقة، ها هي الان تمطر، دموعا على رؤوس الشهداء والاشهاد، دم على جدار الحرم يتفجر، يتفجر اغنية عشق للارض والوطن، ويمتد من جنوب المدينة حتى شمالها.
مطر، ودماء على الارض، والناس تجري ، وسيارات الاسعاف تصرخ ، ومآذن المساجد هي الاخرى تصرخ وتكبر : الله اكبر ...الله اكبر ... والسيارات العسكرية المجنونة تعلن منع التجول ولكن هيهات من ان يمنعوا الغضب ان يتفجر.
ويروي الدكتور م. ت. نائب مدير المستشفى الاهلي فيقول:
" وبعد معالجة الجرحى الذين وصلوا الى المستشفى واستخراج الرصاص من اجسادهم، تبين ان هناك عدة انواع من الرصاص استخدمت في المجزرة، من رصاص "العوزي" والبنادق الاخرى ورصاصا "الدمدم" كذلك هناك اصابلات بالشظايا، الامر الذي يؤكد استعمال القنابل ايضا، وبجانب كل جريح حفظت الرصاصة التي استخرجت من جسده ونوعها.
واضاف: حسب احصائيات الطب، اذا وقع حادث قتل جماعي ، فان عدد الذين يموتون هو (1) من (15) والذين قتلوا في المجزرة هم (1) من (6) والسبب في ذلك اعاقة عمليات الانقاذ وكثرة الرصاص الذي اطلق.
ويضيف: ان تعطيل حواجز الجيش لسيارات الاسعاف وعرقلتها ساعد في ارتفاع عدد الشهداء، فبعد تنامي شيوع خبر المجزرة هرع الاهالي بسياراتهم الى منطقة الحرم لاخلاء الجرحى ، كان مؤذن الحرم يحمل طفلا جريحا بين يديه ويركض باحثا عن سيارة لانقاذه، صادفه جندي ومنعه من الخروج من باحة الحرم ، اصر المؤذن على الخروج فما كان من الجندي الا ان افرغ عدة رصاصات في جسد المؤذن وارداه قتيلا، واصاب الرصاص الطفل الجريح ايضا واكمل عليه.
شاب جريح عند مدخل الباب ينزف اصيب في ساقه فاطلق جندي الرصاص على ساقه الثانية وتركه ينزف .واكد الدكتور م.ت. "حسب رائي الطبي هناك من الجرحى من نزف حتى الموت، بسبب اعاقة عمليات الانقاذ".
سيارات اسعاف جاءت من حلحول وبيت امر للنجدة، اوقفوها على الحواجز لفترات طويلة.
ويضيف الدكتور م.ت: " كنا في وضع رهيب وامكانيات المستشفى ضئيلة امام العدد الضخم من الشهداء والجرحى الذي وصل، كان الامر فوق طاقتنا اضطررنا الى تحويل 36 حالة خاصة الى مستشفيات القدس ورام الله، فاستشهد 5 جرحى في مستشفى المقاصد ، وجريح في مستشفى رام الله.
وفوجئنا بان الرصاص بدا يئز بغزارة حول المستشفى، فقد جاءت قوات الجيش باعداد كبيرة وبدات باطلاق الرصاص عشوائيا ، الشباب يتفجرون غضبا وفي فورة دم، فقد تجمهروا حول المستشفى للتبرع بالدم للجرحى، وانتشر الجنود على الاسطح وبداوا باطلاق الرصاص ، فما الحاجة لحضورهم الى منطقة المستشفى، هل جاؤوا ليتبرعوا بالدم؟
اربعة شبان استشهدوا بعد ان تبرعوا بالدم، احدهم لم يكد يخرج من المستشفى ، حتى اعيد بعد دقائق وقد مزق الرصاص المتفجر راسه، الجزء العلوي من راسه طار، وبعد ساعتين فقط من الاتصالات والمساعي لسحب الجنود من منطقة المستشفى ، استجاب المسؤولون لذلك، في البداية قالوا سحبنا القوات، لكن القوات كانت تقتل وتجرح وتستفز وتعرقل عمل الاسعاف.
ستة عشر شهيدا دفعة واحدة:
تدفقت اعداد كبيرة من الجرحى والشهداء على المستشفى الاهلي في اللحظات الاولى، في الدفعة الاولى (16) شهيدا وعشرات الجرحى . احد الشهداء كان شيخا طاعنا في السن كان يصلي فانفجرت قنبلة اطارت بوجهه، ووصل طفلان احدهما في الثامنة من العمر والاخر في السابعة القيا على الارض في احدى الغرف، ما ذنبهما؟؟ منظرهما كان مرعبا، فلم يتحمل الجسد الغض الطري لاحدهما الرصاص ، فتحول الى اشلاء.
التاريخ: 25/02/1994
المكان: الخليل / الحرم الابراهيمي
قبل أن يستكمل المصلون صلاة الفجر في الحرم الإبراهيمي في الخليل دوت أصوات انفجار القنابل اليدوية وزخات الرصاص في جنبات الحرم الشريف، واخترقت شظايا القنابل والرصاص رؤوس المصلين ورقابهم وظهورهم لتصيب اكثر من ثلاثمائة وخمسين منهم.
وقد بدأت الجريمة حين دخل الإرهابي باروخ غولدشتاين ومجموعة من مستوطني كريات أربع المسجد الإبراهيمي وكان غولدشتاين يحمل بندقيته العسكرية الرشاشة وقنابل اليدوية وكميات كبيرة من الذخيرة، قد وقف الإرهابي غولدشتاين خلف أحد أعمدة المسجد وانتظر حتى سجد المصلون وفتح نيران سلاحه الرشاش على المصلين وهم سجود، فيما قام آخرون بمساعدته في تعبئة الذخيرة التي احتوت رصاص دمدم المتفجر والمحرم دوليا.
وقد نفذ غولدشتاين المذبحة في وقت أغلق فيه الجنود الصهاينة أبواب المسجد لمنع المصلين من الهرب، كما منعوا القادمين من خارج الحرم من الوصول إلى ساحته لإنقاذ الجرحى، وفي وقت لاحق استشهد آخرون برصاص جنود الاحتلال خارج المسجد وفي المقابل أثناء تشييع جثث شهداء المسجد، وقد راح ضحية المجزرة نحو 50 شهيدا قتل 29 منهم داخل المسجد
الجريمة ..البداية والشرارة
اختار السفاح غولدشتاين يوما ذا مغزى في تاريخ اليهود لارتكاب الجريمة البشعة في الحرم الابراهيمي الشريف.انه عيد المساخر-البوريم- ولهذا اليوم قصة في حياة اليهود ويرمز الى قوة اليهود .واراد باروخ ان يؤكد في ذلك اليوم مقولته -اذا كان عدوك يريد قتلك ابدا انت بذبحه.
"محار اني اريخيم ماهو ها سلام شليخيم"عبارة بالعبرية قالها الكابتن "دوف سوليمون" قائد حرس الحرم الإبراهيمي الشريف للمسلمين مساء يوم الخميس 24/2/19994 عشية ارتكاب الجريمة.ففي مساء ذلك اليوم الخميس وأثناء صلاة العشاء دخل المستوطنون الحرم وقاموا باستفزاز المصلين المسلمين ووقع شجار بين الطرفين.وعلى باب الحرم وبالقرب من تكية سيدنا ابراهيم عليه السلام كان الكابتن دوف يقف وبجانبه المواطن الفلسطيني (ع.ش) 30 عاما وقال دوف عبارته تلك والتي تعني بالعربية " غدا سوف نريكم ما هو اسلامكم".
حين خرج الطبيب المجرم غولدشتاين من منزله في كريات أربع (ومرافقه او مرافقيه) اتجهوا نحو مسجد خالد بن الوليد القريب من مستوطنة قريات أربع دخل احدهم المسجد وفي طريق خروجه من المسجد التقى بأحد المواطنين فأطلق النار عليه.الجريح الاولم.أ.غ 18 عاما ، يقول خرجت من البيت الساعة الرابعة والنصف لاصلي الفجر في مسجد خالد بن الوليد وانا في طريقي إلى المسجد وجدت مستوطنا يخرج من المسجد وعلى بعد 2م تقريبا أطلق الرصاص علي.وهذا يؤكد أن هناك غير غولدشتاين قد شارك في الجريمة والسؤال : هل كان المستوطنون يريدون تنفيذ جريمتهم في مسجد خالد القريب من المستوطنة ام في المسجدين( الحرم الابراهيمي وخالد) في آن واحد ولم يجدوا العدد الكافي في مسجد خالد لقتلهم
المجزرة كما يرويها شهود العيان:
ش.ز. 27 عاما: كنت اصلي في اخر صف للمصلين في الحرم الإبراهيمي الشريف .. وعندما وصلنا إلى آخر سورة الفاتحة سمعت من خلفي صوت مستوطنين يقولون باللغة العبرية بما معناه بالعربية" هذه اخرتهم" وعندما وصل الامام الى آية السجدة وهممنا بالسجود، سمعنا صوت إطلاق نار من جميع الاتجاهات، كما سمعت صوت انفجارات وكأن الحرم قد بدا يتهدم علينا لم استطع ان ارفع راسي...لقد تفجر راس الذي بجانبي وتطاير دماغه ودمه على راسي ووجهي وعندها لم اصح الا عندما توقف اطلاق النار وبدا الناس بالتكبير الله اكبر ...الله اكبر.. فرفعت راسي وشاهدت المصلين يضربون شخصا يلبس زيا عسكريا. شاهدت طفلا مستشهدا لا يتجاوز عمره 12 سنة حملته وخرجت به الى الخارج إلا أن الجندي اعترضني وأراد ان يطلق النار علي نظرت إلى اليمين فشاهدت 5 مستوطنين في غرفتهم الصغيرة عند مقام سيدنا اسحق استطعت الهرب بالطفل ووضعته في سيارة مارة ثم صحوت لنفسي فشعرت بدوخة وصدري مبتل حسبته عرقا احسست بيدي مكان البلل فاذا بي أرى دمي ينزف فصعدت بأول سيارة شاهدتها الى المستشفى فاذا بي مثاب برصاص حي في صدري.م.ج:الطفل م.ج. 5 سنوات أصيب بثلاث رصاصات . يقول : ذهبت للصلاة فجر الجمعة مع جدتي وصليت مع الرجال في داخل الحرم في آخر الصفوف، سمعت صوت إطلاق النار اختبات خلف شمعة المسجد ولم اشعر أنني قد أصبت من هول ما رايت شاهدت جدتي أمسكت بها بقوة .. ويضيف عم الطفل: لقد شاهدت الرصاص يتطاير في ثلاثة اتجاهات وليس باتجاه واحد انبطح الجميع على الأرض هرب أربعة شبان الا ان الجنود أطلقوا النار عليهم لقد شاهدتهم بام عيني ولم يسمحوا لسيارات الإسعاف بالدخول لمدة ربع ساعة او ثلث ساعة.بعد ان انهى المستوطن إطلاق الرصاص أراد ان يهرب الا ان المصلين كانوا له بالمرصاد فانهالوا عليه بالضرب باسطوانات الإطفاء ..خرجت بعدها لارى الجنود يطلقون النار في جميع الاتجاهات على المسعفين والجرحى.ح.ق.نزلت الى صلاة الفجر وكنت متاخرا وعندما وصلت الى الباب الداخلي للحرم هممت بخلع حذائي عندها شاهدت جنديا إسرائيليا يحضر من جهة الحضرة الابراهيمية وهو يهرول ويحمل رشاشا ومعه مخازن أسلحة مربوطة بشريط لاصق.دفعني الجندي بيده ثم دخل بسرعة الى الجهة اليمنى خلف الامام .كان المسجد مليئا بالمصلين .عندها بدا باطلاق الرصاص بغزارة وفي جميع الاتجاهات.في هذه اللحظة خرجت من المسجد حافي القدمين وقلت للجنود والحرس ان يهوديا يقتل المسلمين في المسجد
م. س.أ. 18 عاما: وقفت مع أصدقائي وشقيقي ثم بدأنا الصلاة وبدا الرصاص. نظرت الى يميني ويساري رأيت الجميع ينزف دما ولما التفت حولي كان اعز اصدقائي قد فارق الحياة وعيناه مفتوحتان وكذلك فمه ، نظرت الى الأمام فرأيت صديقي الاخر والدم ينزف بغزارة من رأسه ..حاولت الهرب من الجحيم وإسعاف احد الجرحى ولكنه كان قد مات هو ايضا.لا تدوس أبوك فانه شهيد، اما الطفل ف.ج. 7 سنوات فيقول: خفت من الرصاص والدم والصياح واذا بأخي يبكي ويفتش عن ابي فوجدنا ابي قد فارق الحياة ورأسه ممزق فقلت لأخي لا تدسه هذا ابوك...والطفل خ.ج. ابن العاشرة كان محظوظا فالرصاصة مسحت جمجمته ولم تصب دماغه وكان ذكيا بحيث تظاهر انه ميت ، اخوه الذي يبلغ من العمر 17 عاما اصيب باحدى ساقيه، كان المستشفى الاهلي في الخليل شاهدا على ذلك الرعب ، القتلى والجرحى في مجزرة الحرم كانوا هناك وكان ايضا هناك بالاضافة اليهم ضحايا رصاص الجنود الاسرائيليين المتمركزين بالقرب من المستشفى.
الفوضى كانت عارمة وشاملة آلاف الفلسطينيين من ابناء الخليل تدفقوا فور انتشار النبأ للسؤال عن مصير اخ او قريب او صديق.
جاء آخرون لتقديم الدماء وتزاحمت الشاحنات الصغيرة المنطلقة باقصى سرعة والمطلقة الانذار لنقل ادوية وضمادات جمعها صيادلة المدينة بالاضافة الى ما تيسر من عبوات الاكسجين والمياه المعدنية . فيما كانت سيارات الاسعاف تطلق صفاراتها تحاول شق طريقها الى المستشفى.
الفلسطينيون امتلكهم الغضب، اخذوا يقذفون الجنود الاسرائيليين على حافة الطريق المحاذي للمستشفى بالحجارة ويصرخون "بالدم بالروح نفديك يا شهيد".
الجنود فتحوا النار سقط عدد جديد ، المستشفى لم يكن بعيدا/ نقلهم رفاقهم اليه على الفور، فاختلطت في بلبلة لا توصف حمالات الجرحى وضحايا الحرم الإبراهيمي بحمالات الجرحى والضحايا الجدد.
مرضى المستشفى ، المرضى العاديون كانوا بملابس النوم هبوا من نومهم للمساعدة على نقل الحمالات الى الداخل ومن كان يجهل الطريق الى غرف العمليات دماء الشهداء على الارض كانت تدله اليها،؟ الاطباء استعجلوا المعالجة اين استطاعوا ومن لم يجد مكانا اسعف المصاب على الارض في المكان.
طفل لم يبلغ العاشرة من العمر قتل في مكان لم يحدد ينقل الى المستشفى على ملاءة بيضاء ملطخة بالدم.
رائحة الدم والموت عبقت داخل المستشفى ، مئات النساء تدافعن امام قائمة علقت على جدار ، القائمة حملت اسماء الشهداء. وضعها الاطباء والممرضون الذين تمكنوا وحدهم من المحافظة على هدوئهم، لقد خبروا هذا الرعب وعليهم توقع المزيد.
الرعب ينتشر من جديد في الحشد، الجنود هاجموا من جديد، تقدموا على الطريق المؤدي الى المستشفى اطلقوا النار تدافع المئات وسقط من جديد فلسطينيون جرحى ، يصرخ ضابط: لقد اعلن حظر التجول في المدينة وعلى الجميع العودة الى منازلهم، الاوامر لم تنفذ.
والغضب المتاجج في الصدور المكتومة يتفجر، ويزداد عدد الجرحى والشهداء ، حتى بكت السماء التي جف مطرها في الايام السابقة، ها هي الان تمطر، دموعا على رؤوس الشهداء والاشهاد، دم على جدار الحرم يتفجر، يتفجر اغنية عشق للارض والوطن، ويمتد من جنوب المدينة حتى شمالها.
مطر، ودماء على الارض، والناس تجري ، وسيارات الاسعاف تصرخ ، ومآذن المساجد هي الاخرى تصرخ وتكبر : الله اكبر ...الله اكبر ... والسيارات العسكرية المجنونة تعلن منع التجول ولكن هيهات من ان يمنعوا الغضب ان يتفجر.
ويروي الدكتور م. ت. نائب مدير المستشفى الاهلي فيقول:
" وبعد معالجة الجرحى الذين وصلوا الى المستشفى واستخراج الرصاص من اجسادهم، تبين ان هناك عدة انواع من الرصاص استخدمت في المجزرة، من رصاص "العوزي" والبنادق الاخرى ورصاصا "الدمدم" كذلك هناك اصابلات بالشظايا، الامر الذي يؤكد استعمال القنابل ايضا، وبجانب كل جريح حفظت الرصاصة التي استخرجت من جسده ونوعها.
واضاف: حسب احصائيات الطب، اذا وقع حادث قتل جماعي ، فان عدد الذين يموتون هو (1) من (15) والذين قتلوا في المجزرة هم (1) من (6) والسبب في ذلك اعاقة عمليات الانقاذ وكثرة الرصاص الذي اطلق.
ويضيف: ان تعطيل حواجز الجيش لسيارات الاسعاف وعرقلتها ساعد في ارتفاع عدد الشهداء، فبعد تنامي شيوع خبر المجزرة هرع الاهالي بسياراتهم الى منطقة الحرم لاخلاء الجرحى ، كان مؤذن الحرم يحمل طفلا جريحا بين يديه ويركض باحثا عن سيارة لانقاذه، صادفه جندي ومنعه من الخروج من باحة الحرم ، اصر المؤذن على الخروج فما كان من الجندي الا ان افرغ عدة رصاصات في جسد المؤذن وارداه قتيلا، واصاب الرصاص الطفل الجريح ايضا واكمل عليه.
شاب جريح عند مدخل الباب ينزف اصيب في ساقه فاطلق جندي الرصاص على ساقه الثانية وتركه ينزف .واكد الدكتور م.ت. "حسب رائي الطبي هناك من الجرحى من نزف حتى الموت، بسبب اعاقة عمليات الانقاذ".
سيارات اسعاف جاءت من حلحول وبيت امر للنجدة، اوقفوها على الحواجز لفترات طويلة.
ويضيف الدكتور م.ت: " كنا في وضع رهيب وامكانيات المستشفى ضئيلة امام العدد الضخم من الشهداء والجرحى الذي وصل، كان الامر فوق طاقتنا اضطررنا الى تحويل 36 حالة خاصة الى مستشفيات القدس ورام الله، فاستشهد 5 جرحى في مستشفى المقاصد ، وجريح في مستشفى رام الله.
وفوجئنا بان الرصاص بدا يئز بغزارة حول المستشفى، فقد جاءت قوات الجيش باعداد كبيرة وبدات باطلاق الرصاص عشوائيا ، الشباب يتفجرون غضبا وفي فورة دم، فقد تجمهروا حول المستشفى للتبرع بالدم للجرحى، وانتشر الجنود على الاسطح وبداوا باطلاق الرصاص ، فما الحاجة لحضورهم الى منطقة المستشفى، هل جاؤوا ليتبرعوا بالدم؟
اربعة شبان استشهدوا بعد ان تبرعوا بالدم، احدهم لم يكد يخرج من المستشفى ، حتى اعيد بعد دقائق وقد مزق الرصاص المتفجر راسه، الجزء العلوي من راسه طار، وبعد ساعتين فقط من الاتصالات والمساعي لسحب الجنود من منطقة المستشفى ، استجاب المسؤولون لذلك، في البداية قالوا سحبنا القوات، لكن القوات كانت تقتل وتجرح وتستفز وتعرقل عمل الاسعاف.
ستة عشر شهيدا دفعة واحدة:
تدفقت اعداد كبيرة من الجرحى والشهداء على المستشفى الاهلي في اللحظات الاولى، في الدفعة الاولى (16) شهيدا وعشرات الجرحى . احد الشهداء كان شيخا طاعنا في السن كان يصلي فانفجرت قنبلة اطارت بوجهه، ووصل طفلان احدهما في الثامنة من العمر والاخر في السابعة القيا على الارض في احدى الغرف، ما ذنبهما؟؟ منظرهما كان مرعبا، فلم يتحمل الجسد الغض الطري لاحدهما الرصاص ، فتحول الى اشلاء.
:afro: :afro: :afro: