الشاعر مازن دويكات
نبذة
شاعر وكاتب , مواليد عام 1954م في نابلس – فلسطين.
ـ دبلوم مساحة وحساب كميات. ـ عضو مؤسس في ملتقى بلاطة الثقافي في نابلس.
ـ عضو هيئة إدارية في اتحاد الكتاب الفلسطينيين.
ـ عضو هيئة إدارية في مركز اغاريت للثقافة والنشر.
ـ عمل سكرتير تحرير لمجلة نوافذ الصادرة عن دار الفاروق للثقافة والنشر في نابلس.
ـ عمل مشرفاً على مجلة الملتقى الأدبية التي تصدر عن ملتقى بلاطة الثقافي في نابلس.
من أعماله:-
1- أناشيد الشاطر حسن، قصائد للأطفال، جمعية الأطفال العرب ـ حيفا 1994.
2- المسرات ـ قصائد ـ ملتقى بلاطة الثقافي ـ نابلس 1996.
3- مائة أغنية حب ـ قصائد ـ دار الفاروق ـ نابلس 1997.
4- والحكي للجميع ـ مسلسل إذاعي أذاعته إذاعة فلسطين 1997.
5- الثيران الثلاثة ـ قصة شعرية للأطفال ـ دار الفاروق ـ نابلس 1998.
6- صابر الجرزيمي ـ نصوص ساخرة ـ اتحاد الكتاب الفلسطينيين ـ القدس، ودار الفاروق ـ نابلس 1998.
7- قراءات في جدارية محمود درويش ـ مع آخرين ـ ملتقى بلاطة الثقافي ـ نابلس 2002.
8- مرايا البعد الثالث ـ نصوص ـ ملتقى بلاطة الثقافي ـ نابلس 2001.
9- حارس الغابة ـ قصة شعرية للأطفال ـ منشورات مركز أوغاريت للنشر والترجمة 2001.
10- وسائد حجرية, قصائد ـ منشورات مركز أوغاريت للنشر والترجمة 2003
11- حرائق البلبل على عتبات الوردة، عمل مشترك مع عفاف خلف ـ منشورات مركز أوغاريت للنشر والترجمة 2004
12- احتفال في مقهى الخيبة, مجموعة قصصية مشتركة
المجنون
وميضٌ يغسلُ الشرفات
فليهبط غبار مدينة الموتى على الأسوار
أنت من التراب فعدْ إليه
وخذْ وصيتك الأخيرة
من صهيل الغيم في البستان
من بوح الحمامة فوق سطح الدار
كيف تكونني وأكونها الأزهار
من ملأ الإناء بدمعه
هذي الغمامة أم أنا!
فكأنني ملئ الحديقة في اشتعالات الخريف
وكأنها في خامتي الأولى العجينة والخميرة
والأرض سلتنا الصغيرة
كم نسينا على طرف الرصيفْ
أمضي وأحمل تبغ يومي والرغيفْ
قفْ يا غريب الدار، حدقْ
زهرتي محنية فوق الأصيصْ
وتشمني بتويجها العالي
تقدم أيها الموت الرخيصْ
وانشرْ على الأحواض أجنحة الرحيلْ
والآن دعني لحظة
فوق السياج شذاً أسيلْ
الأفق مباحٌ
والأرض مباحه
والمجنون كهيئة طيرٍ
مدّ جناحه
أين يطيرُ وأين يسيرْ
والفسحة غير متاحهْ
معصوب الروح أتى
وافترش الساحة
في المخلاة رغيفان وتفاحةْ
وقصيدة شعر
تنـزف في الليل جراحه
ارتوت الصحراء فشب على عجلٍ
قصبُ الواحةْ
أأنا بوح الناي
أم حنجرة المجنون الصدّاحة((
فكأن لي في الأرض متسعٌ
أعينني كي أقوم إذن وأدفن بذرتي
رعدٌ يحكُ رحيقها
تفاحة المجنون ضاحكة
لقد جُنت شوارعنا
ومن حملهم على هذا الدمار
ومن يرمم ما تبقى، زهرة الحمقى
بكامل طيشها وبهائها
مطرٌ تدافع في عراء الروح
قلتُ إذن توقف أيها المجنون، ليس لدي متسع
أحاول أن أرمم جرة الفخّار
بئري بعد أن وصلوا تسمم ماؤها
سرقوا من القطرات زمزمها الجليل
لا ماء من شهوات " دفنا" سوف ينبجسُ
إلا بقية دمعة ضنت بها دهراً
لتذرفها على الشهداء في العرس الأخير
والنارُ فاتحة على القتلى
وخاتمه بلا شفتين تتلى
كلما اشتعلتْ بحقل الثلج سنبلة الشعير
)أحبكُ " دفنّا "
و "دفنا " الغزالةُ والناي
" دفنا " تحددُ لي ما أرى
فرأيتُ الذي لا يراه سواي
رأيتُ سيولاً
من الصور النازفة
في جداول رعشتها
ومرايا صباي
رأيت دمىً خائفة
أن تعود لخاماتها الأولية
في نهوند القرنفل والناي
" دفنا " قفي وانظري
من وميض دمي
من خرير الشذى في فمي
لن ترين سواك
ولن تلمحي سواي(
لا عشب في الواد المقدس
لا أرى إلا الحصى في الضفة الأخرى
ومن بلع الخرافة ثم صدّقها
وأين النهر إن وجد الخريرْ
هذي الخطى للذئب أعرفها
وأعرف أين ولّى
من عواء الجرحِ في برية الجسدِ النحيلْ
ماذا سيسقط من علٍ
إني أرى الأشياء واقفة
على قدمين من ورقٍ مجعدْ
والخريفُ مضى على عجلٍ
ليرجعَ عن تداعيها المجددْ
والشتاء آتى على خبلٍ
ستغسل منْ وهذا البيت أسودْ
منْ سوف يسقطُ، منْ
إن الطغاة فقطْ
أحلى وأجمل من سقطْ
بدل القذائف فوق غابات النخيلْ
)أرى ما أشاء لمن ذهبوا
ومن جلسوا
في ممر الصنوبر تحت الترابْ
أرانا على أهبة العيش عشقاً
ونصعدُ من حجرٍ في السفوحْ
نعدُّ خيول المدينة قبل الذهاب
وبعد الإيابْ
وماذا تبقّى من الروح
ماذا تبقّى
رؤوس تدلتْ عن السرجْ
والعمرُ زهرةُ ثلجْ
بحقل جروحْ
سترجع كل الجيادْ
إلى مستقر الصهيلْ
ورف الحمامْ
إلى مستهل الهديلْ
أرى نقطة الضوء
عالية في البعيدْ
سأربطها ثم أجذبها
بخيوط النشيدْ
أراها تحاولُ
والمستقر الوحيد
ترابُ البلادْ
ترابُ البلادْ
ترابُ البلادْ(
من يحمل التابوت. هل يصلون روما
من بلاد الزيت والزيتون، أين يتممون صلاتهم
والشمس في الوادي المقدسْ
لم تصلْ قوسَ المغيبْ
فخذوا الصلاة
خذوا عواءَ ضلوعكم
وخذوا فحيحَ خشوعكم
ولربما يصل القتيلْ
أنتم بدأتم وانتهتْ فينا هزائمكم
فعودوا إن أردتم
مرة أخرى إلى حرب الصليبْ
من ها هنا سترون دمع الأمهاتَ
وأسرَّة الزوجات، وردَ العاشقات
وترسلون مع الجنازة
دمعة أخرى على الأحياء
إن وصلوا المدينة فوقَ قنطرة الهديلْ
سترون أولنا نهاراً مقبلاً
وترون آخركم ركاماً مهملاً
عودوا إذا شئتم لمغفرة الكهانة
بعد أن تعلو ملامحكم جداراً ساقطاً
والأرض تخرجُ من قداستها
وتهبط تحت أرجلكم بلا أبنائها
وسيصعدون على سلالم موتكم
والميت يصعدُ هابطاً
والأرض تخرج من قميص فصولها
هذا الربيع بلا أبٍ
لا أم سوف تهشُ سندسه المريضَ
عن الحقولِ
ومن يعيدُ بهاءها العربي في الزمن البخيلْ
(رأيتُ يداً
تنحتُ الحزن حتى اكتملْ
ما الذي يتساقط غير الغبار
عن الجسد المتهالكْ
أرى وطناً في الهزيع مضاءً
لمن وصلوا، كيف لي أن أصلْ
وهذا الغبار يسدُ المسالكْ
لنا الحق في شمس هذا النهارْ
لنا أن نعلق غيمتنا
في ممر الندى
كي نفيض رذاذاً بكل مدى
ولها الحق أن تستدل علينا
زهور البراري
ورف الحجلْ)
من يقرعُ الجرسَ المعلقَ في الأعالي
في هديل حمامةٍ
وعلى جناحِ غمامةٍ
من أيها المجنون ينحتُ رؤية فوقَ المكان
يعيدُ ترتيب الفصولْ
وينسقُ الفوضى بمصطبةِ الحقولْ
فاصدحْ بما ملكته فيك يدُ البصيرة
إني أرى ما لم يُرى
هذا مكاني لمْ أجدْ إلاّ هنا حجراً
تحكَ به جناحيها فراشاتي الصغيرة
هذا مكانك والوقوف به صلاةْ
فارفع صلاتك كل ثانية
وفي كل اتجاه
إني أرى ما لم يُرى فوق البسيطة
ورأيت ثعلب وابن آوى تحت دالية
يعدّون الخريطة
ضاقتْ على جسدي النحيلْ
(إلى أين تحملني
يا جناحي المهيضْ
سكنتُ الجهات جميعاً
فلم تحتملني ولم أحتملها
أنا الضدُ وهي النقيضْ
سأشعلُ قنديلُ روحيْ
إلى أن تذوب الذبالة بين أصابعكم
فأعلنوا أيها الأصدقاء انطفائيْ
وقولي بأني مريضْ
مضاءٌ أنا بجنونيْ
ولي أن أنام على جمرة
كيْ تَمدَّ دمي بالوميضْ)
ورأيت "دفنا " في حديقة جسمها
كانت تحاول جهدها
دفع الأنوثة عن طريق لصوصها
ورأيت حلمتها تنقط
من ثقوب قميصها
لا شيء أحمله لألتقط الرذاذ
"جيوب بنطالي ممزقة
وداعاً للجمال"
فلم أصل أرض الجزيرة
والقادمون من الشمال
دخلوا شراشف مهدها
سرقوا من النهدين رضعتي الأخيرة
اجتياح
-1-
حجرٌ وحيدٌ من بقايا الدار
والأشياءُ غامضةٌ على قدرٍ
يفسرُ منطقَ الطيرِ:
أصوّبُ في ليالي القصفِ أُغنيتي
على جسدِ الرصاصْ
وعلى ما تبقى في الجدارِ من القذيفة
لي أن أُمارسُ مهنتي في الأرض,
أن أحيا وأخلصُ في الوظيفة
عما قليلٍ يرحلُ القناصُ
وأُصبحُ فوق أشجاري على خير
-2-
بين رأسي والمخدة
طلقةٌ
يقطرُ
منها
دمُ
وردة
-3-
لنا قمرٌ بعيدٌ في الأعالي
سوف نلمحه وإن رفعوا الجدارَ
وسيجوا الأزهار بين العاشقين
فضاؤنا عالٍ ورفرفة الجناح تسيل ضواً
بين خاصرتين.
واحدة تعدُّ سنابلَ الوادي
وواحد تعد الحَبَ في حقلِ البرتقالِ
-4-
الاجتياح مدينةٌ ملتفةٌ
بعباءة الليلِ
مجنزرة ٌ تواجهُ زهرةَ الفلِ
وجنديٌ يصوّبُ بندقيته
على أمٍ
تهدهدُ جثة الطفلِ
والإجتياح شوارعٌ
تعوي الذئاب بها
وتبحثُ عن فريسةْ
ودمٌ يسيلُ
على رخامِ المسجدِ
ودرج الكنيسةْ
-5-
فوق التلال وفي ممر الإقحوانِ
فتى على الأعشابِ مكتمل السلالةْ
من أين جاءتة الغزالة
حامتْ على الجسدِ المعطر, قمته
في سرير الزهرِ, فارتعشتْ
خيوطُ المسكِ
حين طوتْ قميصَ الدمِ
اقتربي وشميِ آه أمي
للأرضِ رائحة جديدة
-6-
في الحروب النظيفة
تنامُ الطفولةُ
تحت جناحِ القذيفة
في الحروب النظيفة
طبق الجنرال المفضلِ
دمُّ وجيفةْ
-7-
هنا في الصباح المدرسيِّ
يصوّب الجنديُ مدفعه
يصيدُ فتى طريدْ
ويصوّب الولدُ المشاكسُ كيْ يصيدْ
يوماً سعيدْ
-8-
هنا كلُ شيء
يثير حساسية الجند,
الصبيةُ الذاهبون ليومٍ جديد
شوارعنا إذْ ترمم بين تجاعيدها
خطر الأنبياء
رفوف النجوم الشريدة
تنعفُ في شرفات البيوتِ
حريرَ الضياءْ
وتقرعُ أجراسَها في البعيدْ
حمامُ القبابِ الذي يتسلى
بتأثيث هذا الفضاء
بعشب الهديل وقشِ الحصيدْ
وأمي التي علمتني
قراءة كفَ الدماء
وكيف سأنسى بطلقتهم أن أموت
وأحيا شهيد
-9-
جدارٌ
حصارٌ
حواجزُ
جندُ
إجتياحْ
وما يتبقى
من المفردات
تساقطَ
من معجم الأبجديةِ
ذات صباح
-10-
تضيق على شفتيَّ اللغة
وأنا ملزمٌ بالقصيدة
ولي في الشمال ممرٌ
إلى "أوغاريت"* الجديدة
فلا بد أنْ أبلغه
يصعدون بلا خيوط واضحة
ناران، واحدة تمد لسانَها للموتِ
والأُخرى، تمد يداً مقطعة الأصابع للحياة
ناران لي، لست المجوسيُ المعمدُ بالدخان
أُلاعب اللهبَ الجميل ضحى
وأقطف برتقال سحابة خضراء
قبل تفتح الأشجار في شجر الخليقة
هابطٌ، ظلي وحيدٌ كالحقيقة
لا أرى أحداً، وتعبرني الضفاف وتكتملْ
كوصية الموتى الذين تجمهروا ليروا وصاياهم
لمن وصل الترابَ معفراً بخصوبة الشهداء
أعرفهم هنا، وهناك بين وريدها
ونشيد من عبروا سراط المذبحة
هذي البقية بدء من ولدوا
وخروا شاهرين قماطهم وعلى أصابعهم
بقايا من حليب الأمهات ودمعهن المشتعلْ
هذا انحناء النائمين على وسائد ماء بهجتنا المثلثْ:
لونه العدمي والطعم المعذب في سياط الرائحة
هذا هبوطي، يصعدون
كقطة عمياء تقفز في فراغ انتباهي
ليس إلا الملح يحفر في الجراح ويستقر على شفاهي
كم سيبقى الوحش في البستان يلهث
لست انكيدو لأُتقن مهنة الترويض
ليس هو الغزالة ثديها المكتظ يقطر في فمي
بين الكهولة والفطام
ولست من نسل الظباء الشاردة
فالأرض أصغر من قفصْ
والأرض أوسع من فضاء خطى المهاجر
في المنافي الباردة
والصوت أعرفه
وأعرف من يجدف في مياهي
أرتدُ ثانية وأصعد، يهبطون كقطة ملكت عماها
كي ترى شجراً على الطرقات يمشي، ليس من أحد سواها
سوف يشهد في الهزيع هبوطهم
وسيصعدون بلا خيوط واضحة
هذا الوضوح بكف من ولدوا
على حجرين في الواد المقدس
اخلعوا النعلين كي تصلوا
خذوا العتبات للبيت اصعدوا
السفحين فوق خيوطكم
وإذا سقطتم قبل أن تصلوا الجبل
سنعيد تشييد الذي نسفته أيديكم هنا
وكفى البلاد سقوطكم
ناران تتحدان، فيها الموت أصغر من يد مرفوعة
ويد تشير على طريق، والصدى
"من هاهنا خرج الغزاة
وقفوا على أطرافها
لا شيء فيها من ملامحهم الغريبة
لا التراب ولا الجبال ولا الشجر
قدمان من خشب تنجر في خريف الغزو
من مدن بعيده
خذوا قدمي وارتحلوا، فضائي ضيق
ودمي يعود من الرصاصة للوريدِ
وأعود أجمل للحياة
خذوا جسدي وعودا مثلما جئتم من البلد البعيدِ
عودا كما جئتم غزاة
ودعوا على عشب السياجِ
براءة التين والزيتون،
لا ورق يغطي سوءة الحكماء في ليل الجريمة
وخذوا من الماء المقدس
حاجة التيه المخلّدْ
ودّعوا عسل البلاد وسمنها
في طاسة امرأة
تلملم طفلها من شارع القتل المهوّدْ
وادخلوا سينا الجديدة
دون منِّ دون سلوى
أول الطوفان يبدأ من دم الأطفال
لا بحر سيحمل مركب الأزواج
لا نوح يبارك من نجى
سيعود ثانية، تباركه الأساطير القديمة
أعمى، أصم، أخرس، لا يرتجى
سيعود ثانية
ويخرج من عباءة آخر الكهان
مستعر الهياج.
نجمة شكيم
قبل أن يولدُ في الكون أحدْ
حملتنا الأرضُ في هودجها، فاتحةُ العهد القديم
قبل أن يُعجن من صلصالها الغالي جسدْ
قبل أن يحبو على مصطبة العالم، بنتٌ وولدْ
قال رب الكون كوني جبل النار
وكانت لي بلدْ
هبطتْ يحملها جنحانْ، عيبالُ وجرزيم
وهنا ثبتها كنعانْ، والاسم: شكيم.
يدُ أمي أم يدُ الوردةِ
حطتْ فوقَ جرحي في مساء القتلةْ
أخرج الآن إلى باب النهايات
وأمشي في صراط المدن المشتعلةْ
من يدي تنبجسُ الغيمةُ برداً وسلاماً
ونشيداً دموياً وخزامى
هو ذا عرسُ دمي
وأنا وحدي أغني، بجراحي وحدها، لا بفمي
أعبرُ حقل القطن من باب البدايات
إلى نابلس المحتملة
وأرى ما لا يُرى والريح مرة
رقصة الجند على إيقاع تدمير البيوتْ
سيموتون كما نحن نموتْ
أول الموت لنا، في البدء كانت
بذرة الموت على الأرضِ عناقيدُ مسرة
آخر الموت لهم، لا
لن يمس الأرض عشب القتلة
لن يعودون وإن عاشوا وماتوا ألف مرة
لن يعودون، وهذا ما تبقى من صراطي المستقيم
ليمت عشرون جلاداً
على بابك يا أمي شكيم
ثم تحيا في بلادي سنبلة
أيها القاتل ماذا لو توقفت قليلاً
ربما تنجو ولم تسقط قتيلا
بدمائي المقبلة
آه أمي
كل ما أذكره من مصرعي
أنني عشت وعشتين معي
نجمة كاملة مكتملة
تشكيل
إمرأةٌ ومدينة
أمان لطفل
مست روح الله جنينه
فأضاءت في الليل جبينه
هو ذا المولود على حجر الضوء
تعثر في الحبو
مد أصابعه الخمس
فكّك في درب الآلام كمينه
جسد مطعونْ
ما زال ينز دماً بين رحى الطاعونْ
هذي الحنطة أمٌ
كانت ترفوا بالإبرة شال العرسْ
سقطت إبرتُها في القبو
فأضاءت في الليل قباب القدسْ
كتم المصلوب أنينه
قام يحاول
من ثقب الإبرة دفع فلسطينه
فاءٌ ...... لامٌ ...... سين في الطرف الآخر
بأن النصف أمام صيارفة الفلسْ
لا شيء تبقّى بين أصابعه الخمسْ
غيرُ الطينة
شكلها ثانية وطناً مكتملاً
شهداء
الفتيةُ الآتون منْ
وجعِ المخيمِ والمدائنِ والقرى
والصاعدون إلى الأَعالي والذُرى
لم يطوا أجنحَةِ الوصولْ
لم يمسحوا دمهم
عن القمصان بعد،
كأنهم بمهمةِ أخرى بأطراف الحقولْ
الفتية المتجذرين بسرة الأرض الصغيرة
يأتون سرباً للضباء
ينسقون ورودهم فوق المداخلِ
دائماً تأتي وتهجعُ في جراحكمو الفصول
على أي حبلٍ أو ضفيرة
سوف تهبط من علٍ
في حضن أمك أيها الولد الخجولْ؟
دمهم براق الأرضِ، والوطن البعيدِ
بدا
على مرمى دمٍ
بين الرصاصةِ والوريدِ
طوبى لمن صعدوا
لكي يصلوا بنا
أقصى وصخرة قدسهم
خضراء غرفة نومهم
خضراء، لا أحدٌ هنا
في السدرةِ الخضراءَ ينعسْ
عما قليلٍ يخرجون كما تركناهم
بساحة عرسهم
وعلى الأصابع أورقت
أشتالُ حنّاءٍ مقدسْ
لَم يسقطوا أبدا
ولم يمضوا سدى
أصغي وإيقاع الخطى
"نهوند" يعزفه لنا
جسدٌ عفيْ
إنني أراهم جالسين أمامنا
في أولِ الصفِ الخفيْ.
ضفاف
ضفاف
سمائي بلا سحبٍ وسنيني عجافْ
وليس بخابية الروحِ سبعُ سنابل
أولمها في زمان الجفافْ
ومن زمنٍ منجلي لم يسرّحْ
جدائل قمحِ الحقول
ولا رقَّص الحاصِدين
بعيد القطاف
ورغم المجاعة في وطني
أشتهى أن أكونَ بلا قدمين
لكي لا أغادر هذي الضفافْ
وأن لا أكون بكفٍ وخمسِ أصابعَ
كي لا أوقع صك اعتراف
بمن قتل العاشقين
وعطّلَ هذا الزفافْ.
نهرُ المسـرّة
وسادَتِي الحجريةُ في موطني
وهذا السريرُ المعلقُ في شرفةِ الضوءِ
ليس يُهزُّ بغير أصابعَ
من كان أقسمَ بالتين والزيتِ
والبلدِ الآمنِ المؤمنِ
يُبللنّي شهدُ ثغرِك
حين تقولين "يا مرحبا"
وأجيئُكِ كالطيرِ
أهجعُ في نهوندَ الحكايا
إذا الشوق في جمره مسّني
ليس معي غيرُ نبضي
وشيب الصبّا
قامتي قوّستها ظلالُك فوقَ المرايا
ولكنَّما الروحُ لم تنحنِ
الكهولةُ لي
فأغفري صبوتي
والطفولةُ لي
باركي شهوتي
وهنا فزَّ في لحظةٍ
مستحيلي من الممكنِ.
غريبٌ أنا…
من يقودَ فراشاتِ روحي
لينبوع ضوئك
في خلّةِ السوسنِ؟!
صدى الناي في عصب السفحْ
وصوت المغني الذي أشعلَ الأُقحوان
وحين يميلُ
يُرقصُ أجنحةِ السُمنِ
فتصغي لإيقاعهِ
شَليةُ الماعزِ الأرعنِ
هنا صارَ نبضي لأجراسِ أسمكِ..
صار الصدى..
وتموّج عبرَ المدى..
حلَّ خِتمَ فمي،
وفاضَ نبيذُ الهوى
من جرارِ دمي…
وتفجّرَ نهرُ المسرّةِ في موطني
قصائد حب
1
تجيئين من أفقٍ لا يحدْ نوافيرَ مسكٍ وشلا لَ شهدْ
تجيئين في عرباتٍ
قوادمُ أفراسهاالبيضٍ برقٌ ورعدْ
تغيمُ السماءُ وفي مقلتيك ُتمطّرُ
ضوًا ولازوردْ
وقبّلَ الوصولِ، أحسُكِ مِلئي
وملئ القصيدة والنهوندْ
فأنت على مقددرة
والجميلُ باقدارنا أنها لا ُتردْ
2
أنا زهرُة وهواك اقتلعني
وبعثرني في المدى وجمعني
وط ّيرني وجناحاهُ
معراجي الدنيويه الذي قدْ رفعني
وأودعني فوق أحلى سماءٍ
وفي قوسِها القزحي زرعني
فصحتُ به في الأعالي:
أعدني،ولكنه عندما لم يُطعني
حمدتُ الإله كثيرًا
لأني عكس الذي قلته ،كنتُ أعني
3
لنا قصةُ سجعُ الحمامةِ قّّّّّّّصّها
اقرأ بانجيلَ الصنوبر نصّها
سمراءُ في حقل الفؤاد فراشةٌ
وعلى زهورِ دمي تواصلُ رقصها
قمٌر تناسَلَ في يديَّ أهلّة
شمسٌ وقْدْ عصرتْ بروحي قرصَها
منها الذ ي قد زادَ أكملَ ناقصي
مني الذي قد زادَ اكملَ نقََصها
أرواحنا في العشق قد ُصهرتْ
بها قد خصني ربي وبي قد خصّها
4
ثملٌ وأعشقُ في هواكِ ترّنحي
َتعبتْ ُخطاي ولم أُغادرْ مطرحي
كم ضعتُ ،لم أعثرْ عليّ بقامتي
فُُوجدتُ حين أضعتُ فيكِ ملامحي
كيفَ الخروجُ وجنتي نارٌ
وناركُ في دمي جناتُ عدنَ جوارحي
كم مرةً راسي تدحرجَ في الهوى
وأقوم قومة (عازرٍ) من مذبحي
فأنا قتيلٌ لم يمتْ وتعددتْ
في هذة المقل الجميلة أضرحي
5
ليس في جعبتي حكايا مثيرة
معلنٌ ماخباته في السريرة
طيعٌ في دمي هوى مقلتيك
وعصيٌ على الجراحِ المغيرة
أنا (دنكشوت)أحمل مرساتي
وحيدًا،وساعديك الجزيرة
عمرٌ واحدٌ أحبك فبه
كيف يكفي وكف عمري قصيرة
نفذََ العمرُ من أصابعَ روحي
وانا بعد ما بدأتُ المسيرة
6
وعرافةٍ قرأتْ في يدي
عيونكِ لي قبل أن تولدي
وإنكِ مشدودةٌ في وريدي
فليس يفيدكِ أنْ تبعدي
فنامي بقلبي وسوف أهزّ
سريركَ في نبضي المجهدِ
وحين تفيقينَ لا بدّ أنْ تطلقي
ُخصلَ الشعر من سجنها الأسودِ
لانَّ جدائلهُ لاتحبُ التنّزه
. إلا على ساعدي
7
مدارُك لا يلتقى مع مداري
وخلفَ جداركِ يعلو جداري
وبين الجدارين،حراسُنا واقفونْ
يشّدون طوقَ الحصارِ
تفيقينَ حينَ أنام وحينَِ
يجئُ نها ُركِ يمضي نهاري
وحاورتِ حلَّميَّ سرًا وسرًا
أحاورُ حلمكَ من ُقفلِ داري
ومابين إغفائةٍ وإفاقةِِ
نواصلُ ما بيننا من حوارِ
8
وأحرى بوجهكِ أنْ يتنصلْ
من الوردِ والياسمين ا لمخضل
و أنْ يتبرأمن نجماتَ السماءِ
ومن قوسِها القزحيَّ المد للْ
ومن قمٍر عند أولِ صبحٍٍ
يُلملُِم أضواءة ثُمَّ يرحلْ
ومنْ زهرةٍ آمنتْ بالخريفِ
ولا تتفتحُ إلا لتذبلْ
فكيفِ لوجهُكِ أن ينتمي
للجمال ، ووجهك أحلى وأجملْ
9
باروعِ ما في الدّنى من لغاتْ
تنزّلَ في آية السوسناتْ
وقدْ رتلتهُ على راحتينا
رفوفُ العصافيرِ والقبراتْ
تثائبَ من شدوها بردى
وانحنى دجلةٌ لعناق الفراتْ
لنا يا مقدسته المقلتين
هوىلامثيل له في الحياة
لان هوانا الخرافيُ معجزةٌ
في زمانٍ بلا معجزاتْ
10
با قليمكِ الصعبِ كانَ متاهي
وملحُ بحارُكِ غطّى شفاهي
وخلجاُنكِ الزَبَد يةُ ممعنةٌ
بتباعدِها المتناهي
فكيفَ الوصول إليكِ
وبوصلتي لا تطيعُ اتجاهي
وصوليَّ صعبٌ وأصعبُ منه
الرجوع إلى شاطئي ومياهي
ترى كمْ منَ العمرِ يكفي
لأعبر هذا المدى، كمْ تُرى.....يالهي.
نبذة
شاعر وكاتب , مواليد عام 1954م في نابلس – فلسطين.
ـ دبلوم مساحة وحساب كميات. ـ عضو مؤسس في ملتقى بلاطة الثقافي في نابلس.
ـ عضو هيئة إدارية في اتحاد الكتاب الفلسطينيين.
ـ عضو هيئة إدارية في مركز اغاريت للثقافة والنشر.
ـ عمل سكرتير تحرير لمجلة نوافذ الصادرة عن دار الفاروق للثقافة والنشر في نابلس.
ـ عمل مشرفاً على مجلة الملتقى الأدبية التي تصدر عن ملتقى بلاطة الثقافي في نابلس.
من أعماله:-
1- أناشيد الشاطر حسن، قصائد للأطفال، جمعية الأطفال العرب ـ حيفا 1994.
2- المسرات ـ قصائد ـ ملتقى بلاطة الثقافي ـ نابلس 1996.
3- مائة أغنية حب ـ قصائد ـ دار الفاروق ـ نابلس 1997.
4- والحكي للجميع ـ مسلسل إذاعي أذاعته إذاعة فلسطين 1997.
5- الثيران الثلاثة ـ قصة شعرية للأطفال ـ دار الفاروق ـ نابلس 1998.
6- صابر الجرزيمي ـ نصوص ساخرة ـ اتحاد الكتاب الفلسطينيين ـ القدس، ودار الفاروق ـ نابلس 1998.
7- قراءات في جدارية محمود درويش ـ مع آخرين ـ ملتقى بلاطة الثقافي ـ نابلس 2002.
8- مرايا البعد الثالث ـ نصوص ـ ملتقى بلاطة الثقافي ـ نابلس 2001.
9- حارس الغابة ـ قصة شعرية للأطفال ـ منشورات مركز أوغاريت للنشر والترجمة 2001.
10- وسائد حجرية, قصائد ـ منشورات مركز أوغاريت للنشر والترجمة 2003
11- حرائق البلبل على عتبات الوردة، عمل مشترك مع عفاف خلف ـ منشورات مركز أوغاريت للنشر والترجمة 2004
12- احتفال في مقهى الخيبة, مجموعة قصصية مشتركة
المجنون
وميضٌ يغسلُ الشرفات
فليهبط غبار مدينة الموتى على الأسوار
أنت من التراب فعدْ إليه
وخذْ وصيتك الأخيرة
من صهيل الغيم في البستان
من بوح الحمامة فوق سطح الدار
كيف تكونني وأكونها الأزهار
من ملأ الإناء بدمعه
هذي الغمامة أم أنا!
فكأنني ملئ الحديقة في اشتعالات الخريف
وكأنها في خامتي الأولى العجينة والخميرة
والأرض سلتنا الصغيرة
كم نسينا على طرف الرصيفْ
أمضي وأحمل تبغ يومي والرغيفْ
قفْ يا غريب الدار، حدقْ
زهرتي محنية فوق الأصيصْ
وتشمني بتويجها العالي
تقدم أيها الموت الرخيصْ
وانشرْ على الأحواض أجنحة الرحيلْ
والآن دعني لحظة
فوق السياج شذاً أسيلْ
الأفق مباحٌ
والأرض مباحه
والمجنون كهيئة طيرٍ
مدّ جناحه
أين يطيرُ وأين يسيرْ
والفسحة غير متاحهْ
معصوب الروح أتى
وافترش الساحة
في المخلاة رغيفان وتفاحةْ
وقصيدة شعر
تنـزف في الليل جراحه
ارتوت الصحراء فشب على عجلٍ
قصبُ الواحةْ
أأنا بوح الناي
أم حنجرة المجنون الصدّاحة((
فكأن لي في الأرض متسعٌ
أعينني كي أقوم إذن وأدفن بذرتي
رعدٌ يحكُ رحيقها
تفاحة المجنون ضاحكة
لقد جُنت شوارعنا
ومن حملهم على هذا الدمار
ومن يرمم ما تبقى، زهرة الحمقى
بكامل طيشها وبهائها
مطرٌ تدافع في عراء الروح
قلتُ إذن توقف أيها المجنون، ليس لدي متسع
أحاول أن أرمم جرة الفخّار
بئري بعد أن وصلوا تسمم ماؤها
سرقوا من القطرات زمزمها الجليل
لا ماء من شهوات " دفنا" سوف ينبجسُ
إلا بقية دمعة ضنت بها دهراً
لتذرفها على الشهداء في العرس الأخير
والنارُ فاتحة على القتلى
وخاتمه بلا شفتين تتلى
كلما اشتعلتْ بحقل الثلج سنبلة الشعير
)أحبكُ " دفنّا "
و "دفنا " الغزالةُ والناي
" دفنا " تحددُ لي ما أرى
فرأيتُ الذي لا يراه سواي
رأيتُ سيولاً
من الصور النازفة
في جداول رعشتها
ومرايا صباي
رأيت دمىً خائفة
أن تعود لخاماتها الأولية
في نهوند القرنفل والناي
" دفنا " قفي وانظري
من وميض دمي
من خرير الشذى في فمي
لن ترين سواك
ولن تلمحي سواي(
لا عشب في الواد المقدس
لا أرى إلا الحصى في الضفة الأخرى
ومن بلع الخرافة ثم صدّقها
وأين النهر إن وجد الخريرْ
هذي الخطى للذئب أعرفها
وأعرف أين ولّى
من عواء الجرحِ في برية الجسدِ النحيلْ
ماذا سيسقط من علٍ
إني أرى الأشياء واقفة
على قدمين من ورقٍ مجعدْ
والخريفُ مضى على عجلٍ
ليرجعَ عن تداعيها المجددْ
والشتاء آتى على خبلٍ
ستغسل منْ وهذا البيت أسودْ
منْ سوف يسقطُ، منْ
إن الطغاة فقطْ
أحلى وأجمل من سقطْ
بدل القذائف فوق غابات النخيلْ
)أرى ما أشاء لمن ذهبوا
ومن جلسوا
في ممر الصنوبر تحت الترابْ
أرانا على أهبة العيش عشقاً
ونصعدُ من حجرٍ في السفوحْ
نعدُّ خيول المدينة قبل الذهاب
وبعد الإيابْ
وماذا تبقّى من الروح
ماذا تبقّى
رؤوس تدلتْ عن السرجْ
والعمرُ زهرةُ ثلجْ
بحقل جروحْ
سترجع كل الجيادْ
إلى مستقر الصهيلْ
ورف الحمامْ
إلى مستهل الهديلْ
أرى نقطة الضوء
عالية في البعيدْ
سأربطها ثم أجذبها
بخيوط النشيدْ
أراها تحاولُ
والمستقر الوحيد
ترابُ البلادْ
ترابُ البلادْ
ترابُ البلادْ(
من يحمل التابوت. هل يصلون روما
من بلاد الزيت والزيتون، أين يتممون صلاتهم
والشمس في الوادي المقدسْ
لم تصلْ قوسَ المغيبْ
فخذوا الصلاة
خذوا عواءَ ضلوعكم
وخذوا فحيحَ خشوعكم
ولربما يصل القتيلْ
أنتم بدأتم وانتهتْ فينا هزائمكم
فعودوا إن أردتم
مرة أخرى إلى حرب الصليبْ
من ها هنا سترون دمع الأمهاتَ
وأسرَّة الزوجات، وردَ العاشقات
وترسلون مع الجنازة
دمعة أخرى على الأحياء
إن وصلوا المدينة فوقَ قنطرة الهديلْ
سترون أولنا نهاراً مقبلاً
وترون آخركم ركاماً مهملاً
عودوا إذا شئتم لمغفرة الكهانة
بعد أن تعلو ملامحكم جداراً ساقطاً
والأرض تخرجُ من قداستها
وتهبط تحت أرجلكم بلا أبنائها
وسيصعدون على سلالم موتكم
والميت يصعدُ هابطاً
والأرض تخرج من قميص فصولها
هذا الربيع بلا أبٍ
لا أم سوف تهشُ سندسه المريضَ
عن الحقولِ
ومن يعيدُ بهاءها العربي في الزمن البخيلْ
(رأيتُ يداً
تنحتُ الحزن حتى اكتملْ
ما الذي يتساقط غير الغبار
عن الجسد المتهالكْ
أرى وطناً في الهزيع مضاءً
لمن وصلوا، كيف لي أن أصلْ
وهذا الغبار يسدُ المسالكْ
لنا الحق في شمس هذا النهارْ
لنا أن نعلق غيمتنا
في ممر الندى
كي نفيض رذاذاً بكل مدى
ولها الحق أن تستدل علينا
زهور البراري
ورف الحجلْ)
من يقرعُ الجرسَ المعلقَ في الأعالي
في هديل حمامةٍ
وعلى جناحِ غمامةٍ
من أيها المجنون ينحتُ رؤية فوقَ المكان
يعيدُ ترتيب الفصولْ
وينسقُ الفوضى بمصطبةِ الحقولْ
فاصدحْ بما ملكته فيك يدُ البصيرة
إني أرى ما لم يُرى
هذا مكاني لمْ أجدْ إلاّ هنا حجراً
تحكَ به جناحيها فراشاتي الصغيرة
هذا مكانك والوقوف به صلاةْ
فارفع صلاتك كل ثانية
وفي كل اتجاه
إني أرى ما لم يُرى فوق البسيطة
ورأيت ثعلب وابن آوى تحت دالية
يعدّون الخريطة
ضاقتْ على جسدي النحيلْ
(إلى أين تحملني
يا جناحي المهيضْ
سكنتُ الجهات جميعاً
فلم تحتملني ولم أحتملها
أنا الضدُ وهي النقيضْ
سأشعلُ قنديلُ روحيْ
إلى أن تذوب الذبالة بين أصابعكم
فأعلنوا أيها الأصدقاء انطفائيْ
وقولي بأني مريضْ
مضاءٌ أنا بجنونيْ
ولي أن أنام على جمرة
كيْ تَمدَّ دمي بالوميضْ)
ورأيت "دفنا " في حديقة جسمها
كانت تحاول جهدها
دفع الأنوثة عن طريق لصوصها
ورأيت حلمتها تنقط
من ثقوب قميصها
لا شيء أحمله لألتقط الرذاذ
"جيوب بنطالي ممزقة
وداعاً للجمال"
فلم أصل أرض الجزيرة
والقادمون من الشمال
دخلوا شراشف مهدها
سرقوا من النهدين رضعتي الأخيرة
اجتياح
-1-
حجرٌ وحيدٌ من بقايا الدار
والأشياءُ غامضةٌ على قدرٍ
يفسرُ منطقَ الطيرِ:
أصوّبُ في ليالي القصفِ أُغنيتي
على جسدِ الرصاصْ
وعلى ما تبقى في الجدارِ من القذيفة
لي أن أُمارسُ مهنتي في الأرض,
أن أحيا وأخلصُ في الوظيفة
عما قليلٍ يرحلُ القناصُ
وأُصبحُ فوق أشجاري على خير
-2-
بين رأسي والمخدة
طلقةٌ
يقطرُ
منها
دمُ
وردة
-3-
لنا قمرٌ بعيدٌ في الأعالي
سوف نلمحه وإن رفعوا الجدارَ
وسيجوا الأزهار بين العاشقين
فضاؤنا عالٍ ورفرفة الجناح تسيل ضواً
بين خاصرتين.
واحدة تعدُّ سنابلَ الوادي
وواحد تعد الحَبَ في حقلِ البرتقالِ
-4-
الاجتياح مدينةٌ ملتفةٌ
بعباءة الليلِ
مجنزرة ٌ تواجهُ زهرةَ الفلِ
وجنديٌ يصوّبُ بندقيته
على أمٍ
تهدهدُ جثة الطفلِ
والإجتياح شوارعٌ
تعوي الذئاب بها
وتبحثُ عن فريسةْ
ودمٌ يسيلُ
على رخامِ المسجدِ
ودرج الكنيسةْ
-5-
فوق التلال وفي ممر الإقحوانِ
فتى على الأعشابِ مكتمل السلالةْ
من أين جاءتة الغزالة
حامتْ على الجسدِ المعطر, قمته
في سرير الزهرِ, فارتعشتْ
خيوطُ المسكِ
حين طوتْ قميصَ الدمِ
اقتربي وشميِ آه أمي
للأرضِ رائحة جديدة
-6-
في الحروب النظيفة
تنامُ الطفولةُ
تحت جناحِ القذيفة
في الحروب النظيفة
طبق الجنرال المفضلِ
دمُّ وجيفةْ
-7-
هنا في الصباح المدرسيِّ
يصوّب الجنديُ مدفعه
يصيدُ فتى طريدْ
ويصوّب الولدُ المشاكسُ كيْ يصيدْ
يوماً سعيدْ
-8-
هنا كلُ شيء
يثير حساسية الجند,
الصبيةُ الذاهبون ليومٍ جديد
شوارعنا إذْ ترمم بين تجاعيدها
خطر الأنبياء
رفوف النجوم الشريدة
تنعفُ في شرفات البيوتِ
حريرَ الضياءْ
وتقرعُ أجراسَها في البعيدْ
حمامُ القبابِ الذي يتسلى
بتأثيث هذا الفضاء
بعشب الهديل وقشِ الحصيدْ
وأمي التي علمتني
قراءة كفَ الدماء
وكيف سأنسى بطلقتهم أن أموت
وأحيا شهيد
-9-
جدارٌ
حصارٌ
حواجزُ
جندُ
إجتياحْ
وما يتبقى
من المفردات
تساقطَ
من معجم الأبجديةِ
ذات صباح
-10-
تضيق على شفتيَّ اللغة
وأنا ملزمٌ بالقصيدة
ولي في الشمال ممرٌ
إلى "أوغاريت"* الجديدة
فلا بد أنْ أبلغه
يصعدون بلا خيوط واضحة
ناران، واحدة تمد لسانَها للموتِ
والأُخرى، تمد يداً مقطعة الأصابع للحياة
ناران لي، لست المجوسيُ المعمدُ بالدخان
أُلاعب اللهبَ الجميل ضحى
وأقطف برتقال سحابة خضراء
قبل تفتح الأشجار في شجر الخليقة
هابطٌ، ظلي وحيدٌ كالحقيقة
لا أرى أحداً، وتعبرني الضفاف وتكتملْ
كوصية الموتى الذين تجمهروا ليروا وصاياهم
لمن وصل الترابَ معفراً بخصوبة الشهداء
أعرفهم هنا، وهناك بين وريدها
ونشيد من عبروا سراط المذبحة
هذي البقية بدء من ولدوا
وخروا شاهرين قماطهم وعلى أصابعهم
بقايا من حليب الأمهات ودمعهن المشتعلْ
هذا انحناء النائمين على وسائد ماء بهجتنا المثلثْ:
لونه العدمي والطعم المعذب في سياط الرائحة
هذا هبوطي، يصعدون
كقطة عمياء تقفز في فراغ انتباهي
ليس إلا الملح يحفر في الجراح ويستقر على شفاهي
كم سيبقى الوحش في البستان يلهث
لست انكيدو لأُتقن مهنة الترويض
ليس هو الغزالة ثديها المكتظ يقطر في فمي
بين الكهولة والفطام
ولست من نسل الظباء الشاردة
فالأرض أصغر من قفصْ
والأرض أوسع من فضاء خطى المهاجر
في المنافي الباردة
والصوت أعرفه
وأعرف من يجدف في مياهي
أرتدُ ثانية وأصعد، يهبطون كقطة ملكت عماها
كي ترى شجراً على الطرقات يمشي، ليس من أحد سواها
سوف يشهد في الهزيع هبوطهم
وسيصعدون بلا خيوط واضحة
هذا الوضوح بكف من ولدوا
على حجرين في الواد المقدس
اخلعوا النعلين كي تصلوا
خذوا العتبات للبيت اصعدوا
السفحين فوق خيوطكم
وإذا سقطتم قبل أن تصلوا الجبل
سنعيد تشييد الذي نسفته أيديكم هنا
وكفى البلاد سقوطكم
ناران تتحدان، فيها الموت أصغر من يد مرفوعة
ويد تشير على طريق، والصدى
"من هاهنا خرج الغزاة
وقفوا على أطرافها
لا شيء فيها من ملامحهم الغريبة
لا التراب ولا الجبال ولا الشجر
قدمان من خشب تنجر في خريف الغزو
من مدن بعيده
خذوا قدمي وارتحلوا، فضائي ضيق
ودمي يعود من الرصاصة للوريدِ
وأعود أجمل للحياة
خذوا جسدي وعودا مثلما جئتم من البلد البعيدِ
عودا كما جئتم غزاة
ودعوا على عشب السياجِ
براءة التين والزيتون،
لا ورق يغطي سوءة الحكماء في ليل الجريمة
وخذوا من الماء المقدس
حاجة التيه المخلّدْ
ودّعوا عسل البلاد وسمنها
في طاسة امرأة
تلملم طفلها من شارع القتل المهوّدْ
وادخلوا سينا الجديدة
دون منِّ دون سلوى
أول الطوفان يبدأ من دم الأطفال
لا بحر سيحمل مركب الأزواج
لا نوح يبارك من نجى
سيعود ثانية، تباركه الأساطير القديمة
أعمى، أصم، أخرس، لا يرتجى
سيعود ثانية
ويخرج من عباءة آخر الكهان
مستعر الهياج.
نجمة شكيم
قبل أن يولدُ في الكون أحدْ
حملتنا الأرضُ في هودجها، فاتحةُ العهد القديم
قبل أن يُعجن من صلصالها الغالي جسدْ
قبل أن يحبو على مصطبة العالم، بنتٌ وولدْ
قال رب الكون كوني جبل النار
وكانت لي بلدْ
هبطتْ يحملها جنحانْ، عيبالُ وجرزيم
وهنا ثبتها كنعانْ، والاسم: شكيم.
يدُ أمي أم يدُ الوردةِ
حطتْ فوقَ جرحي في مساء القتلةْ
أخرج الآن إلى باب النهايات
وأمشي في صراط المدن المشتعلةْ
من يدي تنبجسُ الغيمةُ برداً وسلاماً
ونشيداً دموياً وخزامى
هو ذا عرسُ دمي
وأنا وحدي أغني، بجراحي وحدها، لا بفمي
أعبرُ حقل القطن من باب البدايات
إلى نابلس المحتملة
وأرى ما لا يُرى والريح مرة
رقصة الجند على إيقاع تدمير البيوتْ
سيموتون كما نحن نموتْ
أول الموت لنا، في البدء كانت
بذرة الموت على الأرضِ عناقيدُ مسرة
آخر الموت لهم، لا
لن يمس الأرض عشب القتلة
لن يعودون وإن عاشوا وماتوا ألف مرة
لن يعودون، وهذا ما تبقى من صراطي المستقيم
ليمت عشرون جلاداً
على بابك يا أمي شكيم
ثم تحيا في بلادي سنبلة
أيها القاتل ماذا لو توقفت قليلاً
ربما تنجو ولم تسقط قتيلا
بدمائي المقبلة
آه أمي
كل ما أذكره من مصرعي
أنني عشت وعشتين معي
نجمة كاملة مكتملة
تشكيل
إمرأةٌ ومدينة
أمان لطفل
مست روح الله جنينه
فأضاءت في الليل جبينه
هو ذا المولود على حجر الضوء
تعثر في الحبو
مد أصابعه الخمس
فكّك في درب الآلام كمينه
جسد مطعونْ
ما زال ينز دماً بين رحى الطاعونْ
هذي الحنطة أمٌ
كانت ترفوا بالإبرة شال العرسْ
سقطت إبرتُها في القبو
فأضاءت في الليل قباب القدسْ
كتم المصلوب أنينه
قام يحاول
من ثقب الإبرة دفع فلسطينه
فاءٌ ...... لامٌ ...... سين في الطرف الآخر
بأن النصف أمام صيارفة الفلسْ
لا شيء تبقّى بين أصابعه الخمسْ
غيرُ الطينة
شكلها ثانية وطناً مكتملاً
شهداء
الفتيةُ الآتون منْ
وجعِ المخيمِ والمدائنِ والقرى
والصاعدون إلى الأَعالي والذُرى
لم يطوا أجنحَةِ الوصولْ
لم يمسحوا دمهم
عن القمصان بعد،
كأنهم بمهمةِ أخرى بأطراف الحقولْ
الفتية المتجذرين بسرة الأرض الصغيرة
يأتون سرباً للضباء
ينسقون ورودهم فوق المداخلِ
دائماً تأتي وتهجعُ في جراحكمو الفصول
على أي حبلٍ أو ضفيرة
سوف تهبط من علٍ
في حضن أمك أيها الولد الخجولْ؟
دمهم براق الأرضِ، والوطن البعيدِ
بدا
على مرمى دمٍ
بين الرصاصةِ والوريدِ
طوبى لمن صعدوا
لكي يصلوا بنا
أقصى وصخرة قدسهم
خضراء غرفة نومهم
خضراء، لا أحدٌ هنا
في السدرةِ الخضراءَ ينعسْ
عما قليلٍ يخرجون كما تركناهم
بساحة عرسهم
وعلى الأصابع أورقت
أشتالُ حنّاءٍ مقدسْ
لَم يسقطوا أبدا
ولم يمضوا سدى
أصغي وإيقاع الخطى
"نهوند" يعزفه لنا
جسدٌ عفيْ
إنني أراهم جالسين أمامنا
في أولِ الصفِ الخفيْ.
ضفاف
ضفاف
سمائي بلا سحبٍ وسنيني عجافْ
وليس بخابية الروحِ سبعُ سنابل
أولمها في زمان الجفافْ
ومن زمنٍ منجلي لم يسرّحْ
جدائل قمحِ الحقول
ولا رقَّص الحاصِدين
بعيد القطاف
ورغم المجاعة في وطني
أشتهى أن أكونَ بلا قدمين
لكي لا أغادر هذي الضفافْ
وأن لا أكون بكفٍ وخمسِ أصابعَ
كي لا أوقع صك اعتراف
بمن قتل العاشقين
وعطّلَ هذا الزفافْ.
نهرُ المسـرّة
وسادَتِي الحجريةُ في موطني
وهذا السريرُ المعلقُ في شرفةِ الضوءِ
ليس يُهزُّ بغير أصابعَ
من كان أقسمَ بالتين والزيتِ
والبلدِ الآمنِ المؤمنِ
يُبللنّي شهدُ ثغرِك
حين تقولين "يا مرحبا"
وأجيئُكِ كالطيرِ
أهجعُ في نهوندَ الحكايا
إذا الشوق في جمره مسّني
ليس معي غيرُ نبضي
وشيب الصبّا
قامتي قوّستها ظلالُك فوقَ المرايا
ولكنَّما الروحُ لم تنحنِ
الكهولةُ لي
فأغفري صبوتي
والطفولةُ لي
باركي شهوتي
وهنا فزَّ في لحظةٍ
مستحيلي من الممكنِ.
غريبٌ أنا…
من يقودَ فراشاتِ روحي
لينبوع ضوئك
في خلّةِ السوسنِ؟!
صدى الناي في عصب السفحْ
وصوت المغني الذي أشعلَ الأُقحوان
وحين يميلُ
يُرقصُ أجنحةِ السُمنِ
فتصغي لإيقاعهِ
شَليةُ الماعزِ الأرعنِ
هنا صارَ نبضي لأجراسِ أسمكِ..
صار الصدى..
وتموّج عبرَ المدى..
حلَّ خِتمَ فمي،
وفاضَ نبيذُ الهوى
من جرارِ دمي…
وتفجّرَ نهرُ المسرّةِ في موطني
قصائد حب
1
تجيئين من أفقٍ لا يحدْ نوافيرَ مسكٍ وشلا لَ شهدْ
تجيئين في عرباتٍ
قوادمُ أفراسهاالبيضٍ برقٌ ورعدْ
تغيمُ السماءُ وفي مقلتيك ُتمطّرُ
ضوًا ولازوردْ
وقبّلَ الوصولِ، أحسُكِ مِلئي
وملئ القصيدة والنهوندْ
فأنت على مقددرة
والجميلُ باقدارنا أنها لا ُتردْ
2
أنا زهرُة وهواك اقتلعني
وبعثرني في المدى وجمعني
وط ّيرني وجناحاهُ
معراجي الدنيويه الذي قدْ رفعني
وأودعني فوق أحلى سماءٍ
وفي قوسِها القزحي زرعني
فصحتُ به في الأعالي:
أعدني،ولكنه عندما لم يُطعني
حمدتُ الإله كثيرًا
لأني عكس الذي قلته ،كنتُ أعني
3
لنا قصةُ سجعُ الحمامةِ قّّّّّّّصّها
اقرأ بانجيلَ الصنوبر نصّها
سمراءُ في حقل الفؤاد فراشةٌ
وعلى زهورِ دمي تواصلُ رقصها
قمٌر تناسَلَ في يديَّ أهلّة
شمسٌ وقْدْ عصرتْ بروحي قرصَها
منها الذ ي قد زادَ أكملَ ناقصي
مني الذي قد زادَ اكملَ نقََصها
أرواحنا في العشق قد ُصهرتْ
بها قد خصني ربي وبي قد خصّها
4
ثملٌ وأعشقُ في هواكِ ترّنحي
َتعبتْ ُخطاي ولم أُغادرْ مطرحي
كم ضعتُ ،لم أعثرْ عليّ بقامتي
فُُوجدتُ حين أضعتُ فيكِ ملامحي
كيفَ الخروجُ وجنتي نارٌ
وناركُ في دمي جناتُ عدنَ جوارحي
كم مرةً راسي تدحرجَ في الهوى
وأقوم قومة (عازرٍ) من مذبحي
فأنا قتيلٌ لم يمتْ وتعددتْ
في هذة المقل الجميلة أضرحي
5
ليس في جعبتي حكايا مثيرة
معلنٌ ماخباته في السريرة
طيعٌ في دمي هوى مقلتيك
وعصيٌ على الجراحِ المغيرة
أنا (دنكشوت)أحمل مرساتي
وحيدًا،وساعديك الجزيرة
عمرٌ واحدٌ أحبك فبه
كيف يكفي وكف عمري قصيرة
نفذََ العمرُ من أصابعَ روحي
وانا بعد ما بدأتُ المسيرة
6
وعرافةٍ قرأتْ في يدي
عيونكِ لي قبل أن تولدي
وإنكِ مشدودةٌ في وريدي
فليس يفيدكِ أنْ تبعدي
فنامي بقلبي وسوف أهزّ
سريركَ في نبضي المجهدِ
وحين تفيقينَ لا بدّ أنْ تطلقي
ُخصلَ الشعر من سجنها الأسودِ
لانَّ جدائلهُ لاتحبُ التنّزه
. إلا على ساعدي
7
مدارُك لا يلتقى مع مداري
وخلفَ جداركِ يعلو جداري
وبين الجدارين،حراسُنا واقفونْ
يشّدون طوقَ الحصارِ
تفيقينَ حينَ أنام وحينَِ
يجئُ نها ُركِ يمضي نهاري
وحاورتِ حلَّميَّ سرًا وسرًا
أحاورُ حلمكَ من ُقفلِ داري
ومابين إغفائةٍ وإفاقةِِ
نواصلُ ما بيننا من حوارِ
8
وأحرى بوجهكِ أنْ يتنصلْ
من الوردِ والياسمين ا لمخضل
و أنْ يتبرأمن نجماتَ السماءِ
ومن قوسِها القزحيَّ المد للْ
ومن قمٍر عند أولِ صبحٍٍ
يُلملُِم أضواءة ثُمَّ يرحلْ
ومنْ زهرةٍ آمنتْ بالخريفِ
ولا تتفتحُ إلا لتذبلْ
فكيفِ لوجهُكِ أن ينتمي
للجمال ، ووجهك أحلى وأجملْ
9
باروعِ ما في الدّنى من لغاتْ
تنزّلَ في آية السوسناتْ
وقدْ رتلتهُ على راحتينا
رفوفُ العصافيرِ والقبراتْ
تثائبَ من شدوها بردى
وانحنى دجلةٌ لعناق الفراتْ
لنا يا مقدسته المقلتين
هوىلامثيل له في الحياة
لان هوانا الخرافيُ معجزةٌ
في زمانٍ بلا معجزاتْ
10
با قليمكِ الصعبِ كانَ متاهي
وملحُ بحارُكِ غطّى شفاهي
وخلجاُنكِ الزَبَد يةُ ممعنةٌ
بتباعدِها المتناهي
فكيفَ الوصول إليكِ
وبوصلتي لا تطيعُ اتجاهي
وصوليَّ صعبٌ وأصعبُ منه
الرجوع إلى شاطئي ومياهي
ترى كمْ منَ العمرِ يكفي
لأعبر هذا المدى، كمْ تُرى.....يالهي.